موسى المقطري : المعلمون حماة العقول

منذ ساعة

موسى المقطري أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق العام الدراسي في المناطق المحررة بحسب ما حدده التقويم الصادر عن وزارة التربية والتعليم بالعاصمة المؤقتة عدن والذي اعتبر الأحد 31 أغسطس موعداً لبداية الدراسة الفعلية، وهي مناسبة للحديث عن القضايا التي تخص هذا القطاع باعتبار الأهمية التي يحظى بها التعليم لدى كل الشعوب، وفي اليمن يكتسب أهمية إضافية كونه يمثل جبهة مواجهة حقيقية مع جهود التجهيل التي ينتهجها الإماميون الجدد وهم يبذلون كل ما اوتو من قوة لإفراغ النظام التعليمي من محتواه، وتحويله لأداة طائفية لا تخدم المجتمع إنما تسعى لتطييفه وتجهيله

 واجب المعلم اليوم وبمقتضى هذه التحديات أن يحمل رسالة تحصين الاجيال بالعلم والمعرفة ومواجهة الخرافة، وبمقتضى ذلك ستنجو الأجيال الحالية من التأثر بالأفكار الهدامة التي يراد لها أن تتحول الى حقائق ومسلّمات فيتعايش معها المجتمع ويسلم رقبته لسلالة لم تكن يوماً تمتلك أي من مبررات السيادة والتفضيل، لكنها تطل في الوقت الحالي من نافذة المناهج التي فصّلتها على مقاسها وطموحاتها القذرة، وتسعى لتغدو خرافتها حقيقية مزروعة في أذهان الأجيال، ولاجل كل هذا العبث فمن الحكمة أن لا يظل المعلم مجرد ناقل للمعرفة وأن يتحول إلى مكافح ومنافح  يكسر طموح العابثين، ويجردهم من الهالات التي أرادوا أن يضيفوها لأنفسهم تحت ستار الدين أو السلالة الطاهرة المزعومة، أو ما سوى ذلك مما ابتدعته أذهانهم الطامحة إلى الحكم والتحكم

 بالمقابل فإن المعلم يعيش وضعاً اقتصادياً صعباً يفرض على شرعيتنا أن تضعه في محور اهتماماتها العاجلة، عبر معالجات جادة وحقيقية تراعي المهمة الجسيمة الملقاة على عاتق هذه الشريحة وهم يحمون جبهة التعليم التي لاتقل أهمية عن الجبهات العسكرية التي يرابط فيها الأبطال، ويمنعون محاولات المليشيات الحوثية الإرهابية للتوسع على الأرض، ومثلهم يرابط المعلمون في مدراسهم لحماية العقول، ووقف الفكر الطائفي، وتحصين عقول وأفهام الناشئة من تغوله

 وبين مطالبتنا بتحسين وضع المعلم وحقه بانتهاج الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك، فليس من  الحكمة أن يُترك أبنائنا ضحية للفراغ القاتل، والذي يفسح المجال للمشاريع الهدامة للتمكن منهم، ولكم ان تتخيلوا الحال لو تَرك المرابطون مواقعهم في جبهات المواجهة العسكرية فبالتأكيد ستسقط البلاد كلها في قبضة مليشا الموت في عشية وضحاها، وهو تماماً ما سيحدث لو ترك المرابطون في جبهة التعليم ، مدارسهم، وكما نثق بحماة الأرض نثق كذلك بأبطالنا الذين يحمون الفكر ويحصنون الأجيال أنهم لن يتخلوا عن مواقعهم، وسينتهجون أساليب ذكية للمطالبة بالحقوق دون التخلي عن الواجبات، وتلك معادلة قد تبدو للوهلة الأولى أنها صعبة لكننا نثق جداً أنهم سينجحون في حلها، وبطرق مبتكرة وفريدة

 دمتم سالمين