نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت جنوب اليمن يعني انهيار فكرة الدولة الموحدة في اليمن

منذ 3 ساعات

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، أن التوازن السياسي الهش في جنوب اليمن تعرض لتحدٍ كبير هذا الأسبوع، بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، على معظم محافظة حضرموت الغنية بالموارد في شرق البلاد

وتعد هذه الخطوة تصعيداً لافتاً في الحرب الأهلية الطويلة في اليمن، مع مخاوف من تجدد النزاع المسلح بشكل أوسع

وبحسب الصحيفة الامريكية، فان سيطرة المجلس الانتقالي على معظم حضرموت تعد محاولة لإعادة رسم الخريطة السياسية بالقوة، معتبرة أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى انهيار فكرة الدولة الموحدة في اليمن، وهو ما يعني تعزيز الانقسام بين شمال اليمن وجنوبه

وأشارت الصحيفة إلى أن تصعيد الانتقالي يُنظر إليه على أنه جزء من جهود المجلس لإنشاء دولة جنوبية مستقلة، أي تقسيم اليمن على أسس سياسية وجغرافية

وتعد حضرموت، التي تشكل نحو ثلث مساحة اليمن وتضم موارد نفطية مهمة، من أكثر المناطق استقراراً في البلاد

وقد وصف مسؤولو المجلس الانتقالي الجنوبي العملية بأنها خطوة ضرورية لـاستعادة الأمن، إلا أن محللين يرون أنها جزء من جهود المجلس لإنشاء دولة جنوبية مستقلة، وهو ما قد يقوض وحدة اليمن ويزيد التوتر في المنطقة

وقد أثار هذا التصعيد ردود فعل قوية من مجلس القيادة الرئاسي اليمني المعترف به دولياً، الذي يعمل أساساً من العاصمة السعودية الرياض

وأدان رئيس المجلس رشاد العليمي ما وصفه بـالإجراءات الأحادية للمجلس الانتقالي، محذراً من أن انهيار فكرة الدولة الموحدة في اليمن سيؤدي إلى تقويض الاستقرار في الشمال والجنوب على حد سواء

ويشارك في الصراع في حضرموت عدة أطراف، بما في ذلك قوات الحكومة المعترف بها دولياً، والمسلحين القبليين، وعناصر أمن محلية، والتي كانت تتنازع على إدارة الموارد المحلية وتوزيع الإيرادات

وكانت بعض القبائل المرتبطة بالسعودية قد سيطرت في وقت سابق على حقول نفط رئيسية في المحافظة، مطالبة بحصة أكبر من العائدات، ما أدى إلى انقطاعات واسعة في الكهرباء، واستغله المجلس الانتقالي لتوسيع نفوذه

ويشير المراقبون إلى أن التصعيد الأخير يكشف عن تباين أهداف كل من السعودية والإمارات

ففي حين تواصل الرياض دعم الحكومة اليمنية المعترف بها وفكرة وحدة اليمن، يبدو أن الإمارات تسعى لتعزيز نفوذها على الساحل الجنوبي، بما في ذلك السيطرة على الموانئ الاستراتيجية ومسارات التجارة البحرية

وقال الباحث فارع المسلمي، من تشاتام هاوس في لندن، إن الحوثيين قد يكونون قلقين الآن بسبب ظهور قوة جنوبية موحدة تحت قيادة واحدة، مشيراً إلى أن التصعيد الجنوبي قد يؤدي إلى تجدد المعارك على مستوى البلاد

ولا تزال تطورات الوضع في حضرموت مفتوحة على جميع الاحتمالات، مع عدم وضوح العواقب الطويلة الأمد لتحركات المجلس الانتقالي على الحرب الأهلية والوحدة السياسية واستقرار اليمن والمنطقة ككل