مصير السلام باليمن بعد تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية»
منذ شهر
عدن – شذى سعيدفي اليوم الثاني من حكمه أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصنيف جماعة الحوثي “جماعة أجنبية إرهابية”
الأمر الذي يزيد من اتساع عزلة الجماعة القادمة من أقصى جبال الشمال اليمني
حيث يحظر القرار على الدول والكيانات التعامل معها
صمدت الجماعة طيلة عشر سنوات في مواجهات عديدة مع الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية
مكنت الحوثيين من تعزيز قدراتهم القتالية والعسكرية
كما قاد الجماعة لشن هجوم على السفن المتعلقة بالكيان الصهيوني زاعمةً إسناد غزة، عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليها
تصنيف الحوثيين منظمةً إرهابية يزيد من اتساع عزلة الجماعة، ويحظر تعامل الدول والكيانات معهالم تكتفِِ الجماعة بهذا وحسب، بل أوصلت عدة صواريخ بالستية إلى الأراضي المحتلة
وذلك بعد الرد الإسرائيلي على ميناء الحديدة في ديسمبر الماضي
في المقابل، شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا هجمات جوية على مواقع للحوثيين مطلع يناير الماضي
لكنها لم تلفح هي الأخرى في تقييد قوة الذراع الإيراني الأخير في المنطقة
وذلك يقود إلى التساؤل حول دور قرار تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية في إنهاء فصول السلام في اليمن
تصنيف الحوثيين ومصير السلامالباحث بمركز جامعة كولومبيا العالمي للدراسات الشرق أوسطية، عادل دشيلة، يصف وضع البلاد بأنها أكثر تعقيدًا
مضيفًا أن ذلك يحدث في ظل تواجد أطراف متصارعة محليًا كل طرف لديه مشروع الخاص
ويضيف دشيلة لـ«المشاهد»، هذا القرار صحيح أنه قضى على ما تبقى من الحديث عما يسمى بخارطة الطريق أو السلام
مشيرًا إلى أن الحوار بات مع جماعة إرهابية لا تمتلك أي مشروعية، لا على المستوى المحلي ولا على المستوى الدولي
دشيلة: وضع البلاد أكثر تعقيدًا في ظل وجود أطراف متصارعة محليًا تحمل مشاريع سياسية متعددة ومتناقضة، جميعها مدعومة من قوى خارجيةويرى دشيلة أن الوضع المحلي فيه عدة أطراف متصارعة متناقضة ذات مشاريع مختلفة
لافتًا إلى أن قيادات المجلس الانتقالي التي تحمّل مشروعًا سياسيًا، تدعوا إلى تحرك عسكري لإنهاء جماعة الحوثي
وذلك حتى تتمكن من إقامة الدولة التي تطمح بتشكيلها في جنوب البلاد
ويتابع: في المقابل، يعتقد الحوثيون بأنه ليس لديهم ما يخسرونه
ويرى أنهم يستندون على السلاح ويريدون الاستمرار ولو كان ذلك على حساب مصالح المواطن اليمني
مرجحًا، أن يتمسك الحوثيون بالسلاح لأنهم يرفضون الدخول في تسوية السياسية تجردهم من القبضة العسكرية على المناطق الواقعة تحت سيطرتهم
الرغبة في السلام ويوضح دشيلة، وجود مشاريع إقليمية متناقضة تجاه اليمن من المشروع الإيراني إلى المشروع الإماراتي إلى مشاريع أخرى
وأضاف: حتى على المستوى الدولي هناك دول منخرطة في الصراع اليمني بشكل مباشر، كما هو حال الولايات المتحدة وبريطانيا
وأشار دشيلة إلى انخراط عدة دول في الصراع داخل اليمن بشكل غير مباشر، كما هو حال الصين وروسيا
مستبعدًا الدخول في تسوية سياسية عادلة وشاملة على المدى القريب
ويعتقد دشيلة أن عملية السلام تحتاج إلى رغبة حقيقية للدخول في مصالحة وطنية واتفاق سياسي
معتبرًا أن هذا الأمر لم تتوفر له الأرضية حتى هذه اللحظة للحديث عنه
معبرًا عن أسفه في البقاء بدوامة العنف والفوضى، ومرحلة اللا دولة واللا استقرار، اللا أمن واللا حرب
تحكيم العقل يتوقع دشيلة ارتفاع التصعيد العسكري بين الفينة والأخرى، مشيرًا إلى عدم رغبة أي طرف داخلي لإنهاء الصراع في اليمن
ويقول: لا يوجد رغبة لإنهاء حكم الحوثيين، ولا توجد رغبة لإنهاء مشاريع الانفصال في شرق أو جنوب البلاد
ويضيف، نحن أمام مشهد معقد، ونحتاج إلى رؤية وطنية داخلية
داعيًا كافة القوى المتصارعة إلى تحكيم صوت العقل والمنطق وعلى رأسها الانتقالي والحوثي
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير