مهن موسمية في عيد الأضحى

منذ 2 سنوات

عبر ماكينة جلخ كهربائية وسط شارع التحرير بمدينة تعز اليمنية، يشحذ الستيني عبده سعيد، سكاكين متهالكة، حتى تصبح حادة وجيدة لعملية ذبح الأضاحي

ويعد شحذ السكاكين، من المهن الموسمية التي تزدهر في اليمن مع حلول عيد الأضحى من كل عام، في مشهد بات مألوفًا

تنتعش هذه المهن بشكل لافت في أسواق المدن والأرياف، وتبدأ بالظهور خلال أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وتستمر إلى صبيحة يوم العيد

وتشكل مصدر دخل لبعض الأسر والشباب العاطلين عن العمل

ومن بين المهن الموسمية التي تظهر مع أيام العيد: بيع الفحم والقش والأعلاف ومستلزمات ذبح الأضحية

وللعام التاسع على التوالي، يحل عيد الأضحى على اليمنيين في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدهور أسعار العملة المحلية أمام الدولار نتيجة الصراع المستمر منذ نهاية 2014

وتأثرت العديد من المهن التي تنشط خلال فترة عيد الأضحى، بتداعيات الحرب وانعكاساتها التي تسببت في ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، خصوصًا في ظل انقطاع الرواتب وغلاء الأسعار

يقول سعيد لـ”المشاهد”، إن مهنة “شحذ السكاكين لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر أساسي لكسب المال لسببين: أولًا كونها موسمية ومؤقتة، وثانيًا الركود في شراء الأضاحي بسبب التردي الاقتصادي”

وارتفعت أسعار شحذ السكاكين ضعفين عما كانت عليه قبل اندلاع الحرب، وهذا يرجع، بحسب سعيد، لـ”زيادة تعرفة الكهرباء التجارية حيث يباع الكيلو وات بألف ريال، بعد أن كان بسبعة ريالات، يعني بزيادة نحو 900%”

وباتت معظم مدن اليمن تعتمد على محطات خاصة في توليد الكهرباء بعد تضرر البنية التحتية لخطوط الكهرباء جراء الحرب

يصل سعر شحذ السكين الصغير حاليًا إلى 500 ريال (أقل من نصف دولار) والساطور 1000 ريال (أقل من دولار)، وهذا السعر مرتفع مقارنة بسنوات ما قبل الحرب عندما كانت قيمة شحذ السكين مائة ريال والساطور 300 ريال، حسب سعيد

ومع ارتفاع الأسعار، عزف معظم الناس عن شراء الأضاحي، ما أدى إلى تراجع الإقبال على هذه المهنة الموسمية

يشحذ سعيد قرابة “25 سكينًا في اليوم الواحد، وهذا عدد قليل -بالنسبة له- مقارنة بمواسم عيد الأضحى لسنوات ما قبل الحرب، إذ كان يتجاوز عددها في اليوم 100 سكين”

وأحدثت الحرب الدائرة تراجعًا اقتصاديًا ومعيشيًا، ودفعت بأكثر من ثلثي السكان إلى خط الفقر، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليًا، مع وجود أكثر من 21,7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية

“بيع الأعلاف” نشاط موسمي آخر ينتعش في أيام عيد الأضحى، إذ تصبح أرصفة الشوارع مملوءة بأعلاف المواشي

خلدون غالب، واحد من باعة كُثر يتخذون من بيع الأعلاف تجارة موسمية يعتاشون منها مبالغ مالية تساعدهم في توفير متطلبات العيد الأساسية

يُكدس الشاب خلدون مئات الحُزم من الأعلاف بالقرب من سوق “المرباع” لبيع المواشي وسط مدينة تعز، ويتجمع حوله عشرات الأشخاص للشراء

وتتراوح حاليًا قيمة الحزمة الواحدة من العلف بين 800 و1000 ريال، بعد أن كان سعرها لا يتجاوز 500 ريال قبل الحرب، وفق خلدون الذي يُرجع سبب زيادة أسعار الأعلاف إلى تداعيات الصراع على الزراعة، وارتفاع أجور النقل

يقول خلدون لـ”المشاهد” إنّه منذ ثلاثة أعوام يعمل في هذه المهنة الموسمية، ويربح منها مبلغًا يكفيه لشراء احتياجاته العيدية

وتستمر هذه المهنة في النشاط طيلة الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة وحتى صباح يوم النحر

ويرى الناشط صلاح أحمد، أن موسم عيد الأضحى يشكل مصدر دخل لكثير من الشباب العاطلين عن العمل وأرباب الأسر، عبر العمل في مهن مؤقتة تلبي احتياجات بعض الأسر من مستلزمات العيد

ويقول أحمد لـ”المشاهد”، إنّ “هذه المهن تزدهر نتيجة زيادة الطلب والإقبال عليها، وهي أيضًا تسهم، ولو بالحد الأدنى، في تحسين المستوى المعيشي لأصحابها”

ومع انتهاء عيد الأضحى تختفي معظم المهن الموسمية، بعد أن تكون قد حققت رواجًا تجاريًا، وأسهمت في توفير دخل مادي للعاملين فيها

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير