من يدير المشهد السياسي والعسكري في حضرموت ولصالح من؟
منذ 2 ساعات
عدن – فهمي عبده القابض – أصيلة القدسي :ما زال الوضع فيما يتعلق بسيطرة قوات المجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة كما هو، رغم تأكيد رئيس الوفد السعودي الذي زار حضرموت مؤخراً، محمد القحطاني، على موقف السعودية بخروج قوات المجلس الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها
وخلال زيارة الوفد السعودي الأمني لحضرموت، لم يلتقِ الوفد بممثلين عن المجلس الانتقالي، بل كانت لقاءاته بالسلطة المحلية، وانتهت بالتوصل لتهدئة -حسب تصريحات القحطاني- تتضمن خروج القوات العسكرية التي جاءت من خارج حضرموت
ويبرز هنا سؤال: كيف تضمن اتفاق التهدئة خروج قوات المجلس الانتقالي ولم يكن المجلس أصلاً طرفاً في هذا الاتفاق؟ بل وخرج قائد قوات الدعم الأمني “أبو علي الحضرمي” في كلمة مرئية مؤكداً استمرار بقاء قوات المجلس الانتقالي في حضرموت، مستهجناً ممن يطالب بخروجه وهي تابعة للجنوب
والواقع يؤكد من خلال مخرجات زيارة الوفد السعودي الأمني إلى حضرموت أن الاتفاق تركز بدرجة أساسية على التهدئة والتوصل لاتفاق بين السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت؛ حيث انسحبت قوات حلف قبائل حضرموت من منطقة المسيلة النفطية وتولت “قوات حماية حضرموت” المهمة، فيما ما زالت قوات المجلس الانتقالي القادمة من خارج حضرموت منتشرة في حضرموت الوادي والصحراء والساحل
حتى قوات “درع الوطن” المدعومة من السعودية والتي تتبع الحكومة – طرحت السعودية أن تحل محل تمركز قوات المجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة- ورغم وصول هذه القوات إلى حضرموت، إلا أنها لم تقم بمهامها حتى اليوم بحسب تأكيدات مصادر عسكرية
من هنا يبرز أيضاً سؤالان؛ الأول: لماذا تم إرسال ألوية درع الوطن إلى حضرموت طالما لم يوافق المجلس الانتقالي على انسحاب قواته؟ وهل ضبابية الموقف السعودي الواضحة على الأرض بشكل عملي تعني أن هناك اتفاقاً سعودياً إماراتياً على تنظيم إدارة مصالحهما من خلال المجلس الانتقالي؟ وإلى أين سينتهي التصعيد السياسي المتبادل بين رئيس المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي؟وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري علي الذهب: “إن ما حدث في حضرموت جرى على مسمع وبصر التحالف، حيث تحركت قوات الانتقالي إلى حضرموت وحدث اشتباك مع مسلحي بن حبريش”
وأضاف في حديثه لـ “المشاهد” أن قوات المجلس الانتقالي تقدمت تحت مبرر إزالة ما قام به بن حبريش، وهو مبرر لافتعال أزمة تمكنهم من السيطرة على حضرموت
قوات “درع الوطن” المدعومة من السعودية والتي تتبع الحكومة – طرحت السعودية أن تحل محل تمركز قوات المجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة- ورغم وصول هذه القوات إلى حضرموت، إلا أنها لم تقم بمهامها حتى اليوم بحسب تأكيدات مصادر عسكرية
وأشار إلى أن زيارة الوفود السعودية والإماراتية إلى اليمن ولقاءاتها بـ “عيدروس الزبيدي” تأتي في إطار إطالة أمد التفاوض مع المجلس الانتقالي، بما يتيح له فرصة تعزيز وجوده ونفوذه بشكل أكبر داخل المناطق التي سيطر عليها مؤخراً
ووصف الذهب التفاوض حول تهدئة الأوضاع وخروج قوات المجلس الانتقالي من حضرموت بأنه ليس له نتائج على الواقع، ويعد “تقنية” تعمل بها الجماعات المسلحة والأطراف السياسية، ويعني تفاوضاً لا يفضي إلى استرداد أي حق
ويتابع الذهب في حديثه لـ” المشاهد “: “نفترض أن عيدروس الزبيدي خرج عن الإجماع السياسي وفرض نفسه مبرراً ذلك بقضايا كثيرة، فإنه لن يتراجع، وإذا تراجع فتراجعه سيكون شكلياً”
وقال إن ما حدث عقب زيارات الوفد الإماراتي والسعودي إلى حضرموت وعدن خلال الأسبوع الماضي من تحركات سياسية وعسكرية وأمنية قام بها المجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة، تؤكد استمراره لا خروج قواته
ولفت الذهب إلى أن الإمارات دعمت قوات الانتقالي للسيطرة على وادي وصحراء حضرموت باعتبارها حدوداً مع السعودية لتكون ورقة تفاوضية، تتفاوض بها الإمارات مع السعودية للحصول على مكاسب أخرى في حضرموت الساحل والهضبة
وحول إرسال ألوية من درع الوطن من محافظات مثل لحج وأبين إلى حضرموت، أشار الذهب إلى أن قيادة هذه القوات موجودة أساساً في العند وسحبت بعض قواتها، أما إذا كانت قيادة درع الوطن قد سحبت قواتها كاملة إلى حضرموت، فهذا يعني وجود سيناريوهين: إما أنه سيكون هناك مواجهة صلبة وعنيفة في حال فشلت المفاوضات تحت مظلة الحكومة لفرض إرادتها السياسية (وليس تحت مظلة السعودية وهي الممول والراعي لهذه القوات)، أو أن السعودية ستكتفي بنشر هذه القوات في مناطق ما بعد منطقة العبر وجزء من حضرموت الوادي والصحراء وفي المهرة، لتشكل سياجاً أمنياً على النحو الذي تمارسه قوات سلفية أخرى في صعدة وحجة
وتابع الذهب: “هناك احتمال لسيناريو ثالث، وهو تقاسم النفوذ مع كيانات المجلس الانتقالي والوحدات التي يدفع بها إلى هذه المناطق، وقد يكون تقاسماً أمنياً وعسكرياً على الموانئ والمنافذ والخطوط الطويلة والدولية، وعلى مناطق التمركز في المعسكرات ونقاط الانتشار والألوية التي أخلت مواقعها”
وحول التصعيد السياسي المتبادل بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء في الحكومة وبين المجلس الانتقالي، اعتبره الذهب “خلافاً على مصير الدولة، وهناك إرادة لدى كل منهما، وهذه الإرادة سقفها محدود لأن طموحها يتجاوز مصالح السعودية والإمارات، وبالتالي يحدث تصادم بين الإرادتين، ولن يتحقق لأي منهما أي مكسب لأن الممول هو من يملك القرار في واقع الأمر”
من جهته، حمل الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الجبار الجريري مجلس القيادة الرئاسي كامل المسؤولية عما حدث في حضرموت والمهرة، بسبب ما وصفه بـ “فساد المجلس وعدم قيامه بالواجب لخدمة المواطنين، وصمته عن كل هذه الأوضاع منذ بدايتها”
وأضاف الجريري في حديثه لـ “المشاهد” أن التفاوض ومحاولة تهدئة الوضع لم تصل إلى نتيجة ميدانية، في ظل تمسك المجلس الانتقالي بموقفه من استمرار سيطرته على محافظتي حضرموت والمهرة
وفي ذات السياق، يقول المحلل السياسي ياسين التميمي: “إنه لا شيء يبدو واضحاً، ولا يمكن فهم انسحاب قوات درع الوطن من المحافظات الجنوبية الغربية إلا في إطار رغبة السعودية في إحكام قبضتها على هذه القوات، وعدا ذلك فإن هذا الانسحاب لا يعدو كونه إخلاءً ممنهجاً للساحة أمام سيطرة كاملة للانتقالي على مسرح العمليات، خصوصاً أنه لا مؤشرات حتى الآن بأن قوات الانتقالي ستنسحب من المواقع التي سيطرت عليها”
ووصف التميمي في حديثه لـ “المشاهد” التصعيد السياسي المتبادل بين الانتقالي والفريق الحكومي التابع لرئيس مجلس القيادة بأنه “مهاوشة” ضمن المسموح به في هذه الأزمة التي يتحكم بها الخارج بشكل كامل
الخلاصة أن الوضع في حضرموت والمهرة يتحكم به المجلس الانتقالي إدارياً وسياسياً وعسكرياً، ويرفض أي تفاوض حول خروج قواته، وهذا يعني -حسب محللين- أن المجلس ماضٍ في تحقيق هدفه ومشروعه في الانفصال
ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comاحصل على آخر أخبار المشاهد نت مباشرة إلى بريدك الإلكتروني
الإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقاريرمن نحن