هزاع البيل : الحوثي.. الجذر العميق لمعاناة اليمنيين

منذ 3 ساعات

هزاع البيل منذ اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء في 2014، واليمن يشهد انهيارًا غير مسبوق في تاريخه الحديث

لم يكن ما حدث مجرد انقلاب سياسي عابر، بل لحظة سقوط حقيقي لبنية الدولة وبداية مشروع طائفي مسلّح لا يؤمن بفكرة الوطن، بل يتعامل مع اليمن كمنصة لتنفيذ أجندة خارجية تتجاوز حدوده

منذ تلك اللحظة، بدأت ملامح الدولة تتآكل تدريجيًا الوزارات والمؤسسات الرسمية أُفرغت من محتواها وتوقفت الرواتب وتعطلت الخدمات العامة، بل أصبحت مؤسسات الدولة أدوات بيد المليشيا تستخدمها للبقاء والسيطرة، لا لتقديم الخدمات أو حماية المواطنين

والأخطر من كل ذلك، أن الحوثي لم يكتفِ بتفكيك مؤسسات الدولة، بل اتجه مباشرة إلى المواطن اليمني البسيط، فحاول تدمير وعيه وهويته وغيّر المناهج الدراسية وضخ خطابًا طائفيًا ممنهجًا يستهدف العقول الناشئة ويسعى إلى تحويل المواطن الحر إلى تابع خائف لا يرى في الوطن قيمة، بل في القائد قداسة لا تُمس

لم تكن المعاناة نتيجة عشوائية للحرب، بل صارت أداة ممنهجة بيد المليشيا، فكل أزمة غذاء وكل انقطاع للرواتب وكل نقص في الأدوية تحوّلت إلى ورقة ضغط تستخدمها المليشيا في التفاوض السياسي وفي تسويق خطاب المظلومية

 إن الفوضى لم تكن نتيجة للحرب فحسب، بل أصبحت بيئة مثالية لبقاء هذا المشروع واستمراره فكلما غابت الدولة تمدد السلاح وكلما سادت الفوضى ترسخ نفوذ المليشيا

 ولهذا، لا يمكن الحديث عن سلام حقيقي ما دامت هذه المليشيا تملك قرار الحرب، وتتحكم في حياة ملايين اليمنيين بعقلية المليشيا لا منطق الدولة

يدفع اليمنيون اليوم ثمن هذا الانقلاب في لقمة عيشهم وتعليم أبنائهم وصحتهم وحتى في كرامتهم، تحوّلت حياة الناس إلى معركة يومية من أجل البقاء، بينما تواصل المليشيا فرض نفسها كسلطة أمر واقع بالقوة والسلاح

ورغم كل هذا، لم يستسلم اليمنيون، فلا تزال الأصوات ترتفع والإرادة تقاوم والوعي يتشكل في القرى والمدن وفي الداخل والخارج هناك من يدرك الحقيقة ويقولها بوضوح أن الحوثي ليس جزءًا من الحل، بل أصل المأساة