مريم الهلالي.. أنامل ترسم السلام
منذ 6 أشهر
حضرموت _ إكرام فرجفي عالم يعج بالصراعات والانقسامات تظهر الفنانة التشكيلية مريم الهلالي كنموذج لفنانة تسعى من خلال فنها إلى نشر رسالة سلام وأمل
فمن خلال معرضها الشخصي الأول لها، والذي أقامته بحضرموت، بعنوان ”سفوماتو”، قدمت تجربة فريدة لإبراز أعمالها الداعية إلى السلام
و”سفوماتو” كلمة إيطالية كلاسيكية، تعني الأعمال الملونة ببراعة والمتدرجة من الظل إلى النور، كما تعني الدعوة للتأمل في عالم الفن
ومريم الهلالي فنانة متأثرة بأعمال الرسام الإيطالي الشهير ”ليوناردو دافينشي”
شغف يواجهه تحديات لم تكن طريق الهلالي نحو النجاح سهلة، فقد واجهت في بداية مسيرتها الفنية تحديات عديدة
وتحكي لـ«المشاهد» أنها ولدت بمحافظة شبوة، وهي محافظة تُعرف بتعدد ثقافاتها وتنوع سكانها؛ مما جعلها في بادئ الأمر تواجه تحديًا، تمثل في تواجدها ببيئةٍ متحفظة مثقلة بالعادات والتقاليد
لهذا، فقد خاضت مواجهة مع مجتمع وصفته بأنه ”غير متقبل للفن”، ولا يقدر ما تمتلكه من هواية، بحسب قولها
وتشير الهلالي إلى مسألة الاختلاف في وجهات النظر الدينية تجاه الرسم، ما بين الحلال والحرام؛ ما جعلها تعاني وبشكل كبير في بداية مشوارها
وتضيف: لكن بفضل إصراري وإيماني برسالتي تمكنت من شق طريقي، وتحقيق طموحاتي التي رسمتها وجعلتها نصب عيني
تخرجت مريم الهلالي من قسم الفنون بجامعة حضرموت، لتكون واحدة من أبرز خريجات القسم، ولها مشاركات على مستوى دولي
تجربة متطورة ورسالةتقول الهلالي: بدأ شغفي بالرسم منذ الصغر وأبديت اهتمامًا بالفنون الجميلة وخاصةً رسم البورتريه؛ مما جعل هذا الفن ينمو بداخلي لاستمر بعدها في تطوير مهاراتي
ثم تطورت حتى أصبحت أجيد الرسم بالألوان الأكريليك والرصاص والمائية، مع تفضيل خاص لخامة الألوان الزيتية، تواصل الهلالي
وتتابع: توسعت مداركي وتطورت مهاراتي بشكل أكبر بعد دخولي قسم الفنون، حيث أصبح الرسم جزءًا لا يتجزأ من يومي
تزيد: ”إلهامي في الرسم هو رؤية أشياء أو أشخاص ونقلهم في لوحتي الزيتية بنفس دقه الألوان وتدرجاتها، خاصة وأني أنتمي إلى المدرسة الواقعية”
أما عن رسالتها، فتقول: الرسالة التي أسعى إليها من خلال أعمالي، هي أن الفن سلام داخلي وهو حاجة، وليس مجرد رفاهية
معرض سفوماتولدى الفنان مريم الهلالي أعمال بارزة في معرضها سفوماتو، منها لوحة ”نغم الغناء”، وهو مشروع تخرجها سنه 2023، تضمن رسمًا لشخصين بطريقة جديدة مبهرة كانت الشخصية الأولى للفنان أبوبكر سالم، والثانية للشاعر حداد بن حسن الكاف
كما تضمن المعرض الذي أقيم منتصف أغسطس/آب الجاري، عدة أجنحة فنية تنوعت بين “نظرة في العمل، وعبق البراءة، لحظة الجمال، البن الأسمر، والشغف”
بالإضافة إلى ”لوحة سلام” و”وميض القوة” وهو عبارة عن خيل أبيض برسم واقعي وإضافة لمعان عليها ليعطي دمجًا بين الواقعية والخيال في الرسم، بحسب الهلالي
وتوضح أن معرض سفوماتو يقدم جولة فنية داخل عوالم واقعية متجسدة على القماش، وتتحول الشخصيات والمناظر إلى لوحات فنية ساحرة مرسومة بحرفية، تدعو الزوار إلى التفكير في الرسم بأسلوب كلاسيكي
كما تنقل لوحات المعرض الزوار من النور إلى الظل بشكل تدريجي وغير محسوس، فالألوان الفاتحة والتفاصيل الواقعية تلفت الانتباه، بينما تخلق الألوان الداكنة والأشكال المجردة أجواءً من الغموض والدهشة
الهلالي ترى أن ”ليوناردو دافنشي” اشتهر بهذه التقنية في الرسم، وتجلت في لوحاته الشهيرة مثل ”الموناليزا”
وتسعى مريم الهلالي في خططها المستقبلية إلى عرض أعمالها في معارض شخصية لها في عدة محافظات يمنية ودول أخرى
وسبق لها المشاركة في العديد من المعارض المحلية منها، بالإضافة إلى المعارض الدولية، منها تكنوسكيتش بالأردن، ولها مشاركة قادمة بمعرض “نظرة في كندا”، بأعمال مصورة بدقة واضحة؛ الأمر الذي سيكسبها خبرة وتقديرًا في مجال الفن التشكيلي
رمز فني مديرة عام مكتب الثقافة بمحافظة حضرموت، عبير الحضرمي، اعتبرت مريم الهلالي رمزًا من رموز الفن الهادف
وقالت الحضرمي لـ«المشاهد» إن الهلالي تواصل إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين وذلك بفضل موهبتها وإصرارها على نشر رسالة السلام، وأضافت: ستظل لوحاتها شاهدة على أن الفن يمكن أن يكون قوة دافعة نحو التغيير الإيجابي في المجتمعات
الحضرمي كشفت عن سعي المكتب الدائم إلى دعم الشباب وبشكل عادل؛ وتقديم لهم الفرصة؛ بما يسهم بشكل كبير في تحقيق ذواتهم وإبرازهم على المستوى المحلي والعالمي
وأشارت إلى وجود خطط مستقبلية لرفد للجانب الثقافي والفني في حضرموت، سواء للفنانين الشباب أو المخضرمين؛ الأمر الذي يجعلنا نأرشف وندون هذا الفن ليبقى في ذاكرة الأجيال، وهذا ما نسعى إليه
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير