مستقبل عدن وحضرموت وفق خارطة النفوذ الجديدة في ظل تصاعد دور الانتقالي

منذ 6 ساعات

يشهد اليمن في أواخر عام 2025 تحولات جذرية بعد توسع المجلس الانتقالي الجنوبي شرقاً، مما أدى إلى تغيير موازين القوى في محافظتي عدن وحضرموت وإعادة رسم المشهد السياسي والعسكري في البلاد

 الوضع في حضرموت

من الهيمنة القبلية إلى السيطرة العسكرية  دخلت حضرموت مرحلة جديدة من الصراع بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي في أوائل ديسمبر 2025 على مناطق استراتيجية في الوادي والهضبة، بما في ذلك مدينتي سيئون وتريم ومناطق الشركات النفطية

 وأدت العملية العسكرية إلى إزاحة وحدات المنطقة العسكرية الأولى المرتبطة بالشرعية ، وقوات تابعة لحلف قبائل حضرموت

ويرفض حلف قبائل حضرموت برئاسة عمرو بن حبريش هذه السيطرة، مطالباً بإدارة مستقلة وحكم ذاتي للمحافظة، مع استمرار مساعيه لتشكيل قوات حماية حضرموت لمواجهة الوجود العسكري الخارجي

حيث رفض المجلس الانتقالي (حتى 14 ديسمبر 2025) مطالب سعودية بالانسحاب من حضرموت والمهرة، مؤكداً تمسكه بالواقع الميداني الجديد الذي يراه وسيلة لتأمين المنطقة من الجماعات الإرهابية وتهريب الأسلحة للحوثيين

 عدن

مركز القرار وتشكيل ملامح الدولة الجنوبيةلم تعد عدن مجرد عاصمة مؤقتة، بل تحولت إلى مركز لإدارة مشروع سياسي أوسع يهدف لاستعادة دولة الجنوب

 ويقود الانتقالي حراكاً سياسياً وإدارياً مكثفاً لتنفيذ إصلاحات شاملة وتشكيل قيادة تنفيذية لإدارة شؤون الجنوب، وسط توقعات بتشكيل حكومة مصغرة تدير العاصمة والمحافظات التابعة له

وتسود حالة من التوتر داخل مجلس القيادة الرئاسي، حيث غادر رئيس المجلس رشاد العليمي عدن إلى السعودية لإجراء مشاورات، في ظل اتهامات متبادلة حول شرعية التحركات العسكرية الأخيرة

 إلى أين يسير الوضع؟ ويسير الوضع نحو تكريس انقسام فعلي بين الشمال (تحت سيطرة الحوثيين) والجنوب (تحت سيطرة الانتقالي)، مع تآكل نفوذ الحكومة المعترف بها دولياً

ويواجه الانتقالي تحدي الشرعية المحلية في حضرموت؛ فالتوسع شرقاً قد يواجه مقاومة قبلية مسلحة إذا لم يتم التوصل إلى تفاهمات تضمن تمثيل المكونات الحضرمية

وحذرت الأمم المتحدة من أن هذه التحركات تزيد من مخاطر التشرذم، في وقت أوقف فيه صندوق النقد الدولي بعض أنشطته بسبب حالة عدم الاستقرار، مما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية

 و يتجه الوضع نحو سيطرة أحادية للمجلس الانتقالي على كامل جغرافيا الجنوب السابق، لكن استدامة هذه السيطرة تعتمد على قدرته على احتواء قبائل حضرموت وتجاوز الضغوط الإقليمية الداعية للعودة إلى طاولة المفاوضات المشتركة