مشروع طريق تعز – التربة متوقف والشركات المنفذة لم تلتزم بالمواصفات المطلوبة

منذ 2 سنوات

تعز – عابد محرم :تعلّق سكان مدينة تعز، طوال الأشهر الثلاثة الماضية “سبتمبر، أكتوبر، ديسمبر 2022” بمتابعة أخبار إصلاح الطريق الرابط بين مدينتي التربة وتعز، بدءًا باعتماد المشروع، مرورًا بوضع حجر الأساس والإعلان عن تدشينه، وصولًا إلى الأعمال الإنشائية التي بدأ العمل فيها من قبل شركات المقاولات التي رسا عليها المشروع، ومن ثم التوقف المفاجئ الذي حدث في شهر ديسمبر الماضي، ليضع حدًا للانتظار والترقب، ويفتح الباب أمام تساؤلات عدة حول ما يدور خلف الكواليس ويلقي بظلاله على الشريان الوحيد لأبناء المدينة ذات الكثافة السكانية الأعلى في البلاد

من بيده ملف مشروع إصلاح طريق “التربة – تعز”؟ وكيف يمكن للمشروع أن يتم دون أي توقف كما حدث مع قرب نهاية المرحلة الأولى منه؟ وإلى أي مدى ستلتزم الشركات المنفذة بالفترة المتفق عليها للانتهاء من المشروع؟تناقل ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لطريق التربة – تعز بعد إزالة طبقة الإسفلت في أجزاء واسعة منها، وتسويتها تمهيدًا للبدء بعملية الترميم، لكن الصور المتداولة كانت مصحوبة بأخبار سحب شركات المقاولات الثلاث كافة آلياتها المستخدمة في الطريق من المقاطع الثلاثة المخصصة لكل شركة، دون أي إنذار مسبق

أثار ذلك حالة استياء واسعة لدى السكان المنتظرين للانتهاء من إعادة ترميم الطريق بفارغ الصبر؛ كونها الشريان الذي يربطهم بالمحافظات الجنوبية، والطريق الوحيد الذي يمد المدينة بالسلع والمواد الغذائية والمشتقات النفطية والبضائع التجارية الملبية للاحتياج السكاني في تعز منذ إعادة فتحه بعد مواجهات مع قوات جماعة الحوثي في أغسطس 2016

يقول عبدالله الضبابي “45 عامًا” للمشاهد: “ننتظر ترميم الطريق منذ سنوات، ولما بدأنا نلمس العمل، فجأة توقف كل شيء، لم نعد ندري ماذا يريدون، وهل ستبقى تعز تعيش هذه الوضعية من حرب وحصار وتعثر للمشاريع المهمة ومشروع طريق التربة – تعز أحدهم”

ويضيف الضبابي: “أتمنى أن تعود الشركات للعمل دون توقف، ونشعر بجدية في التنفيذ، ومتابعة ورقابة حقيقية من قبل السلطة المحلية من أجل أن يرى هذا المشروع النور، أمنياتنا معلّقة به لتتوقف معاناة السنوات الثمان الماضية”

المشروع الذي تم توقيعه مع الجهات المنفذة من قبل صندوق صيانة الطرق والجسور في أبريل 2022، سُلّم للشركات المنفذة في الشهر ذاته لمعرفة موقع التنفيذ والبدء بالعمل، على أن تكون الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع ستة أشهر “مايو – أكتوبر” 2022، وهو ما أكده محافظ تعز الذي أعلن في العاشر من مايو 2022 تدشين البدء بتنفيذ المشروع على ثلاث مراحل وبوقت واحد والانتهاء منه خلال الفترة المتفق عليها، بتكلفة 10 مليار ومائة وواحد وتسعين مليون ريال بتمويل من صندوق صيانة الطرق والجسور في عدن

وتقاسمت شركات المقاولات الثلاث أجزاء العمل لتسريع فترة الإنجاز حيث سيبدأ العمل في وقت واحد بدءًا من جولة نادي الصقر ببير باشا إلى مدخل مدينة التربة للشركات الثلاث وهي شركة ارم ستار المقطع الأول، وشركة المليكي المقطع الثاني فيما المقطع الثالث لشركة الخضيري، ويبلغ طول الطريق من جولة نادي الصقر ببير باشا إلى مدخل مدينة التربة 69 كيلو متر ويتضمن بجانب سفلتة الطريق بناء الجدران الساندة وعبّارات المياه

لكن المشروع انتظر قرابة ثلاثة أشهر من أجل أن يوقع وزير الأشغال العامة والطرق حينها مانع بن يمين عقود الشركات الثلاث، ويقوم بتعميدها في نهاية يوليو 2022

ولم يبدأ العمل في المشروع إلا منتصف أغسطس2022، وبدأت أعمال المشروع بتأهيل المقطع الأول من منطقة الصافية إلى التربة، وذلك بالتزامن مع أعمال الصبيات الخرسانة للجسور السطحية لطريق الضباب، وأعمال إعادة تأهيل الطريق الواقع بين بير باشا إلى مفرق يفرس بمديرية جبل حبشي، وكذا الطريق الممتد من مفرق يفرس إلى الصافية

في الوقت المنتظر لقطع شوط على مستوى التنفيذ والانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع وتسليمها من قبل الشركات الثلاث إيذانًا ببدء المرحلة الثانية توقف العمل بشكل مفاجئ، وسحبت الشركات معداتها وآلياتها من كافة الأجزاء دون مقدمات

أكرم الحميري مهندس ومتابع لأعمال ترميم طريق التربة – تعز نشر على صفحته بالفيسبوك تحديثًا عن الموضوع الذي أخذ حيزًا من اهتمام الناس في تعز، قائلًا: ” بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات المتواصلة لحل الإشكاليات في مشروع طريق تعز التربة، يحسم صندوق صيانة الطرق برئاسة المهندس معين الماس ومتابعة من محافظة المحافظة، كل الإشكاليات المتعلقة بسير الأعمال، وقد خرجت الاجتماعات بحلول فنية ومهنية قبلها كل الأطراف حيث غلب فيها الجميع المصلحة العامة لإنهاء كل الإشكاليات ليتم استئناف العمل خلال الأسبوع القادم”

وأضاف الحميري: “كثر الحديث والكلام عن الطريق دون معرفة طبيعة المشكلة التي تحدث في أي مشروع ويتم حلها وفق الضوابط والشروط الواردة في الاتفاقيات والمناقصات”

وتواصل المشاهد مع المهندس الحميري الذي أكد أنه لا يستطيع التصريح بما سيتم العمل عليه، لكنه اكتفى بتأكيد أن ما حدث أفاد الطريق أكثر من قبل، وستعود الشركات لتنفيذ ما التزمت به وفقًا للمواصفات والمعايير المتفق عليها

ويعد طريق التربة – تعز المنفذ الوحيد لسكان مدينة تعز الذي يصلهم بالمحافظات الجنوبية والعاصمة المؤقتة عدن، وعبره تصل المواد الغذائية والمشتقات النفطية والغاز والسلع والبضائع التجارية التي يحتاجها السكان في المدينة

ليصلك كل جديد