هدى جعفر: إبداع أدبي يكسر القيود
منذ 2 أشهر
تعز- فاطمة العنسيتأخذك بين أحرفها إلى عالم مختلف، يتسم بالمزج بين الخيال والرعب، ويثير فيك الدهشة وربما الحيرة عبر قصصها السبع
منذ اللحظة التي تقرأ فيها السطور الأولى من مجموعتها القصصية “اليد التي علقت المرآة”، تجد نفسك أسيرًا لجمال النص الأدبي حتى الجملة الأخيرة
إنها الكاتبة اليمنية هدى جعفر
في سبتمبر من العام الماضي، حققت مجموعتها القصصية الأولى تفاعلًا كبيرًا بين القراء داخل البلاد وخارجها
على الرغم من أنها لم تتلقَ أي دورات تدريبية في كتابة القصص أو الروايات، إلا أنها استطاعت بأسلوبها الفريد جذب القارئ ودخول عالم الكتابة بقوة منذ إصدارها الأول
تقول هدى في تصريح سابق لجريدة “المدن” اللبنانية”: “عملت على العديد من الكتابات، ما بين القصص القصيرة والنصوص السردية، وتناولت موضوعات مثل النزوح، الحرب، والفنون المختلفة
كتبت في كل التفاصيل، صغيرها وكبيرها، دون أن أُشغل نفسي بتصنيفات الأنواع الأدبية التي تُقيّد الإبداع وتضعه في إطارات ضيقة
”تقول هدى لـ “المشاهد”: “في العالم العربي لا يُمكن الاعتماد على الكتابة باعتبارها مصدر دخل
على الكاتب أن يجد مصدر دخل أساسي حتى يستطيع أن يكتب بحرية ودون ضغط، ومثل هذه العراقيل يمكن أن تحد من الكتابة
”وفي حديثها لـ “المشاهد”، تقول إنه لا توجد طريقة محددة أو مكان معين لاستلهام الأفكار، حيث تأتي الأفكار من مصادر لا حصر لها، ولا يمكن تحديدها
هذه المصادر قد تشمل تجارب الطفولة، المشاكل الاجتماعية، قصص التراث، حتى الكوابيس والأحلام
تشير هدى إلى أنها تميل إلى كتابة القصص التي تحمل طابع الغرابة واللامعقول، بعيدًا عن الروتين الممل والمنطق التقليدي، وتؤكد أن الكثير من الأمور يمكن أن تعيق عملية الكتابة، مثل الانشغال بواجبات ومهام أخرى، وصعوبة إيجاد دار النشر المناسبة، والصعوبات المالية
تضيف: “في العالم العربي لا يُمكن الاعتماد على الكتابة باعتبارها مصدر دخل
على الكاتب أن يجد مصدر دخل أساسي حتى يستطيع أن يكتب بحرية ودون ضغط، ومثل هذه العراقيل يمكن أن تحد من الكتابة
”وفقًا لهدى، أخطر مشكلة يمكن أن تواجه الكاتب هو وجود الفكرة، وعلى الكاتب أن يتريث قدر الإمكان قبل أن يصدر كتابًا، لأن عليه أن يجد فكرة أصيلة نابعة من ذاته، بعيدًا عن حسابات الأكثر مبيعًا والمتاجرة بقضايا حقوق الإنسان، وغيرها من الموضوعات التي تم استهلاكها
تقول هدى: “طموحي أن استمر في كتابة نصوص وقصص جيدة تحفر عميقا في وجدان القارئ، تضيء بعض زواياه وتُظلم أخرى، وتجعله يضحك ويدمع ويفكّر ويتذكّر
”القصة القصيرة… منجز إبداعيتوضح هدى أن كل القصص في مجموعتها القصصية كُتبت لتكون قصيرة، وذات نهاية “مبتورة”، فالنهاية كانت مقصودة ومتسقة مع ما سبقها من أحداث، واختارت الكاتبة أن تكون قصصها قصيرة لحبها لهذا النوع من الكتابة، وإيمانها الراسخ أن القصص القصيرة منجز إبداعي هائل ومؤثر
ما يميز مجموعة “اليد التي علقت المرآة”، أنها تمكنت من نقل هموم الجنسين، لاسيما الأطفال
توضح هدى، وتقول: “أنا مؤمنة بأنّه لا يُمكن تفكيك قضايا النساء وتحليلها، من دون النظر إلى الرجال، فكلاهما ضروري لتفسير الآخر، وبالإنصات لكليهما تكتمل اللوحة الإنسانية، والأدبية والإبداعية
”تؤكد هدى أن الكتابة فعل شاق للغاية، إذ تستهلك الوقت وتتطلب مجهود ذهني، وتتمنى أن تظل شغوفة بالكتابة وقادرة عليها باستمرار
تختم حديثها، وتقول: “طموحي أن استمر في كتابة نصوص وقصص جيدة تحفر عميقا في وجدان القارئ، تضيء بعض زواياه وتُظلم أخرى، وتجعله يضحك ويدمع ويفكّر ويتذكّر
”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير