ملاحقة الأمل بعيدا عن الديار

منذ 2 سنوات

حزن اليمنيون كثيراً حينما توفت امرأه يمنية مع طفلتها في حادث مروري، أثناء هروبها من الاشتباكات العسكرية في العاصمة السودانية الخرطوم إلى مدينة بورتسودان، في مايو الفائت

لقد لخصت الواقعة معاناة اليمنيين اللاجئين في السودان والذي وصل عددهم أكثر من خمسة الاف بحسب احصائيات رسمية

حينما اندلعت الحرب في ابريل /نيسان الفائت اضطر بعض اللاجئين اليمنيين في السودان العودة الى اليمن

وفضل البعض الهروب الى مصر أو تشاد أو جنوب السودان  إسوة بالمواطنين السودانيين الفارين من الحرب المندلعة في بلادهم

يوم اللاجئ العالمي هو يوم عالمي حددته الأمم المتحدة تكريماً للاجئين في جميع أنحاء العالم، ويصادف 20 يونيو من كل عام

 تقول الأمم المتحدة أن هذا اليوم  “يسلط الضوء على قوة وشجاعة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم هرباً من الصراعات أو الاضطهاد

كما يعتبر يوم اللاجئ العالمي مناسبة لحشد التعاطف والتفهم لمحنتهم والاعتراف بعزيمتهم من أجل إعادة بناء حياتهم

”وقد وضعت الأمم المتحدة شعار “الأمل بعيدا عن الديار” موضوع لليوم العالمي للاجئ لهذا العام 2023م

يصف عبدالملك شعلان،  طالب يمني يدرس في الخرطوم، مشهد فرار اللاجئين اليمنيين في السودان بالمؤلم، حيث لا يستطيع معظمهم توفير أجور التنقل بين ولاية وأخرى ، فمعظم اليمنيين يعانون من أزمات اقتصادية  منذ أن لجئوا الى السودان

 كما أن غالبيتهم لم يحصلوا على مساعدات مالية من منظمات دولية، اسوة باللاجئين من مختلف الجنسيات  كما يحكي شعلان  لـ”المشاهد”

وفي اثيوبيا المجاورة للسودان حيث يتواجد أكثر من 2000 لاجئًا يمنياً، يرى جمال الغراب، صحفي يمني كان لاجئًا هناك بأن قصص مؤلمة من أوضاع اللاجئين اليمنيين في اثيوبيا تطارده حيث  النساء هناك يسكن منازل بلا فراش، أطفال جوعاى رجال مكتئبون، وآخرون يفترشون الشوارع، واصفاً الحياة هناك بالعذاب والعيش في بلاد لا يوجد بها أعمال مثل إثيوبيا أشبه بالجحيم

يقول جمال “سمعت الكثير من اليمنيين هناك يتحدثون عن ضابط قديم بالجيش اليمني، يحمل رتبة عقيد ويتسول الإثيوبيين خارج العاصمة أديس أبابا بعيدا عن أنظار أبناء بلده لسد رمق أسرته وهو معذور”

وقد أجبرت الحرب في اليمن نحو 4

5 ملايين شخصا أو 14% من السكان على النزوح من ديارهم وبعضهم نزح أكثر من مرة، حسب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين

في الأردن يعاني العشريني محمد ردمان من أزمة اقتصادية ومشكلات ناتجة عن اقامته في مدينة عجلون الأردنية بسبب منعه من العمل من قبل السلطات هناك

السلطات الاردنية تحضر عمل العرب والأجانب الذين يحملون صفة لاجئ  في أراضيها

وصل محمد الى الاردن العام 2016 هرباً من جحيم الحرب التي اندلعت في بلاده العام 2014، ومنذ ذلك الحين لم يتمكن من الحصول على فرصة عمل رغم حصوله على شهادات في الفندقة والسياحة، ولا يرغب في العودة الى اليمن بسبب المخاوف الأمنية التي تحيطه كما يقول في حديثه لـ”المشاهد”

و مثل محمد يعاني أكثر من 13 ألف يمني مسجلين كلاجئين في  المملكة الاردنية بحسب المفوضية السامية  للأمم المتحدة لشئون اللاجئين

ذات المعاناة تنطبق على اليمنيين الموجودين في مصر وجيبوتي والصومال وهي بلدان يتم فيها الاعتراف بلجوء اليمنيين بموجب القانون الدولي، ناهيك عن بلدان تحتضن ملايين اليمنيين الذين لم يحصلوا على اعتراف اللجوء، كالسعودية وعُمان وتركيا وماليزيا والهند وكينيا

يعتبر اللاجئين اليمنيين في أوروبا أفضل حالاً من المتواجدين في غيرها من البلدان العربية والاجنبية لكنهم يعانون من تأخر اجراءات الاندماج والتوطين، ويثار جدل حول من يرى أن المتسبب الأكبر من معاناة اللجوء التي يعانيها اليمنيون دون سواهم يعود الى السياسة التي تنتهجها دول التحالف العربي إذ يتهمها الصحفي والناشط ماجد عزان بأنها تعرقل ادراج اليمنيين كلاجئين بموجب القانون الدولي

 ويأمل الناشط مراد القعيشي بأن  تتجه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نحو العمل الجاد بما تضمنته اتفاقية اللاجئين، وذلك بقبول اللاجئين اليمنيين في الدول المستضيفة؛ وعدم طردهم منها، ومنحهم الحقوق الأساسية كلاجئين، وتوفير الحماية القانونية لهم

في مايو/أيار الماضي بدأت مفوضية اللاجئين باستدعاء اللاجئين اليمنيين في دول عدة وأجرت معهم لقاءات أولية  لرفع ملفاتهم بهف توطينهم  في احدى الدول المتقدمة بحسب اتفاقيات سابقة، اسوة بباقي اللاجئين من مختلف الجنسيات كسوريا والصومال وارتيريا

يشير هشام المخلافي وهو مسئول في المفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن، أن عدم حصول بعض اليمنيين المقيمين خارج اليمن على صفة لاجىء  يعود الى الاعتماد على بعض المعايير منها  أن الدولة التي لجأ أي يمني فيها ليست طرفا في الاتفاقيات الخاصة باللجوء  أو أن  الملفات المقدمة من الأشخاص اليمنيين انفسهم غير مكتملة او لا تنطبق عليهم المعايير

في حديثه  لـ”المشاهد” يتمنى المخلافي أن اللاجئين من جنسيات غير يمنية يعملون على ايجاد مصادر دخل لهم ولعائلاتهم سواءً عبر مشاريع خاصة يديرونها بذواتهم أو العمل عبر مؤسسات تجارية

وينصح المخلافي اللاجئين اليمنيين خاصة من فئة الشباب على تطوير أنفسهم واستغلال فرص التأهيل المتاحة في البلدان التي تستضيفهم

ويلفت المخلافي إلى أهمية مناسبة يوم اللاجئ العالمي  التي تصادف العشرين من يونيو/حزيران من كل عام ، وذلك من خلال تسليط الضوء على عزيمة الانسان اليمني في تحدي المصاعب وتشجيعه على الابداع في كافة المجالات

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير