هزاع البيل : الانتقالي… مغامرة سياسية بلا عقل

منذ 3 ساعات

هزاع البيل من الذي يذهب لبناء بيت في أرضٍ يحيط بها الاضطراب من كل جانب؟ومن الذي يخوض صراعات يمينًا ويسارًا بنشوة قوة زائفة، وهو لا يعرف حتى حدود أرضه ولا مآلات أفعاله؟الانتقالي اليوم صاحب قضية عادلة في أصلها، لكنها تحولت إلى جوهرة بيد فحّام لا يعي معنى القضية ولا قدسيتها، يرى الجنوب وكأنه رسالة واتساب، لا وطنًا مثقلاً بالمعاناة والتضحيات

منذ 2018 وحتى اليوم، مُنح الانتقالي كل شيء حرفيًا: سيطرة، تمكين، دعم مالي، وقوة مكّنته من طرد حكومات، وإنهاء عهود رؤساء، وفرض واقع سياسي جديد

ومع ذلك، لم ينجح في صناعة نموذج واحد محترم يُحتذى به في مناطق سيطرته

بل ذهب إلى ما هو أسوأ مما كان يصف به خصومه، حتى ترحّم أبناء عدن على “فساد الشمال” الذي كان يُستخدم شماعة لكل الإخفاقات

من يفهم أبجديات السياسة يبدأ بتأمين محيطه أولًا

لكن الانتقالي لم يؤمّن شمالًا، بل صنع عداوات

ولم يحترم محيطًا إقليميًا يملك القدرة على بعثرته بتوقيع واحد

عادَى الجميع: شمالًا، جنوبًا، شرقًا وغربًا، دون أن ينفذ مشروعًا واحدًا يُجمع عليه أبناء الجنوب أنفسهم

من ميدي إلى عدن، ترى البؤس في عيون الناس: فقر، جوع، وانكسار

نقاط تُسمى أمنية، لكنها لا تعرف سوى مقولة واحدة: “الباقي عندك”

والله، لو قدّم الانتقالي ما ينقذ أبناء عدن من خدمات، ورواتب، ومشاريع حقيقية، لوقف الناس حاجزًا بشريًا دفاعًا عن دولتهم السابقة

لكن ما نراه هو العكس: احتفالات باهظة، أموال تُهدر على تحركات أحادية الفكر، فيما تلك الأموال وحدها كفيلة بتغطية رواتب، أو تخفيف لهيب صيف عدن القادم الذي لن يرحم أحدًا

شعارهم العملي واضح:الخدمات ليست مسؤوليتنا، نحن فقط متخصصون في رفع الأعلام وطلاء الجدران

رأيت بعيني كيف صار الجنوب بعدهم: مآسٍ متراكمة، بلا أفق ولا أمل

عودوا إلى رشدكم

أدركوا أنكم لا تحفرون طريق دولة، بل تحفرون نهاية قضية كانت – وما زالت – عادلة