معمر بن مطهر الإرياني : الانكشاف المريع 

منذ 4 ساعات

معمر بن مطهر الإرياني لقد كشفت الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، بما لا يدع مجالا للشك، أن نظام طهران، الذي استنزف مقدرات شعبه لصناعة وهم القوة الإقليمية، عاجز حتى عن حماية رموزه ومنشآته النووية ومراكز أبحاثه، وأن أذرعه بمن فيها مليشيا الحوثي وحزب الله، ليست سوى واجهات هشة لمشروع يترنح في الداخل، ويخسر أوراقه واحدة تلو الأخرى

هذه الأحداث اكدت حقيقة طالما حاول النظام الإيراني إخفاءها عبر تصدير ازماته، هشاشته الميدانية، وانكشافه العسكري، وعجزه عن حماية عمقه الاستراتيجي، أمام الضربات التي أطاحت بقيادات من الصف الأول وعلماء نوويين، واستهدفت منشآت حيوية، دون أن يملك القدرة على الردع أو حتى الدفاع عن نفسه

ما جرى لا يمكن اختزاله في خسائر تكتيكية، بل يمثل حصاد أربعة عقود من السياسات القمعية في الداخل، والعدائية تجاه محيطه العربي، وهو أيضا انهيار كامل لمنظومة دعايات دأب نظام الملالي على تسويقها، من قوة الردع والثأر الحتمي، إلى وهم السيادة والهيبة الإقليمية، وهي مرحلة من مراحل سقوط النظام وادواته الاجرامية

هذا الانكشاف المريع ليس مفاجئا، بل نتيجة طبيعية لمسار طويل من القمع والاستبداد والفساد، وتبديد الثروات في تمويل الميليشيات ونشر الفوضى والارهاب، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، التي لم تكن يوما إلا ذريعة لتبرير التدخلات في شئون دول المنطقة، وبناء الأذرع المسلحة

ما جرى يمثل رسالة صارخة لكل من راهن على هذا النظام المارق الذي لا يملك من أدوات البقاء سوى الخراب، ولا من أوراق التأثير سوى الدم والدمار، وهي أيضاً رسالة لكل من تواطأ مع أجندته بأن زمن الابتزاز السياسي والمزايدات الشعاراتية قد ولى إلى غير رجعة، وأن العالم بات على قناعة تامة بخطره، وأن أمن واستقرار المنطقة لا يمكن أن يتحققا بوجوده وما تبقى من اذرعه