مواجهة إسرائيل والحوثيين.. تصعيد غير مسبوق يفتح جبهة جديدة
منذ 4 ساعات
دخل الصراع بين إسرائيل والحوثيين في اليمن مرحلة نوعية بعد إطلاق الجماعة صاروخاً عنقودياً باتجاه الأراضي الإسرائيلية، في سابقة أولى من نوعها، أعقبها رد إسرائيلي مكثف استهدف مواقع حساسة في صنعاء، بينها محيط القصر الرئاسي ومحطة كهرباء جنوبي المدينة، إلى جانب مواقع عسكرية قرب مطار صنعاء وجبل نقم
الرسائل الإسرائيلية بدت مزدوجة؛ رمزية عبر استهداف مواقع مرتبطة بالسلطة، وعملية عبر الإيحاء بقدرة تل أبيب على الوصول إلى عمق العاصمة اليمنية
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير أشرفوا على الضربات من غرفة قيادة سلاح الجو، في مشهد قصدت إسرائيل من خلاله إظهار الجدية في التعامل مع التهديد الحوثي
الصاروخ الحوثي، الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه محمّل بـ22 قنبلة صغيرة، كشف عن ثغرات في منظومات الدفاع الجوي بعدما فشلت عملية اعتراضه في البداية
ووفق الخبير اليمني ثابت حسين، فإن السلاح يندرج ضمن فئة الفرط صوتي ويمنح الحوثيين قدرة على المناورة والاختراق، ما يجعل اعتراضه صعباً في المراحل الأخيرة
تطور قدرات الحوثيين الصاروخية لم يكن ممكناً لولا الدعم الإيراني، إذ لعب خبراء من طهران وحزب الله دوراً في تجميع وتطوير الصواريخ، وهو ما حوّل الجماعة خلال عقد إلى قوة عسكرية أكثر تنظيماً
غير أن موازين القوى تظل مختلة تماماً لصالح إسرائيل، رغم قدرة الحوثيين على إزعاجها وفتح جبهة جديدة في البحر الأحمر واليمن
البعد الإيراني يظل حاضراً بقوة؛ فالحوثيون يمثلون ذراعاً إضافية ضمن مشروع إقليمي يقوده الحرس الثوري، يُستخدم لتشتيت خصوم طهران وتوسيع أوراق الضغط من لبنان إلى غزة واليمن
إسرائيل تدرك هذه المعادلة وتتعامل مع الحوثيين باعتبارهم ورقة إيرانية لا يمكن تجاهلها
الجغرافيا اليمنية تزيد المشهد تعقيداً؛ تضاريس جبلية وامتداد جغرافي واسع يمنح الحوثيين قدرة على الاستنزاف الطويل، ما يجعل أي مواجهة شاملة مع إسرائيل مختلفة عن حروب غزة أو جنوب لبنان
في المقابل، واشنطن تبدو غير راغبة في الانخراط المباشر، مكتفية بحماية الملاحة البحرية، فيما تتيح التطورات الأخيرة لإسرائيل توسيع وجودها العسكري والاستخباراتي في البحر الأحمر
التصعيد الحالي يضع المنطقة أمام مرحلة أكثر سخونة، مع تلويح إسرائيلي بخيارات اغتيال قادة حوثيين أو توجيه ضربات أوسع
لكن الانزلاق إلى حرب استنزاف في اليمن يبقى احتمالاً قائماً، خاصة إذا قررت طهران تفعيل الورقة الحوثية بشكل كامل
وبين الردع الإسرائيلي والمغامرة الحوثية، تتسع خارطة النار من غزة إلى صنعاء ومن بيروت إلى طهران