هزاع البيل : العجلة بدأت تدور.. واليمن تعود إلى مسارها

منذ 3 ساعات

هزاع البيل بدأت العجلة تدور، وبدأت معها ملامح عودة الروح إلى الجسد اليمني بعد سنوات من التشتّت والانقسام

فكلنا نعلم أن في تجمّعنا تكمن القوة اليمنية المطلقة، وأن في تفرّقنا نرى وطننا يتمزّق ويتجه إلى أحضانٍ غريبة عنه، بعيدة عن حضنه العربي وطريقه التاريخي المحتوم

 شهد الأسبوع الماضي حراكًا سياسيًا يمنيًا خالصًا أعاد الأمل إلى النفوس

اجتماعات مكثفة لمجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة، ومحافظون غابوا لسنوات عادوا إلى المشهد، والبنك المركزي استعاد حضوره، وكأن اليمن كلّه قد حضر معهم، يراقبهم بعين الدعاء والرجاء: كونوا على قلب رجلٍ واحد من أجلنا ومن أجل وطننا

 في مقدمة هذا المشهد يقف الرئيس الدكتور رشاد العليمي، ممسكًا بدفّة القيادة بثباتٍ نادر وحكمةٍ عميقة

لم ييأس رغم العواصف، ولم ينجرف رغم الانحرافات، بل ظلّ يتحمّل الأثقال وسط ضجيج المزايدين ومشعلي الفوضى، ليبقي السفينة ماضية على طريق النجاة

 على طاولة القيادة يجتمع اليمنيون تحت راية واحدة، فيما بعض الأصوات في أزقّة التواصل ومجالس السوء تحاول أن تهدم أكثر مما تبني

من يتصارعون على المناصب، ويبحثون عن نفوذٍ زائل، هم من يثيرون الغبار حول البوصلة الوطنية

أقلامٌ باعت الوطن وكتبت لنفسها، لا لليمن

 لكن الحقيقة الواضحة أن رشاد العليمي ومجلس القيادة، مهما اختلفوا، فإن اختلافهم اختلاف من أجل الوطن، لا عليه

اختلاف من أجل الأرض والإنسان، ومن أجل النصر الذي بدأت بشائره تلوح في الأفق

 اليوم تُبنى لبنات دولة جديدة: إصلاحات حكومية فاعلة، وتمكين مؤسسات الدولة، وتعزيز استقلالية البنك المركزي اليمني ليصبح حجر الأساس في استعادة الاقتصاد، وتوحيد أجهزة المخابرات لتأمين الداخل من عبث المتربصين

كل ذلك ليس ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية لإعادة توجيه البوصلة نحو المستقبل

 رسالتي لكل يمني حر:لا تصدّقوا دعاة الفوضى، ولا تذهبوا إليهم لا بأفكاركم ولا بأقلامكم

فاليمن اليوم بحاجة إلى من يشدّ أزر قيادته الشرعية، لا من يطعنها في ظهرها

لنتّحد جميعًا خلف مشروع الدولة، ولنترك وراءنا صخب الأنانيات الصغيرة، فالوطن أكبر من الجميع، ومصيره بأيدينا نحن، لا بأيدي الطارئين عليه

 اليمن عائدة، والعجلة بدأت تدور

ومن سار في درب الوطن، فلن يضلّ الطريق