مواجهة كارثة السيول في اليمن…حلول ومقترحات
منذ 6 أشهر
صنعاء- إيمان البشاريخلفت السيول والأمطار دمارًا هائلًا في أغسطس هذا العام في العديد من المحافظات اليمنية، ولا تزال الكثير من الأضرار التي تعرضت لها البنية التحتية والمواطن قائمة حتى اليوم دون معالجة
كانتا محافظتي المحويت والحديدة من أكثر المناطق اليمنية التي تعرضت لخسائر مادية وبشرية بسبب موقع بعض القرى والبيوت في ممرات السيول أو بسبب غياب الصيانة للمباني والسدود
يرى مهندسون مدنيون في اليمن أن تلك الخسائر قد تتكرر في حال لم تقم الجهات المعنية والمجتمعات المحلية بالإجراءات اللازمة التي تسهم في منع حدوث الكارثة مجددًا
يحيى البشاري، مهندس مدني في صنعاء، يقول لـ “المشاهد” كانت التقلبات المناخية التي طرأت في اليمن غير مسبوقة، وقد أدى ضعف البنية التحتية وغياب الصيانة للطرقات والمباني خلال السنوات الماضية، ونقص التخطيط طويل الأمد إلى تضاعف الخسائر التي تسببت بها السيول والأمطار هذا العام
يشير البشاري إلى أن إنقاذ مالكي البيوت و الأراضي في المناطق المعرضة لخطر السيول مجددًا يتطلب دراسة شاملة، وتنسيقًا بين مختلف الأطراف المعنية، وتحليل المخاطر، وتقييم المناطق المهددة
ويوضح: “هذا الأمر يتطلب مسحًا ميدانيًا شاملا لتحديد المناطق الأكثر عرضة للفيضانات، وإعادة تحليل بيانات المناخ، ودراسة المياه وتوزيعها فوق الأرض وصفاتها وخصائصها الطبيعية والكيميائية وتفاعلها مع البيئة والكائنات الحية، وتحديد السيناريوهات المستقبلية، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية مثل تطوير شبكة الطرق، و تصريف المياه، وتخطيط استجابة طارئة للمناطق التي يثبت إمكانية تكرار حدوث الكارثة فيها
”يؤكد البشاري أن التصدي لتداعيات كارثة السيول يتطلب تعاون دولي وإشراك منظمات غير حكومية، والقطاع الخاص، وتفعيل الشراكات الإقليمية مع الدول الصديقة، واستخدام التقنيات الحديثة في إنشاء وصيانة البنية التحتية
وبلغ عدد ضحايا السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة في أغسطس/آب 84 حالة وفاة و25 مصابا، وغمرت السيول مئات المنازل والممتلكات وتسببت بأضرار بالغة في البنى التحتية والمساكن والممتلكات الزراعية، وقطعت عددًا من الطرق
في أغسطس 2024، أشار تقرير لجنة الطوارئ في صنعاء إلى أن السيول في الحديدة دمرت 3357 منزلا بشكل كلي، و5519 منزلا بشكل جزئي، وجرفت 6522 منزلا مبنيا من العش، وأكثر من ألفي منزل آخر بعضها مبني بالأحجار
كما جرفت السيول مساحات شاسعة من الحقول الزراعية، بينها 390 حقلا لمحاصيل زراعية بمديرية المنصورية، وتسببت في نفوق 1391 رأسا من الأغنام، و54 من الأبقار، و 8403 خلايا نحل
وقتل 25 شخصًا جراء انهيارات صخرية وانجراف منازل إثر فيضانات عارمة نتجت عن أمطار غزيرة في مديرية ملحان بمحافظة المحويت شمال غربي اليمن
يؤكد البشاري أن التصدي لتداعيات مثل هذه الكارثة يتطلب تعاون دولي وإشراك منظمات غير حكومية، والقطاع الخاص، وتفعيل الشراكات الإقليمية مع الدول الصديقة، واستخدام التقنيات الحديثة في إنشاء وصيانة البنية التحتية
البناء في الأماكن الخطرةكهلان الشجاع، مهندس مدني في صنعاء، يقول لـ “المشاهد” إن الإنسان اليمني اعتاد بناء المنازل في الأماكن المرتفعة، وكان اليمنيون في العقود الماضية يتجنبون البناء في المناطق التي بالقرب من مجرى السيول، لكن في السنوات الأخيرة، بدأ السكان يشعرون بالأمان بسبب شح الأمطار
يشير الشجاع إلى أن المشكلة تكمن في البناء العشوائي وعدم وجود توعية من قبل الجهات المختصة
فيما يتعلق بحماية الأراضي الزراعية، يرى الشجاع أن من الأهمية بمكان بناء السدود لحماية الأراضي الزراعية من الانجراف، وعمل تصريفات حتى لا تتحول السدود بحد ذاتها إلى كارثة، لأن السدود التي تهدمت هذا العام كانت دون صيانة
يضيف: “أحيانًا تُبنى السدود من قبل المواطنين بطريقة عشوائية دون تخطيط هندسي
وبالتالي، نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية لمواجهة تداعيات تغير المناخ على المستوى البيئي والزراعي والاقتصادي، ودراسة المناطق التي حدثت فيها الانهيارات والأسباب التي أدت إلى ذلك وإيجاد حلول، ووضع خطة حقيقية طويلة المدى لتجنب حدوثها مجددًا
”يؤكد الشجاع أن حل مثل هذه المشكلات يستدعي تدخلا حكوميًا ومجتمعيًا مشتركًا، ولا يمكن للحلول الفردية أن تعالج مشكلة ضعف البنية التحتية المتعلقة بمواجهة السيول
يضيف الشجاع: “أحيانًا تُبنى السدود من قبل المواطنين بطريقة عشوائية دون تخطيط هندسي
وبالتالي، نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية لمواجهة تداعيات تغير المناخ على المستوى البيئي والزراعي والاقتصادي، ودراسة المناطق التي حدثت فيها الانهيارات والأسباب التي أدت إلى ذلك وإيجاد حلول، ووضع خطة حقيقية طويلة المدى لتجنب حدوثها مجددًا
”رصد المواقع الانهياريةعمار العابد، مهندس مدني في صنعاء، يشير إلى أن هناك حالة من الجهل لدى الكثير المواطنين بشأن خصائص استقرار وثبات المنحدرات، حيث يقومون ببناء منازلهم أو استصلاح الأراضي الزراعية أسفل تلك المنحدرات وفي مجرى السيول
يقترح العابد إجراء دراسات جيولوجية وجيوتقنية لكل موقع من المواقع التي تم رصدها كمواقع انهيارية وعمل مقارنة بين تكلفة إزالة تلك الكتل بما يضمن تحقيق الاستقرار للمنحدر وبين تكلفة إجلاء المواطنين وبناء منازل جديدة لهم في مناطق مستقرة
يختم العابد حديثه لـ “المشاهد”، ويقول: “من المؤكد أن انتهاء الخلافات السياسية وحدوث استقرار أمني في البلاد سينتج عنه نمو اقتصادي، وتأسيس بنية تحتية قوية لجميع المشاريع، ومنها الاهتمام بدراسة ثبات واستقرار المنحدرات، وعمل حلول لأي خطر قد يهدد أرواح أو ممتلكات المواطنين بسبب السيول والأمطار
”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير