مواجهة ظروف الحرب بمشاريع الطبخ المنزلي
منذ 2 سنوات
من منزلها في منطقة نقم بمدينة صنعاء، انطلقت ياسمين الحيمي (28 عامًا) في مشروعها المنزلي الخاص بصناعة ”البيتزا” وتوصيلها إلى المنازل
الحيمي ليست وحدها، فهناك الكثير من السيدات في اليمن ممن يعملن في مشاريع منزلية صغيرة للمشاركة في تكوين مصدر دخل للأسرة، بهدف مواجهة الظروف المعيشية الصعبة في اليمن
تعد مشاريع الطبخ المنزلي، من أكثر المشاريع رواجا
إذ لجأت العديد من النساء اليمنيات إلى تأسيس أعمال منزلية بتكاليف منخفضة نسبيًا للمساهمة في إعالة أسرهم وتغيير واقعهم الاقتصادي الهش إلى مستويات تتناسب مع الواقع المعيشي الصعب الذي تعيشه البلاد
تقول ياسمين في حديثها لـ«المشاهد» بدأت مشروعي قبل ستة أشهر بعد أن منعني أخي من العمل بشهادتي “ترجمة انجليزية”؛ مبررًا ذلك بخوفه عليّ؛ نتيجة الوضع العام للبلاد، فاستثمرت مهارتي في صنع ”البيتزا”، للعمل وإيجاد مصدر رزق
”وأكدت أن مشروعها هذا نال نجاحًا لافتًا من خلال الإقبال الكبير من الزبائن على معجنات ”البيتزا” التي تصنعها، حد تعبيرها
أما سلوى علي، (46 عامًا) التي كانت تعمل في أحد الكافيهات النسائية وقررت بعدها البحث عن مصدر رزق آخر، فما كان منها إلا أن استغلت موهبتها في الطبخ وحبها لهذا المجال بتأسيس مشروعها الخاص والذي أسميته ”مطعم أم فهد”
وتقوم سلوى بالطبخ في منزلها ونشر قائمة بالوجبات كل يوم على صفحاتها في منصات التواصل الاجتماعي
وتقول لـ«المشاهد»: ”إن المشروع حَسّن من وضع الأسرة المادي وساعدهم كثيرًا في إكمال دراسة أولادها، بالإضافة إلى دفع نفقات الأسرة”
وتضيف: ”تعاون زوجي وأولادي ودعمهم لي ساهم في تطوير العمل وتنويع الوجبات بحيث يتم توصيل الوجبات وتغليفها وترتيبها بشكل جذاب للزبون
تعد النساء في اليمن أكثر الفئات تضررا من الحرب الجارية في اليمن
وبحسب تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، نشر في هذا الشهر، فإن 80% من إجمالي 4
5 مليون نازحا في البلاد هم من النساء والأطفال
كما أن عدد الأسر النازحية التي تقودها نساء في اليمن قد زاد من 9% قبل بدء الصراع في 2015 إلى 26%، بالرغم أن التمميز المجتمعي تجاه المشاركة الاقتصادية للمرأة لم يتغير بعد، حسب المصدر نفسه
الأستاذ في قسم الاقتصاد، بجامعة تعز، محمد الشرعبي، يقول في حديثه لـ«المشاهد» أن هذه المشاريع انتشرت بشكل كبير لأسباب تتعلق بقلة فرص العمل ولتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي ضمن المتوفر، ولذلك اتجهت العائلات باستغلال المساحات الضيقة لديها وتوظيفها لخدمة هذه الأعمال من أجل مواجهة الواقع المعيشي الصعب وإيجاد مداخيل إضافية
”يواجه أصحاب مشاريع الطبخ المنزلي في اليمن والمشاريع الصغيرة والمتوسطة عدة عقبات أمام نجاح واستمرارية مشاريعهم بسبب بيئة الأعمال الحالية غير المشجعة ، وارتفاع تكاليف الانتاج
وتؤكد النماذج التي التقاها «المشاهد» أنها تواجه مشاكل عدة في مشاريعها، أبرزها ضعف شبكة الانترنت والتكلفة المرتفعة في شراء المواد، وبسبب الغلاء وارتفاع الأسعار يضطر أصحاب المشاريع إلى بيع منتجاتهم برأس مال دون فائدة؛ لأن الزبون لا يتقبل تقلبات الأسعار بين وقت وآخر”
الواقع الصعب لمثل هذه المشاريع أكده الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي عبدالواحد العوبلي، الذي قال لـ«المشاهد» أن أغلب هذه المشاريع تفشل بسبب بيئة اليمن الفقيرة، حيث أن أغلب اليمنيين يأكلون طعامهم في بيوتهم، وليس لديهم القدرة الشرائية لطلب الأكل من الخارج
”كما أن أغلب النساء اليمنيات ربات بيوت، فبالتالي نشاهد مشاريع طبخ لكنها لا تستمر غالباً وتتوقف
ويشير العوبلي إلى مشاكل عديدة تواجه هذه المشاريع منها عدم القدرة على ضبط التكاليف بشكل دقيق، كما أن البنية التحتية لا تخدم هذا النوع من المشاريع، فلا يوجد تطبيقات توصيل على الانترنت ولا وسائل مواصلات جيدة تضمن وصول الأكل بشكل ممتاز وبالوقت المناسب
”ويعاني اليمنيون من قلة توفر فرص العمل وحتى وإن وجدت فتكون برواتب ضئيلة، ولا تتناسب مع مستوى المعيشة عمومًا
ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير