من هو القيادي الحوثي محمد الغماري الذي أعلنت إسرائيل اغتياله بصنعاء؟

منذ 11 ساعات

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم، عن اغتيال القيادي العسكري البارز في مليشيا الحوثي، محمد الغماري، في عملية وُصفت بالنوعية والمباشرة، وسط تكتم رسمي من قبل الجماعة الحوثية، ما يعزز فرضية توجيه ضربة استراتيجية لأحد أبرز أذرع إيران في اليمن

محمد الغماري، المولود في محافظة حجة، ينتمي إلى سلالة هاشمية، وتلقى تعليمه العقائدي على يد المرجع الديني البارز بدر الدين الحوثي، ثم نجله حسين الحوثي، مؤسس الجماعة الحوثية

ويُعتبر الغماري من أبرز المهندسين العقائديين والعسكريين الذين ساهموا في تشكيل الجماعة على غرار الحرس الثوري الإيراني

الغماري لم يكن مجرد قائد ميداني، بل يُنظر إليه كمهندس استنساخ التجربة الإيرانية في اليمن، حيث تلقى تدريبات عسكرية مكثفة في معسكرات تابعة لحزب الله في لبنان، كما خضع لدورات متقدمة على يد الحرس الثوري الإيراني في طهران، بالإضافة إلى مكوثه في سوريا لفترات تدريبية

هذه الخبرات جعلته شخصية موثوقة لدى الإيرانيين، القادر على إدارة ملفات سرية ومعقدة

منذ اندلاع الحروب الأولى مع الدولة اليمنية عام 2004، لعب الغماري دورًا محوريًا في الإشراف على التسليح، وزرع الألغام، وإدارة العبوات الناسفة، وكان له الفضل في إنشاء أول تشكيلات الانتحاريين الحوثيين بعد الحرب الخامسة في 2007

وقد صعد داخل هيكل الجماعة ليُمنح رتبة لواء ركن ومنصب رئيس الأركان، وهو ما جعله المسؤول الفعلي عن القرار العسكري، متجاوزًا حتى ما يسمى بـوزير الدفاع في حكومة الجماعة غير المعترف بها

بعد انقلاب الحوثيين على السلطة عام 2014، ركّز الغماري على دمج المليشيات القبلية الموالية تحت عباءة وزارة الدفاع، في إطار خطة لبناء جيش عقائدي يُحاكي الحرس الثوري الإيراني، مع التركيز على التأهيل الفكري والعقائدي

كما أشرف بشكل مباشر على عمليات نهب وتطوير ترسانة الصواريخ الباليستية التي كانت في حوزة الجيش اليمني، وشارك في فتح ورش تصنيع للأسلحة والعبوات الناسفة والقذائف، بالتنسيق مع خبراء من طهران وحزب الله اللبناني

وكان يُعد المسؤول الأول عن تحديد أهداف الصواريخ الباليستية الحوثية وتوقيتها، ما جعله أحد أخطر القادة العسكريين في الجماعة

ويرى مراقبون أن قرار اغتياله، إن تأكد، يأتي في إطار سعي إسرائيل لتفكيك شبكة محور المقاومة عبر ضرب قادة الظل الذين يديرون المعركة بعيدًا عن الأضواء، معتبرين أن اغتياله يشكّل خسارة استراتيجية كبيرة لإيران في اليمن، وقد يؤدي إلى ارتباك في القيادة العسكرية للمليشيات الحوثية، وربما يفتح الباب أمام تصعيد داخلي أو تصفية حسابات داخل الجماعة نفسها

وفي حال تأكدت الأنباء بشكل رسمي، فإن مصرع محمد الغماري سيكون بمثابة انهيار لأحد أعمدة المشروع الإيراني في اليمن، واهتزاز لمنظومة القيادة العسكرية التي كانت تمثل حلقة الوصل المباشرة بين طهران وصنعاء