مصطفى غليس : هل هذا ما أراده الانتقالي لجنوب اليمن؟

منذ ساعة

سُئل حكيم ذات يوم: ما أسوأ من الخيانة؟ فأجاب: الاستغلال

وهذا ما فعله عيدروس الزبيدي ومجلسه الانتقالي تمامًا؛ إذ لم يكتفِ باستغلال القضية الجنوبية ومعاناة المواطنين لتحقيق مصالح ضيقة، بل تمادى وبكل بجاحة في استغلال دماء وتضحيات أشقائنا في تحالف دعم الشرعية، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية

واستمر هذا السلوك المشين حتى مع تحرك قوات المجلس الانتقالي باتجاه المحافظات الشرقية، في محاولة لاحتلال حضرموت والمهرة بقوة السلاح، وما رافق ذلك من انتهاكات جسيمة طالت المدنيين العزّل، مستغلًا حالة التهدئة التي نتجت عن الوساطة التي قادتها الشقيقتان المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة

اليوم وليس غدًا، على الجنوبيين مراجعة تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه عام 2017 وحتى اليوم، وسيكتشفون حجم الكارثة التي حلت بعدن وبقية محافظات الجنوب، بل واليمن كافة، منذ نشوء هذا الكيان الذي استغل القضية الجنوبية وركب موجتها، لتنفيذ مصالح ضيقة لا تمتّ للمواطن الجنوبي ومصالحه بأي صلة

راجعوا الأحداث حدثًا بعد حدث، ابتداءً بتوقف الجبهات التي كانت على مشارف صنعاء حيث لا يمكن فصل ذلك التوقف القسري عما كان يحيكه الانتقالي ومناصريه، ثم ذهاب الانتقالي لفتح جبهات جانبية في عدن ولحج وأبين عام 2019، ثم في شبوة عام 2020، واليوم في حضرموت والمهرة، عبر عسكرة واحتلال محافظتين كانتا الأكثر استقرارًا

راجعوا التفاصيل والتحركات الانتقالية وما رافقها من انتهاكات وقمع وتنكيل بحق أبناء المحافظات الجنوبية، وتعطيل للخدمات بهدف شيطنة الحكومة الشرعية، وكيف كانت تهدف تلك التحركات بشكل ممنهج إلى إضعاف الجيش اليمني وإهدار دعم التحالف وعرقلة تحرير ما تبقى من محافظات الشمال من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية

قفز المجلس الانتقالي على تطلعات مواطني اليمن في الجنوب والشمال معًا، وحرمهم من فرصة تاريخية لتحرير اليمن واستعادة الأمن والسلام والاستقرار، والحصول على أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة

يسيطر الانتقالي فعليًا على عدن وغالبية محافظات الجنوب منذ عام 2019، إن لم يكن منذ 2017، فماذا كانت النتيجة؟ فشل ذريع في إدارة تلك المحافظات، ومعاناة مستمرة للمواطن بلا خدمات ولا أي تحسن في الوضع المعيشي، رغم السلطة المطلقة التي يمتلكها الانتقالي هناك، منذ ذلك اليوم وحتى اليوم

 ظل الانتقالي يتذرع بعدم تمكينه من الحكم المحلي وعدم وجوده في مؤسسات الدولة، فجاء اتفاق الرياض ليمنحه شراكة كاملة، بنصف الحقائب الوزارية، إضافة إلى وزراء آخرين من الجنوب، ومع ذلك استمر الفشل، لأن هدفه لم يكن يومًا تحسين الخدمات أو الوضع المعيشي للمواطنين، بل تعطيل مؤسسات الدولة والإخلال ببنية الحكومة الشرعية لخدمة مصالحه الخاصة

ومع ذلك، ورغم انكشافه أمام الجميع، استمر الانتقالي في ادعاء المظلومية، فجاءت مشاورات الرياض عام 2022 ومنحته فرصة ومساحة غير مسبوقة، حيث مُثّل بنائبين في مجلس القيادة الرئاسي، هما عيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي، وهو أعلى سلطة حاكمة في الجمهورية اليمنية، إلا أن ما جرى بعد ذلك كان مؤسفًا، بل مخزيًا بكل المقاييس

عمل الزبيدي وأتباعه على تعطيل مؤسسات الدولة بالكامل، وكرروا ذات الأسلوب الذي انتهجوه سابقًا عبر اختلاق الذرائع لعرقلة حكومات الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، ومنعها من أداء واجباتها الدستورية، وتقديم الخدمات للمواطن الجنوبي الذي ظل متعطشًا لأبسط مقومات الحياة

 لم يكتفِ الزبيدي بذلك، بل أشهر سلاحه في وجه رفاقه داخل مجلس القيادة الرئاسي، وعطّل كل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن، فيما قوبلت حماقاته بصمتٍ متعمّد من نظرائه في المجلس، حرصًا على الشراكة وتجنبًا للانزلاق إلى صراعات جانبية من شأنها حرف بوصلة المعركة عن وجهتها الحقيقية التي يفترض أن تكون موجهة حصرًا نحو مليشيا الحوثي لتحرير ما تبقى من مناطق اليمن

ثم ماذا جرى؟ توجه الزبيدي إلى حضرموت والمهرة معتقدًا أن ذلك سيحقق طموحه الشخصي، وهو ما اتضح جليًا من خلال إجباره المسؤولين الحكوميين على إصدار بيانات تهديدية في مضمونها، تستهدف المركز القانوني للدولة اليمنية، التي انقلب عليها كما انقلب على القضية الجنوبية نفسها، وكاد أن يوجه لها ضربة قاتلة

وهنا قد نسأل أيضًا لماذا جاء هذا التحرك وفي هذا التوقيت تحديدًا؟ خصوصًا وأنه جاء بعد ان استقر سعر العملة وبدأت عملية الإصلاح الاقتصادي التي يقودها رئيس الوزراء سالم بن بريك تؤتي ثمارها، بالتوازي مع تدشين عدد كبير من المشاريع الخدمية لخدمة المواطن في الجنوب، وكان هذا التحرك الاحادي نحو المحافظات الشرقية جاء لإفساد أي إصلاح اقتصادي يعود على المواطن بالمنفعة

من الواضح أن حسابات المجلس الانتقالي الخاطئة، جعلته ينسى التضحيات الجسيمة التي قدمها أشقاؤنا في تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، منذ عام 2015، لتحرير عدن وبقية محافظات الجنوب التي اجتاحتها مليشيا الحوثي

وبدلًا من إظهار الشكر والامتنان، قدّم الزبيدي نفسه كنموذج للاستغلال والخيانة ونكران الجميل تجاه تضحيات لا تُحصى

استغل المجلس الانتقالي أجواء الوساطة السعودية الإماراتية للتوسع العسكري، رغم أن الوساطة لا تزال مستمرة وتهدف إلى إنهاء التصعيد سلميًا، عبر انسحاب قواته من حضرموت والمهرة، وعودتها إلى معسكراتها خارج المحافظتين، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن والسلطات المحلية

واليوم وصلنا إلى نقطة اللاعودة؛ فبعد الهجوم المسلح الذي نفذته عناصر المجلس الانتقالي في وادي نحب بمحافظة حضرموت امتدادًا لجرائمه السابقة، وما مثّله من تصعيد خطير وانتهاك جسيم بحق المدنيين الأبرياء، انعقد مجلس الدفاع الوطني للوقوف على التطورات، ووجّه فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة، طلبًا لتحالف دعم الشرعية لاتخاذ التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين في حضرموت، ومساندة القوات النظامية في فرض التهدئة، وحماية جهود الوساطة السعودية الإماراتية

وما بعد ذلك بات واضح المعالم، سواء في رسالة سمو وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، أو في بيان الناطق الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن

فهل يثوب الانتقالي إلى رشده قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه؟ سُئل حكيم ذات يوم: ما أسوأ من الخيانة؟ فأجاب: الاستغلال

وهذا ما فعله عيدروس الزبيدي ومجلسه الانتقالي تمامًا؛ إذ لم يكتفِ باستغلال القضية الجنوبية ومعاناة المواطنين لتحقيق مصالح ضيقة، بل تمادى وبكل بجاحة في استغلال دماء وتضحيات أشقائنا في تحالف دعم الشرعية، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية

واستمر هذا السلوك المشين حتى مع تحرك قوات المجلس الانتقالي باتجاه المحافظات الشرقية، في محاولة لاحتلال حضرموت والمهرة بقوة السلاح، وما رافق ذلك من انتهاكات جسيمة طالت المدنيين العزّل، مستغلًا حالة التهدئة التي نتجت عن الوساطة التي قادتها الشقيقتان المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة

اليوم وليس غدًا، على الجنوبيين مراجعة تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه عام 2017 وحتى اليوم، وسيكتشفون حجم الكارثة التي حلت بعدن وبقية محافظات الجنوب، بل واليمن كافة، منذ نشوء هذا الكيان الذي استغل القضية الجنوبية وركب موجتها، لتنفيذ مصالح ضيقة لا تمتّ للمواطن الجنوبي ومصالحه بأي صلة

راجعوا الأحداث حدثًا بعد حدث، ابتداءً بتوقف الجبهات التي كانت على مشارف صنعاء حيث لا يمكن فصل ذلك التوقف القسري عما كان يحيكه الانتقالي ومناصريه، ثم ذهاب الانتقالي لفتح جبهات جانبية في عدن ولحج وأبين عام 2019، ثم في شبوة عام 2020، واليوم في حضرموت والمهرة، عبر عسكرة واحتلال محافظتين كانتا الأكثر استقرارًا

راجعوا التفاصيل والتحركات الانتقالية وما رافقها من انتهاكات وقمع وتنكيل بحق أبناء المحافظات الجنوبية، وتعطيل للخدمات بهدف شيطنة الحكومة الشرعية، وكيف كانت تهدف تلك التحركات بشكل ممنهج إلى إضعاف الجيش اليمني وإهدار دعم التحالف وعرقلة تحرير ما تبقى من محافظات الشمال من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية

قفز المجلس الانتقالي على تطلعات مواطني اليمن في الجنوب والشمال معًا، وحرمهم من فرصة تاريخية لتحرير اليمن واستعادة الأمن والسلام والاستقرار، والحصول على أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة

يسيطر الانتقالي فعليًا على عدن وغالبية محافظات الجنوب منذ عام 2019، إن لم يكن منذ 2017، فماذا كانت النتيجة؟ فشل ذريع في إدارة تلك المحافظات، ومعاناة مستمرة للمواطن بلا خدمات ولا أي تحسن في الوضع المعيشي، رغم السلطة المطلقة التي يمتلكها الانتقالي هناك، منذ ذلك اليوم وحتى اليوم

 ظل الانتقالي يتذرع بعدم تمكينه من الحكم المحلي وعدم وجوده في مؤسسات الدولة، فجاء اتفاق الرياض ليمنحه شراكة كاملة، بنصف الحقائب الوزارية، إضافة إلى وزراء آخرين من الجنوب، ومع ذلك استمر الفشل، لأن هدفه لم يكن يومًا تحسين الخدمات أو الوضع المعيشي للمواطنين، بل تعطيل مؤسسات الدولة والإخلال ببنية الحكومة الشرعية لخدمة مصالحه الخاصة

ومع ذلك، ورغم انكشافه أمام الجميع، استمر الانتقالي في ادعاء المظلومية، فجاءت مشاورات الرياض عام 2022 ومنحته فرصة ومساحة غير مسبوقة، حيث مُثّل بنائبين في مجلس القيادة الرئاسي، هما عيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي، وهو أعلى سلطة حاكمة في الجمهورية اليمنية، إلا أن ما جرى بعد ذلك كان مؤسفًا، بل مخزيًا بكل المقاييس

عمل الزبيدي وأتباعه على تعطيل مؤسسات الدولة بالكامل، وكرروا ذات الأسلوب الذي انتهجوه سابقًا عبر اختلاق الذرائع لعرقلة حكومات الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، ومنعها من أداء واجباتها الدستورية، وتقديم الخدمات للمواطن الجنوبي الذي ظل متعطشًا لأبسط مقومات الحياة

 لم يكتفِ الزبيدي بذلك، بل أشهر سلاحه في وجه رفاقه داخل مجلس القيادة الرئاسي، وعطّل كل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن، فيما قوبلت حماقاته بصمتٍ متعمّد من نظرائه في المجلس، حرصًا على الشراكة وتجنبًا للانزلاق إلى صراعات جانبية من شأنها حرف بوصلة المعركة عن وجهتها الحقيقية التي يفترض أن تكون موجهة حصرًا نحو مليشيا الحوثي لتحرير ما تبقى من مناطق اليمن

ثم ماذا جرى؟ توجه الزبيدي إلى حضرموت والمهرة معتقدًا أن ذلك سيحقق طموحه الشخصي، وهو ما اتضح جليًا من خلال إجباره المسؤولين الحكوميين على إصدار بيانات تهديدية في مضمونها، تستهدف المركز القانوني للدولة اليمنية، التي انقلب عليها كما انقلب على القضية الجنوبية نفسها، وكاد أن يوجه لها ضربة قاتلة

وهنا قد نسأل أيضًا لماذا جاء هذا التحرك وفي هذا التوقيت تحديدًا؟ خصوصًا وأنه جاء بعد ان استقر سعر العملة وبدأت عملية الإصلاح الاقتصادي التي يقودها رئيس الوزراء سالم بن بريك تؤتي ثمارها، بالتوازي مع تدشين عدد كبير من المشاريع الخدمية لخدمة المواطن في الجنوب، وكان هذا التحرك الاحادي نحو المحافظات الشرقية جاء لإفساد أي إصلاح اقتصادي يعود على المواطن بالمنفعة

من الواضح أن حسابات المجلس الانتقالي الخاطئة، جعلته ينسى التضحيات الجسيمة التي قدمها أشقاؤنا في تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، منذ عام 2015، لتحرير عدن وبقية محافظات الجنوب التي اجتاحتها مليشيا الحوثي

وبدلًا من إظهار الشكر والامتنان، قدّم الزبيدي نفسه كنموذج للاستغلال والخيانة ونكران الجميل تجاه تضحيات لا تُحصى

استغل المجلس الانتقالي أجواء الوساطة السعودية الإماراتية للتوسع العسكري، رغم أن الوساطة لا تزال مستمرة وتهدف إلى إنهاء التصعيد سلميًا، عبر انسحاب قواته من حضرموت والمهرة، وعودتها إلى معسكراتها خارج المحافظتين، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن والسلطات المحلية

واليوم وصلنا إلى نقطة اللاعودة؛ فبعد الهجوم المسلح الذي نفذته عناصر المجلس الانتقالي في وادي نحب بمحافظة حضرموت امتدادًا لجرائمه السابقة، وما مثّله من تصعيد خطير وانتهاك جسيم بحق المدنيين الأبرياء، انعقد مجلس الدفاع الوطني للوقوف على التطورات، ووجّه فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة، طلبًا لتحالف دعم الشرعية لاتخاذ التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين في حضرموت، ومساندة القوات النظامية في فرض التهدئة، وحماية جهود الوساطة السعودية الإماراتية

وما بعد ذلك بات واضح المعالم، سواء في رسالة سمو وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، أو في بيان الناطق الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن

فهل يثوب الانتقالي إلى رشده قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه؟