مناشدات للتخلص من الدلافين النافقة في سقطرى
منذ 10 ساعات
سقطرى – بشرى الحميديحادثة نفوق أكثر من 350 دلفينًا على سواحل “نيت” في سقطرى مطلع يونيو الجاري، والتي وثّقها تقرير مشترك للهيئة العامة لحماية البيئة والهيئة العامة للمصائد السمكية، لم تعد مجرد واقعة بيئية عابرة، بل مؤشر خطير على ضعفٍ واضح في منظومة الاستجابة للطوارئ البيئية في الأرخبيل
وقد شدد التقرير على الحاجة الماسة إلى تحسين البنية التحتية والتدريب المتخصص للتعامل مع الكائنات البحرية الجانحة، مطالبًا بتعزيز قدرات الفرق المحلية وتزويدها بالأدوات المناسبة للتعامل مع مثل هذه الحوادث الطارئة، وهو ما تؤكده مجددًا التطورات الميدانية التي تلت الواقعة، وما رافقها من صعوبات في الوصول والاستجابة
منطقة نيت، غرب سقطرى، التي شهدت واقعة جنوح الدلافين ونفوقها، ليس لديها طريق للمركبات ويصل إليها الناس فقط عبر البحر بواسطة القوارب في مواسم معينة من العام تبدأ من شهر نوفمبر إلى بداية شهر مايو فقط، بحسب فؤاد خميس، مدير إدارة الأبحاث والدراسات البحرية، في مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى
تتكرر هذه الحوادث في مناطق متفرقة من العالم، كما في سواحل الصومال مطلع هذا العام، إلا أن محدودية الإمكانيات في سقطرى، ضعف البنية التحتية، وعدم وجود أدوات علمية أو فرق مدربة، يكشفان عن فجوةٍ عميقةٍ بين التهديدات المتصاعدة وحجم الجاهزية المؤسساتية
وقال مدير مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى، سالم حواش أحمد في حديثٍ مع “المشاهد” إن “السبب المؤكد لنفوق الدلافين غير معروف ولكن بعد تشريح أحد الحيتان الميتة تبيّن انتفاخ أمعاء الحوت ووجود مادة خضراء داخل الأمعاء؛ مما يرجح أن السبب هو ازدهار الطحالب الخضراء في الأعماق؛ كما يرجح أنها سامة”
وقال أحمد “لكن هذه ليست النتيجة الأخيرة وإنما عملنا على إرسال عينات من الحيتان إلى ألمانيا لمعرفة الأسباب الحقيقة منتظرين النتائج”
ويقول أحمد: “تفتقر الهيئة العامة لحماية البيئة إلى مختبراتٍ علمية حديثة كما أننا بحاجة إلى تدريب كادر من الهيئة، وخاصةً أن مثل هذه الحوادث تحصل بشكلٍ شبه سنوي”
كما أن الهيئة العامة لحماية البيئة تفتقر إلى ميزانيةٍ تشغيلية ووسائل المواصلات والأجهزة الفنية، بحسب أحمد
في تصريح لـ”المشاهد”، قال الكابتن أحمد علي عثمان، مدير عام هيئة المصائد السمكية في البحر العربي بسقطرى، إن الوصول إلى الموقع المتضرر يواجه صعوبات كبيرة، نظرًا لبُعد المنطقة، إذ تستغرق الرحلة إليها نحو ثلاث ساعات ونصف سيرًا على الأقدام؛ بسبب عدم وجود طرق صالحة للمركبات في منطقة “تيت”، غرب سقطرى
الكابتن أحمد علي عثمان، مدير عام هيئة المصائد السمكية في البحر العربي بسقطرى “الوصول إلى الموقع المتضرر يواجه صعوبات كبيرة، نظرًا لبُعد المنطقة، إذ تستغرق الرحلة إليها نحو ثلاث ساعات ونصف سيرًا على الأقدام؛ بسبب عدم وجود طرق صالحة للمركبات
”وتعيق الظروف الجوية القاسية، مثل هيجان البحر وارتفاع الأمواج الذي يصل إلى أربعة أمتار، استخدام القوارب للوصول إلى الموقع، بحسب عثمان
وأشار إلى أنّ الهيئة، بالتنسيق مع الجهات المختصة، تدرس عددًا من الخيارات للتعامل مع هذه الظاهرة، من بينها جمع الدلافين النافقة من أجل حرقها أو دفنها في الرمال، مع مراعاة المعايير البيئية والصحية المعتمدة
واختتم تصريحه بالتأكيد على التزام الهيئة الكامل بالتنسيق المستمر مع السلطات المحلية والجهات المعنية؛ بهدف تنفيذ الحل الأنسب في أسرع وقتٍ ممكن؛ بما يضمن حماية البيئة البحرية والحفاظ على النظام البيئي الفريد لأرخبيل سقطرى
من جهته، أوضح عبد الله شوعب، أحد أبناء منطقة شوعب في أرخبيل سقطرى، أن أهالي منطقة “نيت” قاموا بإحراقٍ كاملٍ لعددٍ من الدلافين النافقة التي جرفتها الأمواج إلى الشاطئ، والتي امتدت على مسافةٍ تقدر بحوالي 4 كيلومترات
وقال أن هذه الخطوة جاءت نتيجة انبعاث روائح كريهة شديدة من الجيف، وصلت إلى مسافة 10 أمتار من منازل السكان؛ ما تسبب في معاناةٍ كبيرة، خصوصًا مع غياب حلولٍ سريعة من الجهات المختصة؛ بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة
وحسب شوعب فإن عملية الحرق تمت باستخدام الوقود والبترول، كخيارٍ اضطراري للتخلص من الجثث بشكل عاجل، حمايةً لصحة السكان والبيئة المحلية
وطالب أهالي “نيت” الجهات المعنية بتقديم الدعم، ووضع خطة استجابة بيئية واضحة لمثل هذه الحالات الطارئة، خصوصًا في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها
من جهته، قال أحد المواطنين من منطقة نيت لـ”المشاهد” ، طلب عدم نشر اسمه، إن الجهات المعنية لم تتخذ أي إجراءٍ حيال الدلافين النافقة التي ظهرت مؤخرًا على الشاطئ، رغم مرور عدة أيام على وجودها
وأضاف: للأسف، الجهات المختصة لم تعمل لنا شيئًا
فقط بعض الأهالي تخلصوة من الدلافين القريبة من البيوت؛ لأنها كانت تصدر روائح قوية ومزعجة
لجأنا إلى حرق بعضها بأنفسنا؛ لأنه لم يكن عندنا وسيلة أخرى، وكنا نخاف من انتشار الحشرات والأمراض
وتابع: أما الدلافين التي كانت بعيدة عن البيوت، فلم يفترب منها أحد، ولا زالت مرمية في مكانها
الروائح صارت لا تُطاق، ونخشى على أطفالنا من التلوث والأمراض
”وطالب السكان السلطات بسرعة التدخل لتنظيف الساحل، وتحقيق استجابة فعّالة ومستدامة لهذه الظاهرة، التي وصفوها بأنها “تهديد حقيقي للصحة العامة والنظام البيئي المحلي”
وقال فؤاد خميس، مدير إدارة الأبحاث والدراسات البحرية في فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى في حديثٍ مع “المشاهد” إن “نفوق الحيتان أمام منازل مأهولة بالسكان يشكل مخاطر متعددة، سواء للإنسان أو للحيوانات والبيئة المحيطة به
”منوهًا أن “جثث الحيتان تشكل خطرًا على الصحة العامة إذا لم يتم التعامل معها بشكل آمن وصحي”
فؤاد خميس، مدير إدارة الأبحاث والدراسات البحرية في فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى”نفوق الحيتان أمام منازل مأهولة بالسكان يشكل مخاطر متعددة، سواء للإنسان أو للحيوانات والبيئة المحيطة به
”ويؤدي عدم التخلص من جثث الحيتان النافقة بشكلٍ صحي وآمن إلى تلوث المياه البحرية؛ مما قد يؤثر على الحياة البحرية والنظام البيئي، وفقًا لخميس
وفي ذات السياق قال المواطن “بو حافظ” من سكان سقطرى، إن أهالي المنطقة تعاملوا مع كارثة النفوق الجماعي للدلافين بطريقةٍ بدائيةٍ ومن دون أي دعم رسمي يذكر
وقال: اضطررنا كمواطنين إلى التدخل بمبادرة ذاتية، وقمنا بالتخلص من عدد من الدلافين النافقة بالحرق، في ظل غيابٍ تام لأي دعمٍ من الجهات المختصة حتى هذه اللحظة
مواطن في سقطرى “اضطررنا كمواطنين إلى التدخل بمبادرة ذاتية، وقمنا بالتخلص من عدد من الدلافين النافقة بالحرق، في ظل غيابٍ تام لأي دعمٍ من الجهات المختصة حتى هذه اللحظة
”وأوضح أن نفوق الدلافين بالقرب من المنازل قد يسبب في تلوث بيئي نتيجة انبعاث وروائح كريهة لا تحتمل
وأضاف: الرائحة الكريهة الناتجة عن تحلل الدلافين أجبرت بعض السكان على مغادرة منازلهم والانتقال إلى مناطق مجاورة
وأشار إلى أن لجنةً قامت بالنزول الميداني من جهة مختصة، لكنها لم تقدم أي دعمٍ فعلي حتى الآن؛ مما زاد من معاناة المواطنين
واختتم قائلًا: “ما زلنا نأمل من الجهات المعنية أن تتحرك بشكلٍ عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالمنطقة لا تحتمل المزيد من التلوث والمعاناة”
يوصي فؤاد خميس، مدير إدارة الأبحاث والدراسات البحرية في الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى، بتوفير مروحيات للوصول السريع إلى موقع ساحل نيت أو المواقع المشابهة في سقطرى
وقال خميس “يجب أن تتعاون السلطات المحلية والبيئية لضمان إزالة جثث الحيتان بشكلٍ آمن وصحي لتجنب التلوث والروائح الكريهة
”مشددًا على ضرورة توعية السكان المحليين بالمخاطر المحتملة وكيفية التعامل مع نفوق الحيتان
ودعا خميس المنظمات الدولية إلى الإسهام بمساعدة سقطرى للتغلب على مثل هذه الحوادث كون محافظة أرخبيل سقطرى إحدى مواقع التراث العالمي
ومن الحلول للتخلص من جثث الحيتان النافقة دفنها أو أو حرقها والتخلص منها، حد قول خميس
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير