موجة تقاعد تنذر بخلو المدارس من المعلمين 

منذ 4 أشهر

 تشهد مدارس في تعز “موجة تقاعد” للمعملين القدامى وعدم توظيف معلمين جدد بدلًا عنهم، ما يخلق مشكلة نقص المعلمين في عموم مدارس البلاد، بما في ذلك، تعز، الخاضعة لسيطرة الحكومة، وسط عجز الحكومة عن توظيف معلمين جدد

ويحق للمعلم في المدارس الحكومية التقاعد في حال خدم فترة 35 عاما أو وصل عمره/ها ستون عاما

لكن التعاقد يأتي في ظروف صعبة تعيشها اليمن، إذ تشهد صراعا للعام العاشر على التوالي

هذا الوضع يلقي بتبعات كبيرة على قطاع التعليم

وتتعدد تلك التحديات ما بين تدمير البنية التحتية للتعليم والمباني المدرسية، ونقص المناهج، ونزوح المعلمين الذي نتج عنه نقص المعلمين

يشكل الأطفال في سن الدراسة في اليمن، قرابة 33% من السكان في اليمن، منهم 4

5 ملايين طفلا لم يلتحقوا بالتعليم في العام الفائت، حسب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة

وتقول الأمم المتحدة أن هناك نحو 172 ألف معلما ومعلمة في اليمن بحاجة إلى دعم بسبب انقطاع الرواتب

مدرسة “التصحيح” في منطقة الأشروح بعزلة الشراجة، في مديرية جبل حيشي، غرب محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، إحدى المدارس المتضررة من مشكلة تقاعد المعلمين وعدم استبدالهم بمدرسين جدد

يقول مدير مدرسة التصحيح، الأستاذ أمين همام، إن المدرسة تواجه أزمة حادة في نقص الكادر التعليمي، والكادر المتبقي يتعرض لضغوط إضافية بسبب إحالة عدد من المعلمين إلى التقاعد

مدير مدرسة التصحيح، الأستاذ أمين همام: إن المدرسة تواجه أزمة حادة في نقص الكادر التعليمي، والكادر المتبقي يتعرض لضغوط إضافية بسبب إحالة عدد من المعلمين إلى التقاعد

”وأضاف همام لـ«المشاهد» أن هذا الوضع استدعى من إدارة المدرسة زيادة التعاقدات لتعويض النقص الناتج عن تقاعد المعلمين

وأشار إلى أن الوضع الحالي يؤثر بشكل مباشر على مخرجات التعليم، خاصة مع عزوف خريجي الثانوية العامة عن الالتحاق بكليات ومعاهد التربية

موضحًا أن هناك حوالي 7 معلمين من المدرسة سيحالون إلى التقاعد خلال العام القادم؛ مما سيزيد من الضغوط على الكادر المتبقي

ولفت همام إلى أن المدرسة تعاني حاليًا من عجز يصل إلى حوالي 6 مدرسين في الصفوف الأولى، و4 معلمين في بعض التخصصات العلمية، بما في ذلك مادة اللغة الإنجليزية والأحياء

كما أن المدرسة تعتمد حاليًا على 4 متطوعين و6 معلمين متعاقدين يتم تمويل مرتباتهم من قبل مجلس الآباء، يقول همام

داعيًا الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذا الوضع؛ وضمان استمرارية العملية التعليمية وتحسين مخرجاتها

مدرسة التصحيح ليست الوحيدة التي تعاني من مشكلةٍ كهذه، فمديرية جبل حبشي تعيش هذا التحدي في غالبية مدارسها؛ ما قد يؤدي إلى إغلاق العديد من مدارس بدءًا من العام 2025؛ بسبب تقاعد المعلمين ونقص الكادر التعليمي

 يحدث ذلك في ظل ما يواجه المعلمون من ظروف معيشية صعبة؛ مما دفع العديد منهم للانخراط في السلك العسكري وترك وظائفهم التعليمية

في هذا السياق، يقول مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية جبل حبشي، أيوب الحمودي، إن عدد مدارس المديرية بلغ 91 مدرسة، وتضم 48,000 طالب وطالبة، يحتاجون إلى 1198 معلمًا للمرحلة الأساسية و465مدرسًا للثانوية

وأضاف لـ«المشاهد»: رغم الجهود المبذولة لتفعيل مجالس الآباء ودفع رواتب المتعاقدين تتراوح بين 70,000 إلى 120,000 ريال، إلا أن العجز في المعلمين لا يزال قائمًا

بات التعاقد مع خريجي وخريجات الثانوية العامة لتغطية احتياجات التدريس، خيارًا اضطراريًا للإدارات المدرسية لمواجهة نقص المعلمين

ورغم أن الخريجين لديهم حماسًا ورغبة في التعليم، إلا أنهم يفتقرون للخبرة والمعرفة اللازمة، خاصة عند تدريس المواد العلمية في المرحلة الثانوية؛ ما يؤثر على جودة التعليم

وفي الوقت الذي تحتاج فيه المدارس إلى معلمين ذوي خبرة وكفاءة، يجد المسؤولون والجهات المعنية صعوبة في تأمين البدائل المناسبة

يقول صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن طفلا من كل أربعة أطفال في سن التعليم الأساسي في اليمن لا يذهبون إلى المدرسة

ومن يستطيعون الالتحاق بالمدرسة، فلا بد لهم من التكيف مع مشكلة اكتظاظ الفصول الدراسية وكذلك المعلمين المثقلين بالأعباء وغير المؤهلين بالشكل المطلوب

التقاعد ليس المشكلة الوحيدة التي تتسبب بنقص الكادر التعليمي في مديرية جبل حبشي، فإلى جانب التقاعد المفاجئ والمستمر للمعلمين هناك حالات الوفاة، بحسب مدير مكتب التربية بالمديرية أيوب الحمودي

ويواصل: كما أن هناك زيادة في الأمراض المستعصية والحالات النفسية التي تصيب بعض المعلمين؛ نتيجة الظروف المعيشية وغلاء الأسعار

وكشف المسئول التربوي أن هناك أكثر من 50 معلمًا يعانون من حالات نفسية نتيجة الضغوطات المعيشية الناتجة عن تدهور قيمة العملة الوطنية

 وأضاف الحمودي أنه لا يوجد خريجون متخصصون في التربية والتعليم، مما يزيد من صعوبة الوضع، كما أن بعض مدراء المدارس يبحثون عن معلمين يقدمون لهم رواتب تصل إلى 150,000 ريال، ولكن لا يوجد من يوافق على التدريس

مشكلات أخرى لا حدود لها، تسبب بها وضع الحرب الذي تعيشه البلاد، حذر منها مدير مكتب التربية بجبل حبشي أيوب الحمودي، ونبّه من تفاقمها في مدارس المديرية خلال العام القادم

ويشير الحمادي إلى أن هناك 40 مدرسة تحتاج إلى صيانة وترميم وأن غالبية الفصول فيها متهالكة؛ مما يشكل خطرًا على حياة الطلبة

وأضاف أن هناك مدرستان تستخدمان ثكنة عسكرية، في الوقت الذي يتلقى فيه الطلبة تعليمهم خارج المبنى

كما أن هناك ثلاث مدارس ليس لها مبانٍ ثابتة، ويتلقى الطلبة التعليم تحت الأشجار وفصول دراسية مؤقتة، وفقًا لحمودي

وتابع: هناك 30 مدرسة أخرى تعاني من نقص في الفصول الدراسية، ويتلقى طلابها التعليم تحت الأشجار أو مدرجات المدرسة

 واختتم الحمودي حديثه لـ«المشاهد» محذرًا من أن التعليم في المديرية يتجه نحو الهاوية، وأن مستقبل أبنائنا أصبح مجهولًا في ظل هذه الظروف الصعبة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير