هزاع البيل : حضرموت تُجرّ إلى الفوضى بأيدي ميليشيا "الحضرمي"

منذ ساعة

هزاع البيل تشهد محافظة حضرموت منذ مطلع ديسمبر موجة من العنف والفوضى، على يد مليشيات بقيادة المدعو أبو علي الحضرمي، قائد ما يُسمى بقوات الدعم الأمني، هذه المليشيات التي تصرفت خارج إطار الدولة والقانون، وارتكبت مئات الجرائم من تصفيات ميدانية وإعدامات خارج القانون بحق قيادات عسكرية ومدنيين من أبناء المحافظة

الملفت في شخصية أبو علي الحضرمي هو خلفيته وخبرته الطويلة خارج اليمن، خصوصًا في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث تشكّلت عقيدته القتالية تحت إشراف حزب الله الإيراني، هذه الخلفية الفكرية جعلت منه صانعًا لمشاريع الفوضى التي تهدد أمن واستقرار الجنوب وتعيد إنتاج نموذج الحوثي بأسلوب جنوبي

بدأ صالح علي حسين بن طالب الشيخ أبو بكر المعروف باسم أبو علي الحضرمي مساره السياسي منتصف التسعينات كمستشار ومدير مكتب علي سالم البيض، وهو من أسرة هاشمية سلالية استخدم أسماء متعددة لإخفاء هويته قبل أن ينخرط في تنظيم حتم المدعوم إيرانيًا، حيث أصبح أمينًا عامًا ومسؤولًا ماليًا للجناح المسلح وحلقة وصل مباشرة مع إيران وحزب الله

اليوم، يمثّل الحضرمي رأس مشروع متكامل لإخضاع حضرموت بالقوة بعيدًا عن أي مساءلة سياسية أو قانونية، مستخدمًا شبكات أمنية وتجسسية قديمة أعاد تفعيلها، ومكررًا تجربة الحوثي في فرض السيطرة بالقوة والفوضى، فالأسلوب الذي يتبعه يركز على تصفية الخصوم وتعطيل المؤسسات ونشر الرعب بين المدنيين، للعبث بأمن واستقرار المحافظات الجنوبية

المعطيات تشير إلى أن مشروع الحضرمي يرتبط بمحاور إقليمية تهدف إلى تمرير نفوذ أجنبي في الجنوب باستغلال انقسامات المجتمع اليمني، كما أن العقيدة السلالية التي يحملها والتي تقسم اليمنيين إلى طبقات وتمنح آل البيت الحق في السيطرة، تجعل من تقاربه مع الحوثيين خيارًا طبيعيًا، ليس مجرد احتمالية

إن استمرار صمت السلطات والمجتمع على هذا المسار هو بمثابة تواطؤ فعلي يضاعف المخاطر على أمن واستقرار حضرموت والجنوب عمومًا، ويؤكد هذا الواقع أن مواجهة مشروع الحضرمي تتطلب قرارًا سياسيًا وعسكريًا واضحًا، يعيد الدولة إلى حضرموت ويوقف الفوضى قبل أن تتحول إلى تهديد إقليمي أوسع