مهاجر يمني يُزجّ في سجن إفريقي ضمن صفقة غامضة

منذ 6 ساعات

كشفت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، في تقرير مثير للجدل، عن ترحيل مهاجر يمني إلى سجن شديد الحراسة في مملكة إسواتيني جنوبي القارة الإفريقية، ضمن اتفاق سري أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، لترحيل مهاجرين مرفوضين إلى دولة ثالثة خارج الأضواء

وبحسب الوكالة، فإن عملية الترحيل جرت في يوليو الماضي، وشملت خمسة مهاجرين من جنسيات مختلفة (اليمن، كوبا، جامايكا، لاوس، فيتنام)، تم نقلهم جميعًا إلى إسواتيني دون إشعار قانوني أو تمكينهم من الحصول على تمثيل قضائي، وفقًا لمحاميهم الذي أكد أنه لم يُسمح له بمقابلتهم حتى تاريخ 25 يوليو

المهاجرون الخمسة يقبعون حاليًا في زنزانات انفرادية، بانتظار عملية ترحيل جديدة إلى بلدانهم الأصلية، وهي خطوة قد تستغرق شهورًا أو حتى عامًا كاملاً بسبب العقبات القانونية والإدارية، لا سيما في ظل رفض بعض الدول استقبال مواطنيها المرحّلين

وتثير هذه الترتيبات أسئلة جدّية حول شفافية السياسة الأمريكية في ملف الهجرة، إذ لم تُعلن أي جهة رسمية عن الاتفاق الذي يسمح بترحيل أشخاص إلى بلد إفريقي لا تجمعه بالولايات المتحدة روابط دبلوماسية قوية أو اتفاقيات معروفة بهذا الشأن

في منشور مقتضب على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أنها نفذت عملية ترحيل جوّي إلى دولة ثالثة هي إسواتيني، موضحة أن المرحّلين مجرمون أجانب يقيمون بصورة غير قانونية في الولايات المتحدة، وأن دولهم الأصلية رفضت استقبالهم

ولم توضح الوزارة طبيعة الجرائم المرتكبة أو ظروف احتجازهم، لكنها أرفقت صورهم ومعلوماتهم الشخصية ضمن البيان

ويعيد هذا الحدث تسليط الضوء على السياسات المتشددة التي تبنّتها إدارة ترمب في التعامل مع المهاجرين واللاجئين، والتي شملت فصل الأطفال عن ذويهم، وتقييد الحماية القانونية، وخفض أعداد اللاجئين المقبولين، فضلًا عن محاولات إلغاء برنامج DACA

وكانت الإدارة تسعى إلى توقيع اتفاقيات مع دول ثالثة لاستقبال المهاجرين المرفوضين، كوسيلة للتحايل على القوانين الدولية والمعاهدات التي تمنع الترحيل القسري إلى بلدان قد يتعرض فيها الشخص للخطر

وتُعد إسواتيني — الدولة الإفريقية الصغيرة التي تحيط بها جنوب إفريقيا — واحدة من آخر الملكيات المطلقة في العالم، ويتولى حكمها الملك مسواتي الثالث منذ عام 1986، ويواجه اتهامات متكررة بانتهاك حقوق الإنسان وقمع المعارضين، فضلاً عن نمط حياة فاره يتناقض مع أوضاع غالبية السكان

وجود مهاجرين من خمس دول في أحد سجونها، بناءً على ترتيبات أمنية غير معلنة، يثير قلقًا حقوقيًا واسعًا، لا سيما في ظل غياب أي رقابة دولية أو ضمانات قانونية لهؤلاء المرحّلين