مصطفى الجبزي : في الرواية قد نجد الصورة اليمنية 

منذ 2 ساعات

مصطفى الجبزي كان القرن التاسع عشر هو قرن السياسة التي تنتجها صالات الأفراح ودوواين الحفلات الخاصة، حيث تجتمع علية القوم

هناك، يجري توزيع المناصب وإعادة تدوير المواقع على أبناء الذوات

في ذلك العالم الصاخب، المليء بالمجاملات والبذخ، تؤدي النساء دورًا كبيرًا في بناء وتأثيث الملعب السياسي الداخلي

هذه تتوسط لابنها، وتلك تسعى إلى تزويج ابنتها الدميمة بالأمير (س)، وذاك يرغب في تزويج ابنه الأبله بالفتاة (ص) من طبقة النبلاء، وتلك تبحث عن مقام أرفع لزوجها

وهلم جر من التربص والتوجس واقتناص الفرص

 مجاملات لزجة، ونميمة لاذعة، وألسن مشحوذة

 كبرياء الفساتين النسائية، وعنفوان النياشين الظاهر على الفرسان، كانا يخفيان تذللًا مقيتًا وتوسلًا مهينًا

عالم مزدوج في ادعاء النبل وتغليف الخيانات

أبناء الإقطاع يتباهون بالفحش، وزوجات الأمراء يشكون الملل، والفرسان يتنقلون من حرب إلى حرب

كان مطلع ذلك القرن قد حمل توقيع نابليون بونابرت من جهة، ومن جهة أخرى نميمة وهذيان الأسرة الملكية الفرنسية المنفية

يمكننا العودة إلى رواية الحرب والسلم لـ ليو تولستوي،وسنجد فيها تفاصيل مدهشة تذكّرنا تمامًا بحفلات الزيجات الباذخة التي ترتمي في أحضان فرحها الزاهي نخبتُنا السياسية اليمنية، وما يظهر منها من أخبار وصور تخص  الجانب الرجالي فقط حيث الشيلان الفاخرة والجنابي الثمينة، حيث الوجوه الراضية والأجساد المكتنزة

وقد لا نعلم ما يدور في النصف الآخر من هذه الأفراح والليالي الملاح، ودور النساء فيها

لكن وجع التذكير الأكبر يتمثل في تشابه دور النخب اليمنية في الخارج مع الأسرة الملكية الفرنسية المنفية في قصور أوروبا، ولا سيما في قصور روسيا

الطامحون بالعودة، ينسجون في خيالهم أشكال الرجوع وينتقدون سوء إدارة نابليون عجرفته ودنو موقعه

ونابليون بدك حصون أوروبا في كل الاتجاهات

 ماذا يصنع فاقدو ملك الأمس واي خريطة يرسمون ؟!