ملجأ للحيوانات في صنعاء
منذ شهر
تنتشر في شوارع صنعاء الحيوانات الضالة بكثرة
تستقبل وحدة داء الكلب، بالمستشفى الجمهوري، بصنعاء 50-70 حالة يوميا نتيجة عضات الكلاب الضالة
لكن هذه الحيوانات، خصوصا الكلاب والقطط عرضة للعنف اليومي
وأمام هذا العنف ضد الحيوانات الضالة، أنشأت “مها الذبحاني” ملجأ خاص بالحيوانات الضالة في صنعاء، على نفقتها الخاصة
لا يقتصر دور الذبحاني على توفير مكان آمن للحيوانات المصابة
فهي تحرص دومًا على توعية الناس، خاصة الأطفال، وكل من يقوم بتعنيف الحيوانات وإيذائها
وهذا ما جعلها عرضة لمشاكل يومية لا نهاية لها
بداية، تبني فكرة تأسيس مأوى لحماية الحيوانات، يبد وغريبا لدى البعض، خصوصا في ظل الصراع القائم
“عمل ملجأ للحيوانات الضالة ليس بالأمر السهل
يحتاج الأمر إلى صبر وقلب يتحمل مواجهة كافة التحديات والعراقيل،” تقول مها
وهذا بالفعل ما واجهته مها الذبحاني، التي عانت كثيرًا من أجل تحقيق حلمها وافتتاح أول ملجأ للحيوانات في صنعاء
تقول الذبحاني “أتعامل مع الحيوانات منذ كنت صغيرة، أشعر بالقرب منهم، خاصة المصابة منها
” لذا أتت فكرة إنشاء الملجأ، وتحديدًا عندما كنت أواجه حيوانات -كالقطط والكلاب- تتعرض للأذى والعنف بشكل يومي
”وتضيف: حاولت المساعدة وتقديم العلاج والعناية، لكن اكتشفت أن الحالات المصابة تزداد يومًا بعد آخر
ولم أدرِ ما الحل وقتها؛ خاصةً أن بعض الحيوانات كانت تفقد حياتها
”وتواصل: هنا كانت الكارثة
لم أجد مكان لاستقبال الحالات المصابة فيه
كلما أجد مكانًا لإيواء الحيوانات يرفض ملّاك المباني تأجيرها فور معرفتهم أنه سيكون مقرًا للحيوانات
حتى جاء الفرج واستأجرت “مخزنًا” تم تجهيزه ليصبح أول ملجأ للحيوانات في صنعاء
”مها الذبحاني: كلما أجد مكانًا لإيواء الحيوانات يرفض ملّاك المباني تأجيرها فور معرفتهم أنه سيكون مقرًا للحيوانات
حتى جاء الفرج واستأجرت “مخزنًا” تم تجهيزه ليصبح أول ملجأ للحيوانات في صنعاء
”وتقول الذبحاني أن هدف الملجأ هو إنقاذ الحيوانات المشردة في الشوارع، خصوصا التي تعاني من الأمراض أو المصابة
حيث نجح الملجأ بإنقاذ حياة العديد من القطط والكلاب الضالة في شوارع صنعاء
لا يتوقف نشاط الملجأ عند هذا الحد
تقوم الذبحاني بحيلة تشجع المواطنين على تبني الحيوانات
فتمنع الملجأ من استقبال حالات جديدة إلا بعد تبني المتعافية من قبل المواطنين
وتشير إلى أن الحالات المصابة تتزايد يومًا بعد آخر
يستقبل الملجأ أربع إلى خمس حالات يوميًا، يتم معالجاتها وتقديم الرعاية من أجل عرضها للتبني لاحقًا
الحيوانات ليست خيارًا محببًا للكثيرين
لذلك هناك أناس لا يتقبلون فكرة وجود ملجأ للحيوان؛ بسبب الإزعاج الذي تسببه الحيوانات
والبعض الأخر لديه تحسس أو وسواس من عدم نظافة الحيوانات، خاصة تلك التي تأتي من الشوارع
وحول هذا، يقول محمد حسن، مواطن في صنعاء: أواجه صعوبة في التعامل مع الحيوانات، واستغرب ممن يربيها في البيوت، فهي تنقل الفيروسات وبعض الأمراض للبشر؛ فضلًا عن الفوضى والإزعاج
محمد حسن، مواطن في صنعاء: أواجه صعوبة في التعامل مع الحيوانات، واستغرب ممن يربيها في البيوت، فهي تنقل الفيروسات وبعض الأمراض للبشر؛ فضلًا عن الفوضى والإزعاج
“لذا يرى حسن أن الحيوانات مكانها في الشوارع أو محميات تتكفل بها الدولة، حتى نبقى بعيدين عن ضررها
وعلى العكس من ذلك، تعتقد هبة المليكي، متبنية للقطط، أن فكرة ملجأ للحيوانات “مبادرة جميلة”
برأي المليكي أن هذا الملجأ يساعد على حماية الحيوانات، إضافة لحماية البيئة
وتقول المليكي أن مخلفات الحيوانات الضالة والمشردة تلوث الهواء، كما أن الجيف النافقة تتسبب بأضرار صحية للبشر
وتشير المليكي إلى أن تجميع الحيوانات في مكان واحد بهدف رعايتها؛ يشجع المجتمع على تبنيها، في ظل الافتقار للوعي المجتمعي
واحدة من الأمور الشائعة في صنعاء هي ملاحقة الأطفال للقطط في أي مكان لإلحاق الأذى بها
ليس هذا فحسب، من يحاول التوعية يتعرض للاستهزاء والتنمر
وفي هذا الصدد، تشير الذبحاني إلى أنها لاقت استياءً من سكان الحي بعد فتح الملجأ
حيث اشتكوا وتضايقوا من تكديس وتجميع الحيوانات
لافتةً إلى أن المشاكل مستمرة والمضايقات متواصلة، في ظل عدم وجود من يعين ويساعد في هذه القضية
حسب مقال للدكتور جين رشتون، مختص بسلوك ورعاية الحيوان، فإن ملاجئ الحيوانات تسهم في الحفاظ على السلامة العامة من خلال إيواء الحيوانات الضالة الخطرة
تشمل مخاطر الحيوانات الضالة الحوادث المرورية، انتقال الأمراض والعض
الدكتور جين رشتون، مختص بسلوك ورعاية الحيوان: تسهم ملاجئ الحيوانات بشكل كبير في الحفاظ على السلامة العامة من خلال إيواء الحيوانات الضالة الخطرة
تشمل مخاطر الحيوانات الضالة الحوادث المرورية، انتقال الأمراض والعض
حسب تقرير سابق للمشاهد، وصل عدد الإصابات بداء الكلب في اليمن بين 2011 حتى 2019، أكثر من 96 ألف حالة
الملجأ قائم على مجهود شخصي من صاحبة الفكرة
تتكفل الذبحاني بكافة احتياجات الحيوانات من تغذية وعناية وعلاج وغيرها
تقول الذبحاني: “في الملجأ عامل واحد فقط يقوم بأمور النظافة، ولم أستطع توفير عمال لعدم قدرتي على دفع أجورهم
أحرص على نشر تفاصيل الملجأ على منصات التواصل الاجتماعي رجاء الحصول على دعم من تجار أو جهات تتكفل بمصاريف الملجأ”
يقتصر الدعم حاليا على الأصدقاء وبعض الأشخاص ذوي الحالات الميسورة
لكنها تبقى تبرعات محدودة مقارنة بالمصاريف الشهرية للملجأ
تصل نفقات الملجأ إلى نصف مليون ريال يمني شهريًا (ما يعادل ألف دولار) -بالعملة القديمة
وفقا للذبحاني، بعض الحالات المصابة تحتاج إلى إمكانيات طبية مكلفة للعلاج والرعاية
تدعو الذبحاني للمشاركة في التبرعات ودعم المشروع من قبل الجهات الخاصة والتجار
فشحة الإمكانيات عائق كبير تهدد استمرار عمل الملجأ
في الختام تقول: “الحمل كبير على عاتقي، والملجأ من أهدافه الاستمرار في حماية حيوانات الشوارع ونقلهم لأماكن خارج الأحياء السكنية لرعايتهم
مع أمل رفع وعي المجتمع بكيفية التعامل مع الحيوانات والرفق بها”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير