مواجهة “إسرائيل والحوثي” تتحكم بمصير السلام
منذ 3 ساعات
عدن – بديع سلطاناتخذت المواجهة بين جماعة الحوثي باليمن وإسرائيل منحنى مختلف، وشهدت تحولًا في بنك الأهداف وطريقة الاستهداف، من قبل تل أبيب
فخلال الأسابيع الماضية، بدأت إسرائيل باستهداف قيادات حوثية رفيعة، حتى وإن كانت غير عسكرية، إلا أنها تبقى ذات رمزية مهمة
وكشف ذلك الاستهداف بدء انتهاج سياسة إسرائيلية جديدة تجاه القيادات الحوثية، بعد أن كانت جل هجماتها تستهدف مواقع غير مؤثرة
ويصنف مراقبون بدء استهداف إسرائيل لقيادات حوثية، بأنه “اختراق استخباراتي لبنية الجماعة الأمنية”، وبالتالي إمكانية التأثير على تماسكها
كما حدث تمامًا مع “حزب الله” اللبناني، وإمكانية انعكاس هذا على قدرات الجماعة العسكرية، ما يعني رضوخها لدعوات السلام
وفي هذا الصدد، يتوقع المحلل السياسي اليمني، عبدالواسع الفاتكي، أن تتجه المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل إلى مسار تصعيدي خطير
مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة “التي اتسمت بالدقة والتأثير التدميري” الكبير، حد وصفه
وقال الفاتكي لـ”المشاهد”: “شكّل استهداف اجتماع حكومة الحوثيين، دلالةً واضحة على اختراق استخباراتي إسرائيلي عميق للبنية الأمنية للجماعة”
وكان هذا الاستهداف قد أودى بحياة رئيس الحكومة الحوثية وعدد من الوزراء والنواب الحوثيين
عبدالواسع الفاتكي: شكّل استهداف اجتماع حكومة الحوثيين، دلالةً واضحة على اختراق استخباراتي إسرائيلي عميق للبنية الأمنية للجماعة، فدقة الاستهداف لا تشير فقط إلى تفوق استخباراتي، بل وكشف وجود تعاون مع الولايات المتحدة ودول غربيةوأوضح أن دقة الاستهداف لا تشير فقط إلى تفوق استخباراتي، بل ويكشف وجود تعاون مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى
ويفتح الباب أيضًا أمام احتمالية وجود صراعات داخلية في صفوف الحوثيين ربما تكون قد سهّلت تسريب هذه المعلومات الحساسة
من جانبه، يوافق المحلل السياسي اليمني باسم الحكيمي، مع القول إن ثمة اختراق استخباراتي ضرب بنية جماعة الحوثي
ولفت الحكيمي إلى أن كل المؤشرات تؤكد وجود اختراق استخباراتي داخلي، كوجود عناصر مزروعة داخل البنية التنظيمية والأمنية للجماعة
وتحدث الحكيمي لـ”المشاهد” عن إمكانية أن يكون الاختراق تم عبر تجنيد أفراد من الدائرة المحيطة بالقيادات، كالمرافقين والفنيين أو الوسطاء
كما أن إسرائيل تملك قدرات عالية في مجال الأقمار الصناعية، كالتنصت، واختراق الاتصالات
باسم الحكيمي: كل المؤشرات تؤكد وجود اختراق استخباراتي داخلي، كوجود عناصر مزروعة داخل البنية التنظيمية والأمنية للجماعة، كما تمتلك إسرائيل قدرات عالية في مجال الأقمار الصناعية واختراق الاتصالاتالحكيمي يعتقد أن التوجه الأكثر احتمالًا، بشأن مصير المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل، هو مزيج من التصعيد المتبادل والاستنزاف
بالإضافة إلى بعض محاولات التهدئة لكن دون سلام دائم على المدى القريب
وأرجع الحكيمي أسباب غياب سلام مرتقب إلى أن إسرائيل والحوثيين لديهم دوافع قوية للاستمرار في التصعيد
حيث تريد إسرائيل الحفاظ على “أمنها القومي” وردع الحوثيين
ويسعى الحوثيون إلى إبقاء دورهم في “محور المقاومة” ورفع منسوب التأييد الداخلي والدولي من خلال “مقاومتهم” لإسرائيل
“تظهر الضربات الأخيرة تغيّرًا في استراتيجية إسرائيل”، بحسب الفاتكي
مشيرًا إلى أن القصف لم يقتصر على أهداف عسكرية بل امتد ليشمل بنى تحتية ومواقع غير متوقعة، كمقر البنك المركزي بمحافظة الجوف
وتشير تقارير إلى أن الحوثيين حولوا خزائن البنك إلى مخازن لأجزاء الصواريخ والطائرات المسيّرة
الفاتكي: إسرائيل غيّرت قواعد الاشتباك، وانتقلت إلى سياسة الاغتيالات المباشرة للقادة الحوثيين، وهو ما صرحت به سابقًا، من خلال انتهاج سياسة جديدة في التعامل مع الأهداف الحوثيةوتابع: “هذا التكتيك يعكس نية إسرائيل ضرب القدرات اللوجستية للجماعة في أماكن لا ينصرف الذهن إليها”
ويعتبر الفاتكي أن إسرائيل بهذه العمليات تكون قد غيّرت قواعد الاشتباك
وانتقلت إلى سياسة الاغتيالات المباشرة للقادة الحوثيين، وهو ما صرّحت به سابقًا
بينما اعتبر الحكيمي أن إعلان تل أبيب انتهاج سياسة جديدة، رسالة متعمدة لإظهار قدرتها على اختراق البنية الأمنية والعسكرية للحوثيين
كما أن اسرائيل تريد أن تظهر لجمهورها الداخلي أنها تمسك بزمام المبادرة وترد على هجمات الحوثيين، وفقًا للحكيمي
يعتقد المحلل السياسي عبدالواسع الفاتكي، أن مصير قادة الحوثيين قد يسير على خطى قادة حزب الله
لكنه أشار إلى فرق البُعد الجغرافي، الذي جعل المواجهة مع الحوثيين أكثر تعقيدًا من الناحية اللوجستية والعسكرية لإسرائيل
وقال الفاتكي إن استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة لن يؤدي إلا إلى ترجيح كفة الرد العسكري الإسرائيلي الشامل
موضحًا أن هذا الرد قد يستهدف كل ما تعتبره إسرائيل بنيةً تحتية داعمة للجماعة، حتى لو كانت أعيانًا مدنية
الحكيمي: استمرار الصراع مع إسرائيل قد يعرض الحوثيين لمسار الاستنزاف والاغتيالات أكثر مما حصل لحزب الله اللبناني، وهذا الأمر يتعلق باستمرارية هجمات الحوثيين ومدى تأثير هذه الهجمات على إسرائيلويتصور المحلل السياسي باسم الحكيمي أن استمرار الصراع مع إسرائيل قد يعرض الحوثيين لمسار الاستنزاف والاغتيالات أكثر مما حصل لحزب الله
لافتًا إلى أن الأمر يتعلق باستمرارية هجمات الحوثيين ومدى تأثير هذه الهجمات على إسرائيل
الفاتكي يعتقد أن الدور الإيراني لا يمكن إغفاله، حيث تدير صراعها مع الغرب عبر وكلائها في المنطقة
وتمثل جماعة الحوثي ورقة ضغط وخط دفاع متقدم لطهران التي تخشى من أن هزيمة الحوثيين قد تنقل المعركة إلى أراضيها
وهو ما يؤكد سعي طهران المستمر لإبقاء هذه الجبهة مشتعلةً لخدمة مصالحها في مفاوضاتها النووية، وشغل المجتمع الدولي بعيدًا عنها
فيما يوضح الحكيمي أن الاستهداف الإسرائيلي للحوثيين لا يضعف جماعة الحوثي فقط بل يحدّ من قدرة إيران على استخدامهم كورقة ضغط إقليمية
ويظهر هشاشة مشروع طهران القائم على وكلاء متعددين؛ ما قد يدفعها إما التصعيد في ساحات أخرى أو البحث عن تسويات سياسية
سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير