مناضل يمني يحكي عن لحظات النصر العظيم لجمهورية مصر الشقيقة على إسرائيل وشهادته عنها حيث كان في القاهرة

منذ 3 سنوات

-----------( تحية لابطال حرب اكتوبر 1973 )----------في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السادس من اكتوبر 1973 انطلقت القوات المسلحة العربية ( المصرية والسورية ومعهما وحدات من بعض الدول العربية ) لتدك حصون ودشم والمواقع العسكرية لقوات الكيان الصهيوني على الضفاف الشرقية لقناة السويس وعلى مرتفعات الجولان السورية لتسقط والى الابد المقولة الصهيونية عن الجيش الذي لايقهر وسوف يقتصر حديثي عن جيش مصر العروبة بحكم معيشتي بمصر خلال تلك الفترة الخالدة من تاريخ الامة العربية

لقد استطاع جيش مصر العروبة خلال ست ساعات ان يجتاز بكل شجاعة وبسالة واقدام واقتدار ثلاثة حواجز وموانع خطيرة وصعبة وقوية وهي 1 حاجز مائي ( قناة السويس ) 2 حاجز كيميائي قابل للاشتعال خلال لحظات ( انابيب النابالم الممتدة على طول الضفة الشرقية لقناة السويس )3 حاجز خرساني ( خط بارليف  ) والمكون  من كتل ضخمة من الخرسانة المسلحة والمحاطة بكميات هائلة من الاتربة والصخور وكانت تقييمات كل المراكز الاستراتيجية العسكرية بالعالم تجمع على صعوبة واستحالة قدرات الجيش المصري على اجتياح وتجاوز هذه الموانع الثلاثة وكانت تقديرات هذه المراكز الاستراتيجية تقول ان مصر سوف تخسر على اقل تقدير خمسون الف جندي من خيرة جنودها عند محاولة اجتياز قناة السويس فقط ناهيك عن الخسائر التي ستحدث عند انابيب النابالم وخط بارليف الحصين

ولكن القوات الباسلة لمصر العروبة تمكنت من تحقيق معجزة عسكرية ومفاجئة كبيرة ومذهلة لم تكن بالحسبان ليس للعدو الصهيوني فحسب بل ولمؤيديه وللعالم كله اذ تمكن الابطال من اجتياز الموانع الثلاثة ورفع العلم المصري فوق دشم خط بارليف خلال ست ساعات وبخسائر قد لاتصل الى 10 % من حجم التقديرات العالمية وما كان للجيش المصري ان يحقق ذلك الانجاز العظيم الا بعد ان خاضت القوات المسلحة المصرية معارك ضارية خلال حرب الاستنزاف بداية بالمعركة الشهيره براس العش في 1 يوليو 67 وبعد اقل من شهر من نكسة يونيو ثم المعركة البحرية التي ادت الى اغراق المدمرة ايلات والتي كانت تعتبر من اهم قطع الاسطول البحري الصهيوني وذلك في  21 اكتوبر 67  وعملية تفجير ميناء ايلات في 5 فبراير 70  وعملية اغراق حفار النفط في ميناء ابيدجان بساحل العاج في 8 مارس 1970 بالاضافة مئات العمليات الجرئية والشجاعة خلف خطوط العدو بفضل دقة المعلومات التي كانت تقدمها قوات الاستطلاع الحربي

 ان الانتصار الكبير والانجاز التاريخي الضخم والهام الذي حققته القوات المسلحة لمصر العروبة في حرب السادس من اكتوبر 1973  ماكان له ان يتحقق لولا الجهود الجبارة والتضحيات الجمة والاعداد القائم على خطط صحيحة  ومبدعة وضعت حساب لكل شيئ بكل اتقان ودقة ثم تدريب قاس ومضني ومتواصل مع توفير كل مطلبات المعركة من المعدات والاسلحة واستيعابها تماما وتوفير ماتحتاجه من ذخائر بالاضافة الى تنسيق شامل وكامل بين مختلف الوحدات والاسلحة الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوعي وقوات الاستطلاع والاشارة مع انضباط شديد واستعداد كامل لتنفيذ الاوامر بشجاعة ورجولة وسرعة ودقة نضاف الى ذلك موقف شعبي متماسك ومتفاعل من مختلف فئات المجتمع المصري رجاله ونسائه شبابه وشيوخه بل وحتى اطفاله

 ومنعا للاطالة فلابد من ذكر اؤلئك الرجال الذين  بذلوا الجهد والعرق بدون كلل ولاملل وواصلوا الليل بالنهار وكان لهم الدور الكبير في اعادة بناء القوات المسلحة على اسس عصرية وعلمية ووضع معظم الخطط لخوض المعركة اذا لم اقل جميعها والتي نفذت يوم السادس من اكتوبر العظيم 1973 وهم القائد المعلم جمال عبدالناصر والفريق اول محمد فوزي والفريق اول الشهيد عبدالمنعم رياض وبقية القادة في غرفة العمليات

 ختاما في الذكر ال 49 ليوم السادس من اكتوبر المجيد لايسعني الا ان اقدم التهنئة والتحية لشعب مصر العظيم ولقواته المسلحة الباسلة ولحكومته وقيادته السياسية

 داعيا الله سبحانه وتعالى ان يغشى برحمته كل شهداء الامة العربية من المحيط الى الخليج

  ====================================        كتبه/   علي عبدالله سعيد الضالعيمناضل يمني ، عضو التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري