مهمشو تعز.. كيف يحتفلون بأعراسهم؟
منذ 7 أشهر
تعز – عبد الغني عقلان يعاني المهمشون في اليمن حياة قاسية، ويحرمون من العديد من الخدمات مثل الصحة والتعليم والوظيفة العامة
ظروفهم المادية لا تسمح لهم ببناء البيوت أو شراء ما يحتاجون من متطلبات المعيشة
وعلى الرغم من هذه الظروف البائسة، إلا أن هناك مناسبات يُظهر المهمشون الفرح فيها، ويتميزون بباسطتهم عن بقية فئات المجتمع
يتكاتف المهمشون في مناسبات الأعراس لصنع فرحة جماعية، ويتوافدون للاحتفال بمثل هذه المناسبات، ولا يسمحون لظروفهم الصعبة أن تسلبهم الفرحة كل الوقت
احتفل عادل السويدة، 22 عامًا، بزفافه في مخيم نجد قسيم بمديرية المسراخ، جنوب تعز، قبل أيام، وحضر المئات من الأشخاص لمشاركة عادل فرحته بهذه المناسبة
يقول عادل لـ«المشاهد»: “وزعت دعوات الزفاف على كل الأهل والأصدقاء، وكان الحضور كبيرًا، وكانت فرحة رائعة داخل الخيمة مع الغناء والرقص الشعبي
” والد العريس، أحمد السويدة، يقول لـ«المشاهد»: “جهزت خيمة لإقامة عرس ابني ودعونا الأهل والأصدقاء والأقارب لحضور العرس، وتمت هذه المناسبة مع أن ظروفي المادية صعبة
ليس لدي منزل، ولا استطيع استئجار صالة أفراح، ولكنا قررنا أن نفرح مهما كانت الصعوبات
” حفلة الرجال عصام غانم، عاقل مخيم نجد قسيم في مديرية المسراخ، يقول لـ«المشاهد» إنهم يجهزون خيمة خاصة بالضيوف قبل يومين أو ثلاثة أيام من موعد العرس، ويجتمع الأهل والأقارب والشباب في تلك الخيمة، ويحتفلون بهذه المناسبة
يضيف: “وفي الساعة الخامسة، نذهب إلى منزل والد العروس بالطبول، وفي المساء نزفها إلى بيت العريس، وسط فرحة الجميع”
وفي اليوم الثاني، يأتي الضيوف إلى خيمة الغريس لتناول الغداء والمقيل
يقدم الضيوف مبالغ مالية بحسب استطاعتهم، ويتبادلون الحديث حتى قبل المغرب، ويعودون إلى منازلهم
رياض القسيمي، ناشط مجتمعي في تعز، يرى أن أعراس المهمشين أفضل من الأعراس الأخرى، لأنها تخلو من استخدام السلاح وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء، وليس فيها إسراف أو مبالغة
ويضيف: “يحضر الكثير من الناس إلى العرس حتى دون أن يتلقوا دعوة، لأنهم يشعرون أن الفرحة تخصهم جميعًا، ولا تخص أسرة واحدة، وهذه ميزة لم نلاحظها عند بقية فئات المجتمع”
“ولا توجد في أعراسهم المجاملات، أو هذا فقير وهذا غني، فالجميع يفرح دون استثناء، ويعيشون ساعات في منتهي السرور والسعادة”
حفلة النساءزهرة أحمد، مواطنة من مخيم نجد بمديرية المسراخ، تشير إلى أن حفلات الزفاف عند مجتمع المهمشين تتسم بالبهجة على الرغم من تواضعها
تقول في حديثها لـ«المشاهد»: “تقام حفلة في منزل العروس، وتجتمع النساء، ويتناولن الغداء، وتستمر الحفلة حتى المساء
وعندما يحين وقت الزفاف، تنتقل العروس إلى بيت العريس، ويرافقها أقاربها والكثير من الضيوف
وبعد أن تصل إلى بيت عريسها، يعود أقاربها إلى منازلهم
” وفقًا لزهرة، ففي اليوم الرابع من العرس، يأتي أهل العروس إلى منزل العريس، وتكون هناك حفلة حتى المغرب، وبعد شهر، تذهب العروس مع زوجها إلى بيت أهلها، ويقدمون لهم العديد من الهدايا
المهمشون، مصطلح تعريفي يشير إلى فئة من اليمنيين أطلق عليهم تقليديا لقب الأخدام
ويتراوح عددهم بين 500 ألف إلى 3
5 ملايين نسمة، و يتركزون في الأحياء الفقيرة المحيطة بمدن اليمن الرئيسية
ويعاني المهمشون في مديرية المسراخ بتعز ظروف معيشية صعبة، و يفتقرون إلى الخدمات التعليمية والصحية، وأغلب أطفال المهمشين هناك ليس بإمكانهم الذهاب إلى المدارس
التحديات كثيرة، والمعاناة شديدة، لكن المهمشين يجدون وقتًا للفرح، ولا يستسلمون لقساوة الحياة في وطنهم الذي لم ينصفهم منذ عقود طويلة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير