من مخابئ سرية إلى فيلا في صنعاء: تفاصيل الضربة الإسرائيلية التي أربكت الحوثيين
منذ 13 ساعات
كشفت تقارير أمريكية تفاصيل الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قيادات الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، مسلطة الضوء على دقة التخطيط الاستخباراتي الإسرائيلي وقدرته على الوصول إلى أهداف كانت في السابق نقاطاً عمياء
وفق صحيفة وول ستريت جورنال، بدأت العملية بعد رصد ضباط المخابرات الإسرائيلية نية مجموعة من وزراء حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا عقد اجتماع سري في إحدى الفيلات بالعاصمة صنعاء
وبعد تحديد الموقع والموعد بدقة، حصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، على الموافقة السياسية لتنفيذ الضربة خلال ساعات قليلة
أسفرت الغارة عن مقتل ما لا يقل عن 12 مسؤولًا، بينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وإصابة آخرين بجروح بالغة، في حين كان أكثر من 20 مسؤولا حوثيًا داخل الفيلا المستهدفة، إلى جانب مساعدين وأفراد أمن
وأوضحت الصحيفة أن العملية جاءت ضمن نهج جديد تطبقه إسرائيل أطلق عليه الجنود الإسرائيليون اسم فافو (اختصار لعبارة جرّب واكتشف)، والذي يركز على استهداف القيادات الإدارية للجماعات المتمردة، بدل الاقتصار على البنية التحتية كما كان متبعًا سابقًا
وأكد عوديد عيلام، المسؤول السابق في الموساد والباحث في مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، أن العملية تمثل تحولاً في استراتيجيات الرد الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الهجمات السابقة اقتصرت على مرافق مثل الموانئ ومحطات الطاقة
في الوقت نفسه، يرى محللون أن الضربة أصابت الواجهة الإدارية للحوثيين دون المساس بالهيكل العميق للجماعة، لكنها ستجبر قادتهم الناجين على اتخاذ احتياطات جديدة لتجنب اكتشافهم من قبل المخابرات الإسرائيلية
ونقل التقرير عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قوله: بقايا قيادة الحوثيين تفر من صنعاء، محذرًا من استهدافهم مجددًا في المستقبل
وأشار مسؤولون مطلعون إلى أن القادة الحوثيين كانوا يتجنبون المراقبة الإسرائيلية لعدة أشهر من خلال إغلاق هواتفهم المحمولة، والتواصل وجهًا لوجه، والابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، وتغيير مواقعهم بشكل مستمر، أحيانًا كل ليلة
ويضيف التقرير أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية أنشأت في يوليو/تموز الماضي وحدة جديدة مخصصة لمتابعة تحركات الحوثيين، ضمت نحو 200 جندي وضابط مخابرات، في أعقاب صراع إسرائيلي-إيراني استمر عشرة أيام
من جانبهم، يحذر المسؤولون الإسرائيليون من أن الحوثيين قد يحاولون الرد بالهجوم، وقد أطلقوا منذ الغارة الأخيرة ثلاث طائرات مسيرة وعدة صواريخ باليستية على إسرائيل، دون أن تصل أي منها إلى أهدافها