هزاع البيل : صنعاء بلا تحصين .. أطفال اليمن في مواجهة الموت البطيء
منذ 4 ساعات
هزاع البيل في جريمة إنسانية مروّعة، أقدمت ميليشيا الحوثي على منع حملات التطعيم ضد شلل الأطفال وسائر الأمراض المعدية في مناطق سيطرتها، بذريعة واهية تزعم أن اللقاحات مؤامرة صهيونية ـ أمريكية، في تجلٍّ صريح لعقلية متطرفة تُقدِّم الأيديولوجيا على حياة الإنسان
هذا القرار الكارثي أدى إلى عودة أمراض كانت قد اختفت من اليمن منذ أكثر من عقدين وعلى رأسها شلل الأطفال، في حين تتكرر تحذيرات منظمات الصحة العالمية من أن استمرار هذا المنع سيحوّل اليمن إلى بؤرة وبائية تهدد المنطقة بأكملها
تتعامل الميليشيا مع قطاع الصحة كأداة للهيمنة الفكرية والسيطرة المجتمعية، فهي ترى في حملات التطعيم مشروعًا خارجيًا مشبوهًا، وتتهم الحملات الإنسانية تُنقذ حياة ملايين الأطفال حول العالم، والعاملين الصحيين والمنظمات الأممية بالتجسس
تمنع ميليشيا الحوثي فرق التطعيم من الوصول إلى القرى والمناطق النائية وتشترط إشراف مشرفين حوثيين عليها، ما أدى إلى فشل العديد من الحملات الوطنية التي كانت تغطي نحو 90% من الأطفال قبل الحرب
هذا السلوك ينبع من سياسة ممنهجة ترمي إلى تسييس الصحة العامة وتحويلها إلى سلاح ضغط، إذ تستخدم الميليشيا ملف اللقاحات للمساومة السياسية مع المنظمات الدولية، وتفرض شروطًا تعجيزية مقابل السماح بتنفيذها، ويدفع الأطفال الثمن الأكبر، حيث تُسجَّل عشرات الإصابات الجديدة بشلل الأطفال سنويًا في مناطق الحوثيين وتنتشر أمراض مثل الحصبة والدفتيريا بسبب انعدام التحصين وضعف الوعي الصحي
تحوّل الميليشيا الجهل إلى أداة حكم، والخرافة إلى سياسة عامة لتبرير فشلها وخلق عدو وهمي، فبدل أن تحتفل اليمن بإنجازات طبية، عادت اليوم لتخوض معركة ضد أمراض قد طواها العالم منذ أعوام
إن منع اللقاحات في اليمن هو جريمة مكتملة الأركان بحق الطفولة والإنسانية، تؤكد أن مشروع الحوثي يهدد الحياة نفسها ويحوّل الأطفال إلى ضحايا جهل مقصود، ويفاقم انهيار النظام الصحي ويجعل اليمن بؤرة وبائية تهدد المنطقة بأكملها