مزارع الدواجن العشوائية: تهديد بيئي وصحي في صنعاء

منذ 5 أشهر

صنعاء- محمد الطياري“مزرعة الدجاج هذه أتعبتنا وأتعبت سكان هذه الحارة

الروائح الكريهة التي تتسبب بها جعلت السكن هنا معاناة لا تطاق

” بهذه الكلمات يصف كمال الباقر، عاقل حارة الحضن في مديرية بني الحارث في أمانة العاصمة، الأذى التي يعانيه السكان الذي يسكنون بالقرب من مزرعة دواجن

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول: “تشتد الرائحة الكريهة في المساء بسبب مخلفات الدواجن، ويكون هناك غبار شديد في الحارة بسبب التنظيف في المزرعة، وتنبعث رائحة مزعجة، يصعب علينا تحملها

”سليمان الوصابي، أحد سكان حارة الحضن، يقول لـ “المشاهد”: “منذ أن بدأت السكن في هذه الحارة، لم أشعر بالراحة في وقت النوم، وتخنقنا الرائحة الكريهة بخاصة بعد هطول الأمطار

ناشدنا الجهات المعنية مرارًا، ولم نجد حلًا لهذه المشكلة

”يقول عاملون في الإدارة العامة للإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة والري في صنعاء لـ”المشاهد” إن غياب القانون الذي يحدد المواقع المناسبة لإقامة مزارع الدواجن، سواء في العاصمة صنعاء أو خارجها، ضاعف من انتشار هذه المزارع عشوائيًا، مما يشكل خطرًا على صحة المواطنين القاطنين بالقرب منها

يشير طبيب في صنعاء، فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن هناك معايير متفق عليها مع المستثمرين لحماية المواطنين من الأضرار الناتجة عن مزارع الدواجن، كالتخلص من المخلفات وفق طرق مناسبة مثل الدفن أو الحرق مع مراعاة الأضرار الناتجة التي تؤثر على التربة والبيئة على حد سواء، إلا أن هناك تجاهل لهذه الإجراءات

في حديثه لـ “المشاهد”، يؤكد مختص في الإنتاج الحيواني بصنعاء، أن “الوضع الحالي أصبح كارثي، ويطالب الهيئة العامة لحماية البيئة ألا تمنح أي تراخيص إلا بعد دراسة المكان والمنطقة على المدى البعيد

يضيف: “الزحف العمراني لم يتوقف في صنعاء والعديد من المدن، وقد تبدو بعض مزارع الدواجن في أماكن بعيدة، لكن بسبب تزايد الزحف العمراني تصبح هذه المزارع في المناطق السكنية

”يتابع: “المخلفات هي السبب الرئيس في انبعاث الروائح الكريهة، ويجب أن تشكل لجنة لتقييم الكارثة التي تلاحق سكان الحي، ويجب البت فيها وتقييم الوضع الصحي والمخاطر التي تتسبب بها هذه المزارع

”سليمان الوصابي، أحد سكان حارة الحضن، يقول لـ “المشاهد”: “منذ أن بدأت السكن في هذه الحارة، لم أشعر بالراحة في وقت النوم، وتخنقنا الرائحة الكريهة بخاصة بعد هطول الأمطار

ناشدنا الجهات المعنية مرارًا، ولم نجد حلًا لهذه المشكلة

”أمراض مشتركةيوضح الخبراء في الإنتاج الحيواني بصنعاء أن الأمراض المشتركة ما بين الإنسان والدواجن كثيرة، مثل السلمونيلا وإنفلونزا الطيور، والسلمونيلا مرض بكتيري معدي يصيب جميع أنواع الحيوانات والطيور والزواحف والإنسان

ويشير أطباء إلى أن إنفلونزا الطيور المرض الأشد انتشارًا في الوقت الحاضر، حيث يصيب الدجاج والعديد من الطيور ويتميز ببداية مفاجئة وارتفاع في نسبة النفوق بين الدجاج ويصيب الإنسان

يصاب الأشخاص بفيروس إنفلونزا الطيور من المخالطة طويلة الأمد للدواجن الحية الموجودة في المزارع أو حظائر الدواجن

وقد يصاب الأشخاص بإنفلونزا الطيور من خلال ملامسة الطيور البرية أو غيرها من الحيوانات، وفقًا لخبراء في الإدارة العامة للإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة والري بصنعاء

مقترحات للتخفيف من الأضرارالدكتور علي الجلال، مختص إنتاج حيواني في صنعاء، يقول لـ “المشاهد” يؤكد على أهمية التخلص من مخلفات وروث الدواجن بواسطة الحرق أو الدفن في مناطق محددة وخالية من السكان، وغير زراعية، لأن لها أضرار على التربة، ويفضل أن تُحرق في أماكن محددة

ويضيف الجلال: “بعض مزارع الدواجن أصبحت خطرًا على المواطنين الذين يسكنون بالقرب منها، ويستحسن النظافة للمزرعة بشكل دائم، ويجب أن يحرص الموظفين على النظافة حتى لا تنتقل العدوى إلى الخارج، وينبغي تكثيف الأشجار لصد الغازات المتطايرة من الدواجن، وعلى السكان الوقاية بالكمامات والنظافة الشخصية وإغلاق نوافذ المساكن القريبة جدًا

”يشير الجلال إلى أن المواد التي تسبب الرائحة الكريهة في مزارع الدجاج هي غاز الأمونيا، التي تسبب الاختناق الشديد، ويرى أن تكون المسافة المثالية بين مزارع الدواجن والمناطق السكنية واحد كيلو متر على الأقل

يقترح الجلال أن يكون هناك سور محاط بالمزرعة يصل ارتفاعه إلى أربعة أمتار كحد أدنى، لأن المباني أكثر ارتفاعًا من المزرعة، ويدعو الجهات المعنية إلى عدم منح أي تصاريح للسكان بالبناء في مثل المناطق التي تشكل خطرًا على صحة الإنسان والبيئة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير