هدوء حذر في السويداء بعد انسحاب مسلحي العشائر وارتفاع حصيلة الضحايا إلى أكثر من 900 قتيل

منذ 3 ساعات

ساد هدوء حذر مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا صباح الأحد، بعد أيام من الاشتباكات الدامية بين مسلحين من العشائر البدوية ومقاتلين دروز، والتي أسفرت عن مئات القتلى، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف العنف

وأكد سكان محليون لوكالة رويترز أن أصوات إطلاق النار توقفت صباح الأحد، عقب إعلان وزارة الداخلية السورية في ساعة متأخرة من مساء السبت انسحاب مسلحي العشائر من المدينة

وتُظهر صور التقطتها رويترز انتشار قوات أمنية تابعة للوزارة في محيط المدينة، حيث أغلقت أحد الطرق المؤدية إلى تجمع للعشائر

ووصَف طبيب الأسنان كنان عزام الوضع بأنه هدوء مشوب بالتوتر، مشيراً في اتصال هاتفي إلى استمرار انقطاع المياه والكهرباء، وتعطل المرافق الصحية، بما في ذلك المستشفيات

وأضاف: لا تزال هناك جثث في الشوارع، والعديد من الجرحى بلا علاج

من جانبه، قال أحد سكان المدينة، رائد خزعل، في رسالة صوتية لرويترز إن الوضع الإنساني كارثي، مؤكداً أن الحياة متوقفة تماماً، والمشفى الوطني خارج الخدمة، والجثث مكدسة وتفوح منها الروائح

وأشار إلى جهود من الهلال الأحمر لنقل الجثث وتوفير وسائل لحفظها مؤقتاً إلى حين التعرف عليها ودفنها

ردود دولية متباينةودعا توم بيريك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، إلى وقف فوري لإطلاق النار، واصفاً ما يحدث بأنه أعمال وحشية تقوض سلطة الحكومة وتعرقل جهود الاستقرار، وفق منشور له على منصة إكس

وأضاف: على جميع الفصائل أن تلقي السلاح فوراً وتوقف القتال وتبتعد عن دوامة الانتقام

سوريا على مفترق طرق، والسلام يجب أن يسود الآن

وتشكل المواجهات الأخيرة في السويداء اختباراً حساساً للرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الذي تعهّد في خطاب ألقاه الخميس بحماية حقوق أبناء الطائفة الدرزية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، محملاً ما سماها الجماعات الخارجة عن القانون مسؤولية العنف

ضربات إسرائيلية ومواقف متناقضةفي تطور لافت، شنت إسرائيل غارات جوية الأسبوع الماضي على مواقع لقوات النظام السوري في السويداء ودمشق، قائلة إنها تهدف إلى حماية الدروز، الذين يشكلون أقلية دينية مؤثرة في سوريا ولبنان وإسرائيل

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده تطالب بإقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد من الجولان المحتل إلى جبل الدروز شرق السويداء، مشدداً على التزام إسرائيل بحماية الدروز

ومع ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تدعم الضربات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية

وقال مسؤول إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن تل أبيب وافقت على السماح بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء لمدة 48 ساعة، في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في الجنوب السوري

حصيلة ثقيلة ومخاوف مستمرةوبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أسفرت الاشتباكات التي اندلعت قبل أكثر من أسبوع في محيط السويداء عن مقتل ما لا يقل عن 940 شخصاً، في حين لم تتمكن رويترز من التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل

وذكر مصدر أمني سوري أن قوات الأمن الداخلي نشرت نقاط تفتيش في الأطراف الغربية والشرقية للمحافظة، فيما بدأت بعض مجموعات العشائر بالعودة إلى دمشق ومناطق أخرى في الشمال

وروى عدد من سكان المدينة أن قوات ترتدي الزي الرسمي الحكومي نفّذت عمليات قتل ميدانية داخل المنازل وفي الشوارع، في ما وصفوه بعمليات انتقام ضد المدنيين من أبناء الطائفة الدرزية