معلمات مراكز محو الأمية.. أجور متدنية ومعاناة في عدم توفر الكتب

منذ 7 أشهر

تعز – نورا فهد :بالرغم من أهمية دورهن في المجتمع، تعيش معلمات مراكز محو الأمية واقعًا مأساويًا وتحديات جمّة تجعلهن يكافحن من أجل البقاء في هذا المجال، مما يؤثر على مستوى التعليم في هذه المراكز الحيوية

تقول منى محمد، وهي إحدى المعلمات في مركز محو الأمية بحي الشماسي بمديرية القاهرة بمحافظة تعز، أن هناك صعوبات والتحديات التي تواجهها هي وزميلاتها في مهنة تعليم الكبار

وتضيف في حديثها لـ” المشاهد “ إن المعلمات لا يحصلن على رواتب كافية مقابل جهدهن، مما يجعل عملهن أكثر صعوبة

و ما تحصل عليه من مقابل مادي لا يكفي لتغطية نفقات معيشية لمدة أسبوع

أما عن المعلمات المتطوعات في ذات المركز، تقول بسمة نعمان، وهي معلمة متطوعة في حديثها لـ”المشاهد”، إنها لا تحصل على أي مكافآت مالية، سوى مبلغ رمزي تحصل عليه بين الحين والآخر، تقوم بجمعهِ مديرة المركز من الطالبات

وعن التحديات والصعوبات التي تواجه بسمة ومنى وزميلاتهن في مهنة تعليم الكبار في مركز محو الأمية، تقول بسمة إنه بسبب نقص الكوادر التعليمية في المركز، تضطر المعلمة الواحدة إلى تدريس عدة مواد مختلفة، وهو ما تراه يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم المقدم للطالبات

وعن الآثار الناتجة عن المعاناة التي تواجهها المعلمات في مركز محو الأمية خلال أدائهن لعملهن، تقول منى إن عدم توفر الكتب المدرسية يجعل عملية التعليم تواجه صعوبات بالغة

وتقول إن عدم توفر الكتب يزيد الوضع التعليمي في مراكز محو الأمية صعوبة، حيث تضطر المعلمات إلى إشراك أكثر من طالبة في منهج واحد

وتضيف منى في حديثها لـ”المشاهد” عن الآثار الاجتماعية المترتبة على عملها كمعلمة متزوجة وأم، بقولها: “ترك المنزل والعمل في مجال التعليم دون مقابل مادي كافٍ يمثل لها صعوبة في الاستمرار، كون لديها التزامات مادية أسرية كثيرة”

كما أن المسافة الطويلة التي تقطعها المعلمات للوصول إلى المركز مشيًا على الأقدام لتوفير المبالغ التي تُدفع لوسائل المواصلات تؤثر سلبًا على صحتهن، خصوصًا في ظل حرارة الشمس الشديدة، بحسب منى

وبجانب الآثار السابقة، تشير منى إلى أن عليهن كمعلمات في المركز توفير أدوات أساسية كالحبر والأقلام بشكل مستمر، مما يشكل عبئًا ماليًا إضافيًا عليهن إلى جانب الجهد التعليمي الذي يبذلنه

قد يبدو القبول بالعمل دون مقابل مادي مجزٍ في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد أمرًا بالغ الصعوبة، إلا أن أهمية محو الأمية في المجتمع اليمني ودورها في تمكين النساء وفتح آفاق واسعة أمامهن وسط إصرار منهن للتعلم مهما كانت الظروف، هو الدافع الذي جعل بسمة تعمل معلمة متطوعة في مركز محو الأمية بتعز، كما تقول

وتتابع بسمة حديثها عن دافعها وراء عملها كمعلمة متطوعة في مركز محو الأمية بحي الشماسي بمدينة تعز: رؤيتها لكثير من النساء الكبار في السن يقدمن إلى المركز يوميًا على الرغم من تقدم عمرهن وإصابتهن بالعديد من الأمراض المزمنة، يحفزها للعمل

الأمر ذاته ينطبق على منى، حيث تقول إن استمرارها في العمل رغم تقاضيها لأجر متدنٍ يعود إلى إقبال الدارسات على التعلم، بالإضافة إلى رغبتها في ترك أثر إيجابي في مجتمعها

في سياق مرتبط بمعاناة منى وبسمة، تقول مديرة مركز محو الأمية، هناء أحمد، إن المركز يواجه تدنيًا وشحًا في الإمكانات ونفقات تشغيله

وأضافت أنهم لم يستأنفوا الدراسة بعد في فصل المتابعة، الذي يمثل المرحلة الثالثة من مراحل التعليم بمركز محو الأمية، وذلك لعدم توفر سبورة للتدريس عليها

كما أن المركز، بحسب هناء، يفتقر للكادر التعليمي لا يملك معلمة مختصة باللغة الإنجليزية

كما يفتقر للمناهج والمقررات الدراسية الخاصة بهذه الفئة والذي ينعكس بشكل واضح على سير العملية التعليمية فيه

وتشير هناء أن المركز التابع لوزارة التربية والتعليم بمحافظة تعز، لم يملك مبنى خاص

وأن عملية التعليم تقدم في مصلى النساء التابع لمسجد الهدى في حي الشماسي شرقي المدينة

رغم الأوضاع الراهنة، تشهد مرافق محو الأمية تزايدًا مستمرًا لعدد المقبلات عليها، فبحسب مديرة مركز محو الأمية وتعليم الكبار بتعز، هناء أحمد، في حديثها لـ” المشاهد ” فإن عدد الملتحقات بفصول محو الأمية في المركز حاليًا 67 امرأة

وتضيف هناء” أنها تعمل بجهود شخصية للإسهام في هذا التزايد من خلال التواصل مع خطباء المساجد لتخصيص بضع دقائق بعد خطب يوم الجمعة للإعلان عن وجود مركز لمحو الأمية

بالإضافة إلى قيامها بطباعة ملصقات تعريفية بالمركز وتوزيعها

وتشير في ختام حديثها أن الواقع لا يزال يشهد افتقارًا في جانب تثقيف النساء بأهمية محو الأمية والالتحاق بالمراكز التعليمية وترى ضرورة تفعيل وسائل الإعلام في هذا الجانب

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير