مصادرة دور اليمنيات في مفاوضات السلام

منذ 5 أشهر

تعز – زهور ناصر في السنوات العشر الماضية، كان لإشراك النساء في عمليات السلام باليمن أهمية حيوية لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد

حيث ساهمت النساء بشكل كبير في طرح القضايا الضرورية للمجتمع اليمني ككل، لذلك كان لإشراك النساء في عمليات السلام في اليمن خلال السنوات العشر أهمية حاسمة لتعزيز الاستقرار في البلاد

نصف المجتمع مغيبوبرغم الأهمية الحيوية لمشاركة النساء في عمليات السلام في اليمن، لا زالت هناك العديد من التحديات والصعوبات التي تحد من إشراكهنّ بشكل فعال

فعلى الرغم من بعض التحسن في السنوات الأخيرة، إلا أن نسبة تمثيل المرأة في المناصب السياسية والقيادية في اليمن لا تزال منخفضة مقارنة بالرجال، ما يحد من قدرة النساء على التأثير في قرارات السلام

ما تزال نسبة تمثيل المرأة في المناصب السياسية والقيادية في اليمن منخفضة مقارنةً بالرجال؛ ما يحد من قدرة النساء على التأثير في قرارات السلاموفي ظل الأوضاع الأمنية المتردية باليمن، تواجه النساء صعوبات جمة بالمشاركة الفعلية في محادثات السلام

ووفقاً للناشطة في مجال السلام، كوكب الذيباني، فإن من أهم التحديات التي تواجه مشاركة النساء في بناء السلام هي عدم القدرة على اختراق السياسة

كما أصبح هناك أجندات سياسية واضحة إقليمية ودولية، لهذا لم تستطع النساء الدخول فيها إلا عبر آليات دولية مثل الأمم المتحدة، بحسب الذيباني

وأضافت لـ”هودج” أن غياب مؤسسات الدولة وضعف البنية التحتية القانونية وعدم إيجاد حماية للنساء العاملات في المجتمع المدني من أهم التحديات أمام مشاركة النساء، وغياب العدالة الانتقالية ومنظور حقوق الإنسان في المفاوضات السياسية

غياب مؤسسات الدولة وضعف البنية التحتية القانونية وعدم إيجاد حماية للعاملات في المجتمع المدني من أهم التحديات أمام مشاركة النساء، بالإضافة إلى سن الحوثيين قوانين تمنع مشاركة المرأة في الشأن العامفي عام 2000 صدر قرار مجلس الأمن 1325، وهو أول قرار رسمي يعترف بتأثير النزاعات المسلحة على النساء والفتيات، ويوضح القرار الحاجة إلى زيادة مشاركة المرأة في جميع جوانب عملية السلام والأمن

من جانبه يشير الباحث السياسي، وسام محمد، إلى وجود صعوبات وتحديات كثيرة أمام مشاركة النساء، منها ما يعود إلى انهيار السياسة بفعل الحرب وانزواء الأحزاب السياسية التي كانت ترحب بدور المرأة

وأوضح محمد أن جماعة أنصار الله “الحوثيين” تأتي في صدارة مشهد الصعوبات، فقد سنت قوانين وأصدرت قرارات تمنع أي مشاركة للمرأة في الشأن العام بل وتحد من حقوقها المكفولة دستوريا

وأضاف: “بينما تسببت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي يفترض أنها نقيض لجماعة أنصار الله؛ نتيجة ضعفها وتشكلها من أطراف متناقضة، بجعل مشاركة المرأة مسألة هامشي”

القانون الغائبالمادة (31) من الدستور اليمني تنص على أن “المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم”، كما أن المادة (41) تكفل للمواطنين “حق المشاركة في الحياة العامة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية”

لكن المشكلة تكمن في غياب التشريعات التفصيلية والتطبيقية، مما يجعل مشاركة المرأة السياسية تعتمد على ممارسات جزئية وغير مضمونة

وأصبح هناك حاجة ماسة لسن قوانين وتشريعات تكفل بشكل واضح وملزم مساواة المرأة في الحقوق السياسية وتضع آليات لضمان تطبيقها على أرض الواقع

تقول القاضية إشراق المقطري إن التحديات السياسية التي تواجه المرأة في مسيرة بناء السلام في اليمن ترتبط بالنظرة الاجتماعية المتجذرة والافتقار إلى إرادة سياسية حقيقية من جميع المكونات الحزبية والاجتماعية والمدنية

التحديات السياسية التي تواجه المرأة في مسيرة بناء السلام في اليمن ترتبط بالنظرة الاجتماعية المتجذرة والافتقار إلى إرادة سياسية حقيقية من جميع المكونات الحزبية والاجتماعية والمدنيةكما أن غياب الدعم من النقابات والاتحادات والمجتمع المدني، والإعلام والوزارات يشكل إحدى أبرز التحديات التي تعيق مشاركة المرأة في بناء السلام، وفقًا للمقطري

وأوضحت لـ”هودج” أن التحديات القانونية ليست وليدة الحرب الحالية، بل تمتد لأكثر من 35 عامًا نتيجة قصور النظرة المشرعة تجاه مشاركة المرأة، ورغم عدم وجود تمييز قانوني بين المرأة والرجل، إلا أن مشكلة التطبيق الفعلي للقوانين تشكل عائقًاوكبيرًا

جهود الصمود مشاركة المرأة في عمليات السلام تكتسب أهمية كبيرة في تحقيق السلام المستدام، وإشراكها في هذه العمليات يزيد من فرص نجاحها وديمومتها؛ لأنها تمتلك مهارات وقدرات فريدة تساهم في تحقيق السلام الشامل والعادل

وترى رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة بمحافظة تعز، صباح الشرعبي، أنه يمكن للمجتمع المدني المساهمة في تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية من خلال برامج التوعية بالقوانين الداعمة للمرأة في المجالات السياسية والتنسيق مع الأحزاب من أجل دعم النساء ذوات الكفاءة والخبرة وإشراكهن في الحياة السياسية

وأضافت الشرعبي لـ”هودج” أنه رغم الاعتراف الدولي بأهمية مشاركة المرأة في عمليات السلام، لا تزال هناك تحديات قانونية وعملية تعيق مشاركتهن بشكل فعال

وبحسب الشرعبي، فإن التغلب على هذه التحديات، يحتاج إلى تركيز الجهود على تعزيز الإطار القانوني والسياسي، وتوفير الحماية والأمن للنساء، ومعالجة الحواجز الاجتماعية والثقافية

———-تم نشر هذه المادة بالتعاون بين «المشاهد» و منصة هودجليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير