هزاع البيل : رشاد العليمي… الثبات في وجه حملات الهدم المنظم

منذ 44 دقائق

هزاع البيل عبرت اليمن مراحل معقدة تداخلت فيها أخطاء السياسة مع طغيان المصالح الشخصية، فغابت الأولويات الوطنية، وانحرفت البوصلة عن مسار الدولة، الأمر الذي دفع البلاد إلى مستنقع من الفوضى والاضطراب لا يكاد يجف حتى يظهر مستنقع آخر أشد قتامة مما سبق

هذا المشهد المأزوم سمح للبعض بالنيل من قداسة ورمزية قيادة الجمهورية، وتهميش مركز القرار، وشن حملات منظمة استهدفت رأس الدولة بضراوة واضحة وبمنهجية تهدف إلى إضعاف السيادة اليمنية وتقويض فكرة الدولة ذاتها

ومنذ لحظة تشكيل مجلس القيادة، ظهرت أطراف سارعت لتشويه صورة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، في محاولة واضحة لكسر هيبة الموقع الأول في الدولة، والإيحاء بأن رأس السلطة مجرد موقع قابل للتجريح والاستهداف

تلك الأطراف، عبر كتائب إلكترونية وإعلاميين مأجورين، سعت لتصغير رمزية القائد، والتشكيك بكل ما يصدر عن المجلس، واختراق كل المساحات الممكنة بهدف هدم ما تبقى من مركزية الدولة

وفي الوقت الذي تتعامل فيه المؤسسات حول العالم مع رأس الدولة بوصفه رمزًا يجب أن يبقى مهابا للحفاظ على نفوذ القانون واستقرار الحكم، كان الرئيس العليمي يتعرض لحملات ممنهجة هدفها ليس النقد، بل الانتقاص، وإفراغ الموقع من مضمونه، لتهيئة المشهد لخطاب مضلل يقول إن “رشاد انتهى”، وكأن المطلوب ليس إصلاح الدولة بل إسقاطها من الداخل

وفي لقاء بالمخا جمع نخبة من أعضاء مجلس النواب وشخصيات اجتماعية وإعلامية ووجهاء قبليين، وعقب مداخلة عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، تحدث أحد الحضور قائلاً: “نريد من رشاد العليمي…”

فقاطعه العميد طارق صالح قائلاً بحزم: “لو سمحت… اسمه فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي”

كانت تلك المقاطعة مثالاً على الالتزام بالتسلسل القيادي، واحترام الموقع، وترسيخ مبدأ أن الدولة تبدأ من احترام رموزها

ومع ذلك، لا تزال الحملات اليوم تُدار من قبل كتائب إعلامية محسوبة على بعض أعضاء المجلس، تروّج للتسريبات والطعن والتلفيق، وتعمل على إضعاف رأس السلطة بدلاً من توحيد الصف في مواجهة العدو الحقيقي

الرئيس العليمي كان ولا يزال الأكثر حكمة وصبراً، وهو الوحيد الذي لم يوجّه أو يموّل حملات لاستهداف أي طرف، بل قال مراراً لكل الإعلاميين في لقاءات متعددة: “دافعوا عن اليمن، ووجّهوا أقلامكم نحو العدو الأكبر… الحوثي

نحن جميعاً في خندق واحد، واليمن أكبر منّا جميعاً”

إن فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي هو رئيس مجلس القيادة الرئاسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب القرار الأول والأخير بمشاركة أعضاء المجلس

واحترام هذا الموقع ليس خياراً، بل ضرورة لحماية هيبة الدولة واستعادة توازن مؤسساتها

ما نراه اليوم من اختلالات هو نتيجة مباشرة لتجاوزات طال أمدها، ولا بد أن تُصحح

فالدولة لا تُبنى بالمزايدات، بل بالانضباط واحترام تسلسل السلطة، والوقوف مع المؤسسات الشرعية، والدفاع عن مركز القرار الذي يمثل آخر حصون الجمهورية

والله من وراء القصد