هزاع البيل : تهريب الأسلحة الإيرانية عبر ميناء الحديدة .. تهديد مستمر للسلام والأمن الإقليمي

منذ 5 أيام

هزاع البيل في خطوة جديدة تكشف عن تورط إيران المستمر في دعم ميليشيا الحوثي، تمكّن خفر السواحل اليمني في 12 فبراير 2025م من اعتراض سفينة في جنوب البحر الأحمر كانت متجهة إلى ميناء الحديدة، والتي تحمل على متنها معدات عسكرية نوعية ومتطورة قادمة من إيران، مما يؤكد استمرار الدعم الإيراني العسكري للميليشيا، وتضّمنت حمولة السفينة الضخمة الهياكل الصاروخية لصواريخ كروز ومحركات الصواريخ، بالإضافة إلى طائرات مسيرة وأنظمة بحرية متطورة، وتم العثور أيضًا على معدات تشويش متطورة وأنظمة اتصالات حديثة، وهو ما يدل على تورط إيران في توفير تقنيات تكنولوجية متقدمة تساعد الميليشيا في توجيه ضرباتها بدقةٍ أكبر

 هذه الحادثة ليست مجرد عملية تهريب أسلحة، بل هي بمثابة صفعة جديدة لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وتحدٍ واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي، وخاصة القرار 2216 (2015) الذي يحظر تزويد ميليشيا الحوثي بالأسلحة

ما يجعل من هذه العملية أكثر تعقيدًا هو التأثير المباشر على جهود الوساطة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، مما يعزز موقف الميليشيا العسكري ويضعف فرص الوصول إلى حل سياسي دائم في اليمن

 وعلى الرغم من خضوع محافظة الحديدة للرقابة الأممية، بحسب ما نص عليه اتفاق ستوكهولم 2018م، إلا أن ضعف الرقابة في هذه الفترة سمح للحوثيين بتحويل الحديدة إلى نقطة انطلاق رئيسية لعمليات القرصنة البحرية ومهاجمة الدول وتهديد أمن أحد أهم الممرات المائية في العالم، ولا تقتصر الأنشطة الحوثية في الحديدة على تهريب الأسلحة فحسب، بل تشمل إدخال المواد الممنوعة كالمخدرات وممارسة النفوذ والسلطة غير القانونية في مراتٍ عديدة على السفن التجارية في المياه الدولية؛ لتستفيد من توتّر الأوضاع الأمنية وتعقيدها في تكرار الضغط على المجتمع الدولي والمحلّي

 وفي ظل هذا الوضع المعقّد، يتضح أن استمرار الميليشيا في استغلال ميناء الحديدة لتنفيذ أجنداتها العسكرية يهدّد الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي، فقد أصبح من الضروري أن يتدخل المجتمع الدولي بفاعلية أكبر، ويتم تعزيز الرقابة الأممية على الموانئ اليمنية، كخطوةٍ أولى لضمان عدم تدفق الأسلحة عبر الحديدة، ولحين استعادة الحكومة الشرعية لسلطتها على المناطق الساحلية اليمنية ستساهم بشكل حاسم في الحد من التداعيات الإنسانية في اليمن وحماية الأمن البحري الدولي وإيقاف التدخلات الإيرانية في الصراع اليمني