ندى سلطان: شغف طبيبة يتحول إلى مشروع في الصناعة التجميلية 

منذ 4 ساعات

صنعاء- نورا فهد“منذ بداية دراستي الجامعية في كلية الطب بجامعة صنعاء، كان حلمي أن أصبح طبيبة مختصة في الجلدية التجميلية، وأن يكون لي عيادتي الخاصة المتكاملة

وتكون المنتجات التجميلية الطبية علامة تجارية لي”

هذا الحلم لندى سلطان (30 عامًا) أصبح حقيقة بعد أكثر من ثلاث سنوات منذ تخرجها عام 2022 بتقدير امتياز من كلية الطب بجامعة صنعاء

بعد تخرجها

عملت ندى معيدةً في الكلية

وشرعت في تحقيق حلمها الذي رسمتْ ملامحه خلال دراستها

والذي كان يدور حول الانطلاق من تخصصها في الأمراض الجلدية إلى العمل في مجال العناية الطبية التجميلية

قادها هذا الشغف إلى إنشاء مشروع تصنيع منتجات تجميلية طبيعية من الصفر؛ كونه يتناسب مع دراستها الأكاديمية، كما تقول

وتضيف في حديثها لـ” المشاهد “: “كنتُ شغوفةً بتصنيع منتجاتٍ تجميليةٍ طبيعية تجمع بين الأمان والفعالية وتقدم حلًا مستدامًا يحترم البشرة والبيئة”

مستطردة: “فالمنتجات الطبيعية ليست فقط خيارًا صحيًا، بل أسلوب حياة يعزز العلاقة بين الجمال والعناية الذاتية بطريقةٍ بسيطة وأصيلة”

اكتسبت ندى سلطان الكثير من المعرفة العلمية، بالإضافة إلى تخصصها الطبي، وبدأت في تصنيع منتجاتٍ تجميلية من مكوناتٍ طبيعية 100%

تنوعت الدبلومات التي تعلمتها ندى بين كيفية تحضير منتجات العناية بالبشرة باستخدام مكوناتٍ طبيعية وآمنة

واستخدام الأعشاب والنباتات الطبيعية في تحضيرها، بالإضافة إلى كيفية إدارة المشاريع التجميلية الطبيعية والعلامة التجارية

بعد ثلاثة أعوام من العمل الجاد، وتحديدًا في الأول من يناير عام 2024، أطلقت ندى علامتها التجارية للعناية بالبشرة والشعر

والتي لاقت نجاحًا واسعًا في النطاق المحلي، بحسب ندى، مستدلةً على ذلك بزيادة حجم المبيعات

 التحديات التي واجهت ندى منذ البداية تمثلت في صعوبة الحصول على مصادر علمية في تخصص الصناعة التجميلية في اليمن

هذا النجاح دفعها إلى تطوير مشروعها، حيث تقول: “في عام 2025، قررتُ توسيع نطاق العلامة التجارية بشكلٍ أكبر لتشمل مجموعةً متكاملةً

ومتنوعةً من المنتجات موزعةً على سبعة أقسامٍ رئيسية تغطي مختلف جوانب الجمال والعناية بالبشرة”

نجحت ندى في أن يصبح لها مشروع نوعي في مدينة صنعاء، وتنتشر منتجاتها التجميلية في مختلف المحافظات اليمنية

التحديات التي واجهت ندى منذ البداية تمثلت في صعوبة الحصول على مصادر علمية في تخصص الصناعة التجميلية في اليمن

وكان الحصول على هذه المصادر يتطلب منها جهدًا ووقتًا كبيرين للحصول عليها من خارج البلاد

بالإضافة إلى التحدي المتمثل في صعوبة توفير المواد الخام التصنيعية، حيث أن أغلبها غير موجود في اليمن

وتضيف: “أضطر إلى استيراد معظمها من الخارج، وهذا يشكل عبئًا كبيرًا نتيجة ارتفاع أسعار الشحن وتأخر وصولها في بعض الأحيان

بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة المواد المستخدمة للحصول على منتجٍ بجودةٍ عالية”

رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها، إلا أن ندى استطاعت تجاوزها بدعم أهلها وإرادتها وشغفها الدائم

تقول ندى: “منذ اللحظة الأولى التي فكرت فيها بالدخول في عالم صناعة المنتجات التجميلية الطبيعية

وجدتُ نفسي محاطةً بدائرةٍ من الدعم والحب”

وتستطرد: “عائلتي وأصدقائي كانوا يؤمنون بي وبقدراتي، وشجعوني على المضي قدمًا، فكلماتهم الإيجابية كانت بمثابة الوقود الذي دفعني لتحويل حلمي إلى واقع”

وتختم ندى حديثها لـ”المشاهد”: “هذا الدعم المتواصل دفعني للاستمرار وتجاوز الصعوبات

ومع مرور الوقت أصبحتُ أكثر قدرةً على إدارة الأمور بشكلٍ أفضل

وأبحث عن حلولٍ للمواصلة في هذا المجال”

بحسب “البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في اليمن” فإن النساء اليمنيات يقمنّ بدورٍ فاعل في دفع عجلة التعافي الاقتصادي

حيث تتحول مشاريعهنّ إلى شرايين حياة لأسرهنّ ومجتمعاتهنّ، تسهم في استقرارها المالي والاجتماعي، رغم التحديات الكبيرة

مثل الركود الاقتصادي ومحدودية رأس المال والتدريب

 ويقول البرنامج إن المشاريع النسائية لا تقتصر على تعزيز الدخل فقط، بل تخلق فرص عملٍ لسيدات أخريات

وتسهم في بناء الثقة والكرامة والهدف لدى النساء؛ مما يعزز دور المرأة كمحركٍ تنموي واجتماعي في المجتمع اليمني

وتصل نسبة مشاركة المرأة اليمنية في الأعمال التجارية المتنوعة إلى حوالي 45% من مجموع النساء العاملات في المجال التجاري

بحسب تقرير لصحيفة المرأة في التنمية والسلام، صحيفة شهرية تغطي قضايا المرأة في اليمن

ويضيف نفس التقرير أن المشاريع النسائية قد سجلت نموًا بنسبة 16

2% بين عامي 2019 و2020، مع تركيزٍ كبير على الحرف مثل الخياطة والصناعات الصغيرة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير