مشاري الذايدي: الحكمة اليمنية تقتضي التراجع عن التصعيد في حضرموت والمهرة والعودة إلى الحوار
منذ 2 ساعات
دعا الكاتب السعودي مشاري الذايدي، إلى تغليب منطق الحكمة والعقل في التعاطي مع التطورات الجارية في جنوب اليمن، مؤكّدًا أن معالجة القضية الجنوبية لا يمكن أن تتم عبر التصعيد أو فرض الأمر الواقع، بل من خلال الحوار الشامل وفي التوقيت المناسب
وفي مقال له بصحيفة الشرق الأوسط بعنوان «وقت الحكمة اليمانية»، استند الذايدي إلى الحديث النبوي الشريف الذي يصف أهل اليمن بالحكمة والفقه، مشيرًا إلى أن هذا المعنى شكّل أساسًا لموقف المملكة العربية السعودية، لا سيما في تصريح وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، الذي دعا المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الاستجابة لجهود الوساطة السعودية–الإماراتية، وتغليب المصلحة العامة ووحدة الصف
وأوضح الذايدي أن السعودية جدّدت، عبر بيانات رسمية لوزارة خارجيتها، موقفها الداعم لعدالة القضية الجنوبية بوصفها قضية ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن حلها لا يكون إلا من خلال مسار سياسي شامل وحوار يمني–يمني يجمع مختلف الأطراف
وأكد الكاتب أن عدالة القضية الجنوبية لا تعني القفز على المراحل أو تجاهل التوقيت والسياق، معتبرًا أن الحكمة تفرض التراجع خطوة إلى الوراء لاحتواء الأزمة الراهنة في حضرموت والمهرة، وتهيئة الأجواء لعودة الهدوء، وإعادة توجيه الجهود نحو التحدي الأكبر المتمثل في الخطر الحوثي، إضافة إلى التنظيمات المتطرفة كـ«القاعدة» و«داعش»
وأشار الذايدي إلى أن اليمن يمتلك مقومات استراتيجية واقتصادية كبيرة، من بينها سواحله وممراته البحرية الحيوية للتجارة العالمية، فضلًا عن تنوعه الاجتماعي والثقافي، غير أن هذه العناصر ظلت معطلة بفعل الصراعات والحروب المتعاقبة، وضعف الإرادة الوطنية الجامعة
وشدّد على أن جيران اليمن، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، يتطلعون إلى يمن مستقر ومزدهر، لما في ذلك من مصلحة لليمن والمنطقة والعالم، خاصة في ظل الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب وخليج عدن
وختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الإصغاء إلى دعوات الحكمة، والتراجع عن التصعيد في حضرموت والمهرة، لا يعني التخلي عن القضية الجنوبية، بل قد يشكّل مدخلًا حقيقيًا لإحياء الحوار اليمني–اليمني، والوصول إلى صيغة توافقية تضمن استقرار الجنوب واليمن عمومًا، ومواجهة الخطر الحوثي بوصفه التهديد الأكبر