منصات التواصل.. بيئة خصبة لتطوير القطاعات الهندسية

منذ 2 سنوات

صنعاء – سحر علوان ساهم تطور أدوات التكنولوجيا بتعدد المجالات الهندسية وتشعب تخصصاتها؛ ما أدى إلى خوض الكثير فروع الهندسة عالم وسائل التواصل الاجتماعي، خلافًا لما كانت عليه في السابق، وخاصةً بعد إجراءات الحظر في زمن كورونا

هذه التغيّرات في عالم الهندسة، أدت إلى التأثير على هذا القطاع، وإغلاق الكثير من المكاتب والمشاريع الهندسية، وتجمعت هذه الأسباب مع عوامل الصراع في اليمن منذ العام 2011، وانتقل الكثير من روّاد الهندسة والأكاديميين وذوي الخبرة إلى العوالم الرقمية بحثًا عن فرص جديدة لمزاولة المهنة

كما أن هذه العوامل جعلت الكثير من المجالات تحاكي أعمالها وأفكارها ومشاريعها عن طريق الإنترنت ”أونلاين”، سواءً كانت استشارات أو تصاميم أو عرض أعمال

وهو ما نتج عنه رواج المجال الهندسي الرقمي، وانتشار المحتوى المرئي الهندسي على منصات التواصل الاجتماعي، بحسب الكثير من المهندسين المتخصصين في مجالات مختلفة

تصاميم تراثيةتقول المهندسة المعمارية المتخصصة في مجال التصميم سلمى العواضي لـ”المشاهد“: إن أكثر ما جذب عملاءنا من المحتوى المرئي الهندسي الرائج على منصات التواصل الاجتماعي هي التصاميم والأعمال المستوحاة من التراث

وتضيف العواضي: فقدنا الكثير في الفترة الأخيرة من تراثنا اليمني في مجال الهندس، وكثير من المهندسين حاولوا بعث هذا التراث من جديد وتطويره من خلال تصاميمهم، ونتج عن هذه الجهود رواج كبير واستحسان على مواقع التواصل

وذكرت إلى الكثير من الخطوات على المهندس أن يدمجها ويطورها للمحافظة على التراث اليمني في التصاميم الهندسية الحديثة، لأن نماذج التصماميم جدًا كبيرة، في ظل ندرة العمل الهندسي التراثي، رغم الاحتياج الكبير من العملاء على محاكاة التراث والأصالة اليمنية وطلبهم المتواصل عليها

أما بالنسبة للمحتوى الرائج الذي ينشره المهندسون فهو محتوى تثقيفي؛ يهدف إلى إكساب المتابع أساسيات تساعد على تفاعل العملاء وتحظى برواجٍ واسع، بحسب العواضي

وتتابع: ”لا سيما وأن العديد من الناس لديهم مشاكل مختلفة ويحاولون إيجاد الحلول لها من خلال الإطلاع واكتساب المعلومات حتى لا يقعوا في الأخطاء الشائعة والمكررة، أثناء هندسة منازلهم”

العواضي أشارت إلى انعكاس نظرة العملاء من مشاهداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للتصاميم الخارجية في أوروبا والعالم، وأخذوا فكرة جيدة تعتبر بداية لتغيير وتحسين منازلهم وهذا يعتبر أمر إيجابي للغاية

وتضيف: ”أصبح الكثير من الناس له ثقافة بتصاميم الديكور والإضاءة والبيئات الخضراء في المكاتب والتصاميم الكلاسيكية المتعددة، العادية والفاخرة وكيفية تأثير هذه الأشياء نفسيًا على حياتهم

الهندسة الزراعيةبدورها، تحدثت إيمان السماوي مهندسة زراعية لـ”المشاهد” عن المواد الرائجة على منصات التواصل من الناحية الزراعية، والتي تركزت حول مشاركة مواضيع متخصصة في العلوم الزراعية والثروة حيوانية والاقتصاد الزراعي، ووقاية النباتات والآلات الزراعية والتقنيات الحديثة العالمية والمدخلات الزراعية المتطورة

وتواصل: ”بالإضافة إلى معلومات عن الري وبيئة الزراعة، واستبدال التربة بمواد أخرى للاستنبات، والإصابات المرضية لكافة أنواع الأشجار بشكل عام، والخضار والفواكه بشكل خاص، وإكثار الثروة الحيوانية وأعلافها وأسعارها اقتصاديًا”

وتؤكد السماوي أن نشر معلومات عن العلوم الزراعية وأوقات الزراعة الصحيحة وأحوال الطقس والمناخ والتحديث اليومي يساعد عادةً في نشر التحذيرات بوجود تقلبات جوية أو مطرية أو سيول قد تؤدي إلى تلف المحاصيل أو المراعي

وفيما يخص احتياج المهندسين الزراعيين، لفتت السماوي إلى حاجتهم لتوسعة إدراك الناس والتجار الموردين للمدخلات الزراعية، ومواكبة هذه التقنيات التي تخدم اقتصاد اليمن والمزارع بالتطورات العلمية الحديثة والمستخدمة عالميًا في الإنتاج الغذائي بوقت أسرع وجهد وجودة أكثر

كما أشارت إلى وجود محتوى رائج للمهندسين الزراعيين مثل تقارير عن تجارب ونتائج بحوث مواد علمية ودراسات تخصصية، وفيديوهات تشرح التقنيات الزراعية وبرامج متخصصة أخرى أجنبية وعربية

المهندسة الزراعية عللت حصول موادهم على متابعة واسعة بتقديم المعلومات بشكل سهل، يناقش الأسباب والمشكلات وحلولها، وتوضيح أساسيات الزراعة للعامة وطرق المحافظة والاستدامة وإمكانية توفيرها، والاستفادة من خبرات الآخرين والدول المجاورة بما يضمن نجاحها محليًا

كما أكدت السماوي انعكاس هذه المعارف إيجابيًا على المتابعين، وذلك لندرة المتخصصين بهذا المجال، منوهةً بأن تغطية قلة المعرفة يساهم بتحقيق نتائج زراعية جيدة، تحقق الاكتفاء الذاتي للزراعة المنزلية، وتجنب المزارعين لممارسات سلبية

الذكاء الاصطناعي والهندسة مع تعدد التقنيات المتطورة والتوجيه المعرفي المدعم بالذكاء الاصطناعي بما يعزز الأداء في المجال الهندسي وتعديل التصاميم بمرونة وسهولة أكثر مما كان عليه سابقًا وفقًا لمتطلبات العملاء

وهو ما يؤكده المهندس المختص بهندسة الإلكترون والأجهزة الدقيقة، فارس علي لـ«االمشاهد»، مبينًا تداخل العلاقة بين المجال الهندسي والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يجعلها صعبة الفصل؛ لأن كل تطور تقني هندسي يصاحبه تطور تقنيات وقدرات الذكاء الاصطناعي، بما يعود أثره على المجال الهندسي ويسهم في تطوير هذا المجال

ويوافقه الرأي المهندس عمرو علي، الذي أشار إلى ارتباط الهندسة بالذكاء الاصطناعي من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التصميم والإنتاج والتشغيل في المجال الهندسي، وفي تحليل بيانات التصميم وتوفير توقعات مستقبلية دقيقة

بالإضافة إلى أن التأثير على منصات التواصل يأتي من استخدام التقنيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي وتحديد سلوك المستخدم ورؤية أفضل اهتماماته ورغباته، وهذا يؤدي إلى تحسين ”خوازميات” التوصية وزيادة فعالية التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي

ويضيف: ”يستخدم بعض المطورين تقنية الذكاء الاصطناعي في إضافة مزايا جديدة إلى منصات التواصل، مثل تحسين ”خوازميات” التصفح وتحديد المحتوى المناسب لكل مستخدم

وفي هذا الصدد يصف المهندس فارس هذه المجالات الجديدة والنماذج اللغوية بأنها ”معقدة”، وما يترتب عليها من تحليل البيانات ونتائج تساعد على اقتراب تطويع التقنيات لخدمة كافة المجالات في الهندسة وغيرها

وأضاف أن هذه القفزات وراءها كيانات برمجية وتجارية كبيرة أجّجت التنافس والصراع بينها على الريادة في هذا الرواج، فكل رواج جديد يحاول أن يحقق الريادة عبر جميع الوسائل المتاحة له، وأصبحت وسائل التواصل بيئة مشجعة ورائجة لمثل هكذا تقنيات متطورة

إسهامات وسائل التواصل بالإضافة لذلك أسهمت وسائل التواصل بخلق علاقات جديرة بالثقة بين المهندسين والعملاء، سواءً كانوا في اليمن أو خارجها

ومن خلال ذلك يستطيع المهندس تطبيق أعماله وعرضها على العميل، وإن كان غير متواجد حضوريًا، وبالاتفاق يتم التعديل حسب احتياجات العملاء

وهذا أسهم في سلاسة سير الأعمال الهندسية للمهندسين، وأكسبهم الخوض في التقنيات بشكل أفضل وأسرع مما كان عليه في السنوات السابقة

بالإضافة إلى اطلاع العميل، أشخاصًا أو شركات، على كل الخطوات والتعديلات التي يقوم بها المهندس، ويحصل على رضا المتابعين، بحسب ما يراه مناسبًا ووفقاً للأذواق المتعددة والاحتياجات المطلوبة

ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير