هزاع البيل : ثورة سبتمبر .. ذاكرة الحرية وكابوس الميليشيا الحوثية 

منذ 2 دقائق

هزاع البيل لم يكن 26 سبتمبر يومًا عابرًا في تاريخ اليمن بل كان زلزالًا سياسيًا واجتماعيًا أطاح بقرون من الكهنوت والظلام، إنه اليوم الذي خرج فيه اليمنيون من عباءة الاستعباد إلى فضاء الجمهورية وكسرت فيه القيود حين رفرف علم الحرية فوق صنعاء معلنًا ميلاد اليمن الجديد

في 26 سبتمبر 1962، طُويت واحدة من أكثر الصفحات ظلامًا في تاريخ اليمن حين سقطت الإمامة وانتهت معها أسطورة الحكم الإلهي الذي كُرّس لقرون طويلة، ومنذ تلك اللحظة، صار هذا التاريخ الكابوس الأبدي للميليشيا الحوثية لأنه يفضح حقيقتها كنسخة مشوّهة من الإمامة التي لفظها اليمنيون ذات يوم، إنها تراه يوم سقوطها القادم ولهذا تحاول الميليشيا محاربة سبتمبر وتشويهه، لكنها تفشل دائمًا أمام إصرار الشعب

سبتمبر هو ذاكرة التحرر المتجددة التي تضيء وجدان اليمنيين، فيه استعادوا كرامتهم، وبه يجددون العهد بالجمهورية، ولهذا فإن كل محاولات الحوثي لإحياء عهد الإمامة ليست سوى أوهام سرعان ما تتهاوى أمام هذا اليوم العظيم الذي يسكن ضمير الشعب ويصون أحلامه

ليست مصادفة أن تعامل ميليشيا الحوثي ذكرى 26 سبتمبر بعدائية صريحة، وأن تحاول بكل الطرق إطفاء وهجها في وجدان اليمنيين، فهذا التاريخ بالنسبة لها هو كابوس لا يفارقها، ومحاولاتها لتشويه سبتمبر أو تهميشه ليست سوى اعتراف غير مباشر بضعفها أمامه، فهي تدرك أن هذا اليوم يمثّل ذاكرة متجددة تستحضرها الأجيال لتؤكد أن الحرية حق لا يُنتزع من الشعب إلا ليعود أقوى

لقد أثبت سبتمبر أنه السلاح المعنوي الذي لا يصدأ، به يستمد اليمنيون قوتهم ومنه يضيئون دربهم في مواجهة الميليشيا الحوثية، فسبتمبر هو فجر اليمن المتجدد، 26 سبتمبر هو اليوم الذي علّم اليمنيين أن الحرية تُنتزع ولا تُمنح وأن الكرامة لا تُستجدى بل تُصان بالدم والإرادة، هو وعد مستمر بالخلاص ورسالة متجددة أن الشعب سيستعيد دولته وجمهوريته مهما طال ليل الحوثي، ومهما حاولت الإمامة بثوبها الجديد أن تفرض وجودها فالتاريخ لا يعود إلى الوراء والحرية التي ذاقها الشعب صارت قدره