ندوة بحثية تناقش تحولات الدور السعودي في اليمن ومسار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين سياسية في مأرب تستعرض مسار العلاقات اليمنية–السعودية وتحولات الشراكة خلال عقد من الأزمات
منذ 7 ساعات
شهدت مدينة مأرب، اليوم، انعقاد ندوة سياسية نظمها مجلس الجوف الوطني تحت عنوان “اليمن والسعودية… من مقاربة الأمن إلى آفاق الشراكة الاستراتيجية”، بمشاركة نخبة من الباحثين وخبراء الأمن والإنسانية، وبحضور مسؤولين في الحكومة المحلية ووزارة الداخلية وعدد من الفعاليات الاجتماعية والسياسية
وخلال الفعالية، قُدمت ثلاث أوراق بحثية تناولت حضور المملكة العربية السعودية في المشهد اليمني خلال السنوات الأخيرة، ومتغيرات الدور السعودي في ملفات الأمن والإغاثة والتنمية
واستعرض رئيس مجلس الجوف الوطني الشيخ سنان العراقي في ورقته الأولى الاتجاهات العامة للدور السعودي في اليمن بين عامي 2015 و2025، مبينًا أن حجم التمويلات والمشاريع التي قدمتها المملكة تجاوز 11 مليار دولار، توزعت بين الإغاثة العاجلة، والتنمية، ودعم مؤسسات الأمن
وتطرّق العراقي إلى تدخلات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي نفذ أكثر من ألف مشروع في مجالات المياه والتعليم والصحة والإيواء وبرامج التغذية، إضافة إلى جهود مشروع “مسام” في تطهير المناطق الملوثة بالألغام
كما أشار إلى مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن التي شملت البنية التحتية، الطرق، الطاقة، الصحة، والتعليم، وصولًا إلى مشاريع الإسكان في عدن
وفي الجانب الأمني، أكد العراقي أن المملكة لعبت دورًا محوريًا في منع انهيار مؤسسات الدولة، ودعمت عمليات مكافحة الإرهاب وتأمين المنافذ والموانئ، إلى جانب قيادة تحالف دعم الشرعية
وقدّم الدكتور عبدالحميد عامر، رئيس المركز القومي للدراسات الاستراتيجية، الورقة الثانية التي تناول فيها تجربة مشروع “مسام” في نزع الألغام باعتباره أحد أبرز المشاريع الإنسانية في اليمن
وأوضح أن المشروع، الذي بدأ في 2018 بتكلفة تجاوزت 126 مليون دولار، تمكن حتى أكتوبر 2025 من نزع 522 ألف لغم وعبوة وتطهير أكثر من 72 مليون متر مربع في 11 محافظة بواسطة 32 فريقًا هندسيًا يعمل فيها أكثر من 500 متخصص أغلبهم يمنيون
وأشار عامر إلى أن المشروع فقد 77 من أفراده بين شهداء ومصابين، في ظل استمرار الحوثيين في رفض تقديم خرائط الألغام، الأمر الذي يضاعف المخاطر ويؤجل فرص تطهير البلاد، مؤكدًا أن اليمن سيحتاج إلى نحو عشر سنوات إضافية لإنهاء هذا الإرث إذا توفرت معلومات دقيقة عن أماكن الزراعة
وقرأ الحاضرون الفاتحة ترحماً على ضحايا الألغام من المدنيين والعاملين في “مسام”
وفي الورقة الثالثة، تناول حسن القبيسي نائب رئيس مؤسسة الأسرى والمختطفين، الدور السعودي في دعم مسار السلام، مستعرضًا دور الرياض في صياغة المبادرة الخليجية، وتثبيت الحكومة التوافقية، ورعاية جولات الحوار الوطني، إلى جانب جهودها في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتفاوضة
كما أشار القبيسي إلى الدور السعودي في ملف الأسرى، مؤكداً أن المملكة كان لها تأثير مباشر في إنجاح عدد من صفقات التبادل التي خففت معاناة آلاف العائلات اليمنية
وأجمعت مداخلات الحاضرين على أن الدور السعودي ظل عنصرًا أساسيًا في التخفيف من آثار الحرب وتعزيز استقرار مؤسسات الدولة، مشددين على ضرورة تطوير الشراكة الاستراتيجية بين صنعاء والرياض لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية
وفي ختام الندوة، قام مجلس الجوف الوطني بتكريم مركز الملك سلمان للإغاثة، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومشروع “مسام”، إضافة إلى مستشفى العيون في مأرب، تقديرًا لجهودهم الإنسانية والتنموية المتواصلة