مسؤول خليجي: التقارب السعودي الإيراني لم يؤدي إلى تحرك إيجابي في اليمن.. والحل يحتاج لوحدة فصائل الحكومة
منذ 2 سنوات
قال الأمين العام المساعد لمجلس التعاون الخليجي للشؤون السياسية والتفاوض الدكتور عبدالعزيز العويشق، إن الآمال السابقة في أن يؤدي التقدم الدبلوماسي السعودي الإيراني إلى تحرك إيجابي في اليمن تبددت
وأضاف العويشق في مقال له نشره في موقع عرب نيوز، أن الهدنة الهشة غير الرسمية لم تترجم إلى وقف رسمي لإطلاق النار، ناهيك عن اتفاق سلام، مع عدم وجود إشارة إلى أن الحوثيين سيجلسون على طاولة المفاوضات في أي وقت قريب
وأوضح المسؤول الخليجي، أن الحكومة اليمنية أوفت بالوعود التي قطعتها في بداية الهدنة بفتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية المباشرة وزيادة تدفق البضائع، بما في ذلك الوقود، عبر ميناء الحديدة
ومع ذلك، فشل الحوثيون في الوفاء بالتزاماتهم
وأشار إلى أن حصار الحوثيين لتعز دخل الآن عامه التاسع دون أن تلوح له نهاية في الأفق، في حين يواصل المتمردون زيادة الضغط العسكري على المحافظات الأخرى
وقال العويشق، إن الحصار واسع النطاق الذي يخنق تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية، يعد أحد أكثر المخاوف الإنسانية إلحاحًا بالنسبة للحكومة اليمنية ووكالات الإغاثة
وأضاف: بدلاً من تنفيذ جانبهم من صفقة الهدنة، صعد الحوثيون من مطالبهم واستخدموا القوة للضغط على الحكومة لدفع رواتب الموظفين العموميين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون
كما طالبوا بحصة من عائدات النفط التي تجمعها الحكومة، دون تقاسم الإيرادات التي يجمعونها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم
وتابع: لا يقدم الحوثيون معلومات عن الرسوم المختلفة التي يجمعونها، بما في ذلك الضرائب الشخصية وضرائب الشركات والجمارك ورسوم الموانئ والرسوم الإضافية على المرافق العامة وشركات الاتصالات
وعرضت الحكومة تجميع الإيرادات وتحويلها إلى البنك المركزي، وهو ما رفضه الحوثيون حتى الآن
وزاد: ولإجبار الحكومة على تنفيذ مطالبهم، قصف الحوثيون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة، بما في ذلك محطات تصدير النفط، مما أدى إلى إغلاق قدرات تصدير النفط
وبدون عائدات النفط، لم تتمكن الحكومة من موازنة دفاتر حساباتها
وأكد المسؤول الخليجي، أنه لولا التمويل الطارئ الذي أعلنت عنه السعودية الشهر الماضي بقيمة 1
2 مليار دولار، لما تمكنت الحكومة من الوفاء بالتزاماتها الأساسية
وهذا بالطبع مؤقت ولا يمكن أن يستمر على المدى الطويل، مما يحتم استئناف صادرات النفط
وقال العويشق، إن التحرك نحو السلام في اليمن سيحتاج إلى بذل جهود متضافرة على أربع جبهات على الأقل: أولاً، يتعين على الأمم المتحدة أن تتقدم بسرعة على المسار السياسي وألا تتورط في مطالب الحوثيين المتزايدة
ثانياً، يحتاج اليمن وشركاؤه إلى إيجاد طريقة لاستئناف صادرات النفط للمساعدة في سد فجوة التمويل الحكومية
ثالثاً، يتعين على المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أن تكثف جهودها للمساعدة في الإصلاح وتعزيز الموارد المالية الحكومية
رابعاً، تحتاج وكالات الإغاثة إلى زيادة المساعدات المقدمة إلى اليمن لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة بسرعة من المحتاجين
واستدرك في ختام مقاله: لكن لتحقيق هذه الأهداف، يحتاج اليمن إلى الوحدة داخل الفصائل الحكومية والتنسيق الوثيق بين المانحين والأصدقاء
وبدون هذه الوحدة والتنسيق، سيستمر المتمردون الحوثيون في عرقلة أي تحرك نحو حل فعال لمعاناة اليمن