معاناة مرضى الفشل الكلوي على الطرق البديلة بتعز

منذ سنة

سعيد فرحان، أحد مرضى الفشل الكلوى الذين يأتون لتعز عبر طرق بديلة من أجل العلاج يقول للمشاهد نت :-آتي من شرعب وأمر من طريق جبل حبشي لكي أصل إلى مدينة تعز من أجل أن أغسل كليتي،حيث إنني أدفع أجور المواصلات أكثر من 40 ألف ذهابا وإيابا، وما أصل إلى مدينة وحالتي تزداد سواء، تدهورا بسبب الطريق الوعر الذي أسلكه للوصول إلى المدينة

”يضيف فرحان “أسافر إلى تعز بالشهر من ثلاث إلى أربع مرات، واتأخر غسلتين بسبب تعب الطريق وظروفي المادية

”فرضت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في الخامس من نوفمبر من العام 2015 حصارا خانقا على مدينة تعز، وأغلقت المنافذ الرئيسية، واستبدلت طرقًا بديلة يسلكها المسافرون إلى تعز بما فيهم سائقو المركبات الثقيلة التي تنقل الغذاء والدواء إلى مدينة تعز من مناطق سيطرة الحوثي أو مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا

تسببت هذه الطرق بمعاناة الكثير من المرضى الذين يعانون من مرض الفشل الكلوي والسرطان، حيث يأتون إلى مدينة تعز من أرياف ومديريات المحافظة، والمحافظات المجاورة مثل لحج، والحديدة والساحل الغربي، ومحافظة إب؛ لكي يستكملوا علاجهم في مستشفيات الأمل والثورة والجمهوري

ازدحام في الطريق يزيد من المعاناة والتعب المتواصل يقول عبدالرحمن مرشد وهو أحد سكان مناطق شرق تعز الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، “أتيت من نقيل الإبل وأعبر من القروض حيث أواجه صعوبة في الطريق بسبب الزحمة، ويزيد المرض الذي أعاني منه بسبب صعوبة السفر

”يقول أحمد (اسم مستعار) وهو سائق مركبة ثقيلة للمشاهد “نواجه صعوبات كثيرة في نقل الحمولة و نجازف بإيصال المواد الغذائية ومستلزمات المواطن الأساسية إلى المدينة

”ويضيف “في بعض الأوقات نصل إلى منتصف الطريق، ولا نستطيع العبور بسبب الانهيارات الصخرية، وسيول الأمطار مما يجعلنا نتوقف لساعات طويلة أو لأيام أخرى، حيث نستعين بأهل القرى لإستخدام السيارات الأخرى لنقل البضائع إلى المدينة

”وبحسب مصادر طبية في مدينة تعز، أكدت خلال تصريحاتها لـ”المشاهد”، إن  إحصائيات مرضى الفشل الكلوي، بحسب ما يستقبله مركزي غسيل الكلى في المدينة بلغ نحو 540 مريضاً، بينهم 165 من مديريات خارج المدينة وأريافها، خسائر بشرية ومادية نتيجة الطرق البديلة الوعرة التي استبدلتها جماعة الحوثي بدلا من الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى مدينة تعز

وبحسب إحصائيات رسمية نشرتها السلطة المحلية بمحافظة تعز منتصف يوليو الماضي، في تقرير اطلع عليه “المشاهد”، أن الحوادث المرورية بلغت منذ بدء الحصار قبل ثمان سنوات، أكثر من 481 حادثا مروريا، نتج عنها 374  حالة وفاة، و966 حالة إصابة

حيث بلغ متوسط عدد خسائر الحوادث، بحسب التقرير،  474 مليون ريال يمني و590 ألفًا، هذا ماتم رصده خلال سنوات الحصار الذي تجاوز الـ 3000  يوم

 بالنسبة لفرحان فإنه مع كل رحلة يسافر فيها من أجل العلاج في تعز لا يدري هل ينجح في الوصول مرة ثانية إلى وجهته أم يصبح رقما في سجل ضحايا الحوادث المرورية في الطرق البديلة الصعبة

وفي تقرير حقوقي لمنظمة “سام للحقوق والحريات” أصدرته في 13  يوليو الماضي، قالت فيه إن الأرقام والحوادث التي رصدها فريق المنظمة الدولية أظهر تأثر المدنيين بشكل مباشر جراء الحصار المفروض من قبل الحوثيين، لا سيما المرضى وكبار السن والأطفال والنساء، وأكد التقرير الحقوقي أن حصار مدينة تعز، حولها إلى سجن كبير لممارسة عقاب جماعي على كل من يعيش فيها دون تفرقة بين المدنيين والعسكريين، كما أثر على حرية التنقل بين القرى والمدن، واستهدف حق الحياة للمدنيين، سواء بالقنص أو الألغام أو القصف العشوائي

وأشارت “سام” إلى أنه بحسب مسحها الميداني فإن تقديرات تكلفة التنقل في الطرق من وإلى المدينة أصبحت مرهقة وفوق قدرة المواطن، حيث يُقدر ما ينفقه المواطن التعزي قرابة  70 مليار ريال يمني من ماله الخاص، كما أنه يفقد ما يقارب 500 ألف ساعة يقضيها في طرق الْتفافية للوصول إلى غايته

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير