هزاع البيل : وصية صالح..."لا تسلموا اليمن الجمهوري للحوثي"

منذ 2 ساعات

لم يكن استهداف ميليشيا الحوثي لحزب المؤتمر الشعبي العام مجرد خلاف سياسي عابر، بل هو جزء من مشروع ممنهج لاجتثاث الحياة الحزبية في اليمن، وتفكيك كل ما تبقى من الدولة ومؤسساتها، لصالح مشروع سلالي طائفي يعمل على إعادة إنتاج الإمامة بثوب إيراني

فمنذ انقلابها على الحكومة اليمنية، تعامل الحوثي مع حزب المؤتمر كتهديد وجودي، لا كشريك سياسي، ومع أن الطرفين جمعتهما تحالفات ظرفية في بعض المراحل، إلا أن تلك التحالفات لم تكن سوى تكتيك مؤقت بالنسبة للحوثي، الذي لا يؤمن أساساً بمبدأ الشراكة، ولا يعترف بأي مكوّن وطني خارج عباءته

 جاءت الضربة القاصمة للعلاقة بين الطرفين بعد انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م، حين أعلن الزعيم الراحل علي عبدالله صالح فض الشراكة مع الحوثيين، داعياً اليمنيين للانتفاض ضد مشروعهم، في وصية ما زالت حاضرة في الوجدان اليمني حتى اليوم، وكان الرد الحوثي دموياً باغتيال صالح بدم بارد، وشن حملة قمع شرسة ضد قيادات المؤتمر في صنعاء والمحافظات

خلال السنوات التي تلت الانتفاضة، شنت الميليشيا حملة اعتقالات واسعة طالت نواباً ووزراء سابقين وأكاديميين وإعلاميين وعشرات الكوادر الحزبية، إلى جانب مصادرة مقرات الحزب ونهب ممتلكاته، وفرض قيادات موالية لها بالقوة في محاولة لإخضاعه وتحويله إلى واجهة شكلية

ما يحدث للمؤتمر الشعبي العام في مناطق سيطرة الحوثي ليس سوى صورة من صور العبث بمفهوم التعددية السياسية، حيث تحاول الميليشيا تصفية الحزب الأكبر في اليمن، ليس فقط بالبطش الأمني، بل أيضاً بالتشويه الإعلامي، والتضييق الإداري، وتجريف المؤسسات من الكفاءات المنتمية إليه

في المقابل، لم تمت فكرة حزب المؤتمر، فلا الحزب انكسر، ولا المشروع الجمهوري الذي مثله لعقود ذاب في خضم الطائفية المستوردة، بل لا تزال جذور مقاومته حية لدى المؤتمريين داخل اليمن وخارجه، ويدركون أن مشروع الحوثي لن يستمر ولن يستقر

إن ما يجري اليوم ليس استهدافاً لحزب سياسي فحسب، بل هو محاولة لإسكات كل صوت وطني مستقل، وكل كيان يمكن أن يعيد التوازن إلى المشهد اليمني المختطف، لذا فإن استحضار وصية صالح، ليست مجرد حنين للماضي، بل ضرورة سياسية ووطنية لصياغة مستقبل مختلف، فالحوثي يحارب المؤتمر لأنه يعرف أن هذا الحزب إذا استعاد حريته، فقد يستعيد اليمن معه

لم يكن استهداف ميليشيا الحوثي لحزب المؤتمر الشعبي العام مجرد خلاف سياسي عابر، بل هو جزء من مشروع ممنهج لاجتثاث الحياة الحزبية في اليمن، وتفكيك كل ما تبقى من الدولة ومؤسساتها، لصالح مشروع سلالي طائفي يعمل على إعادة إنتاج الإمامة بثوب إيراني

فمنذ انقلابها على الحكومة اليمنية، تعامل الحوثي مع حزب المؤتمر كتهديد وجودي، لا كشريك سياسي، ومع أن الطرفين جمعتهما تحالفات ظرفية في بعض المراحل، إلا أن تلك التحالفات لم تكن سوى تكتيك مؤقت بالنسبة للحوثي، الذي لا يؤمن أساساً بمبدأ الشراكة، ولا يعترف بأي مكوّن وطني خارج عباءته

 جاءت الضربة القاصمة للعلاقة بين الطرفين بعد انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م، حين أعلن الزعيم الراحل علي عبدالله صالح فض الشراكة مع الحوثيين، داعياً اليمنيين للانتفاض ضد مشروعهم، في وصية ما زالت حاضرة في الوجدان اليمني حتى اليوم، وكان الرد الحوثي دموياً باغتيال صالح بدم بارد، وشن حملة قمع شرسة ضد قيادات المؤتمر في صنعاء والمحافظات

خلال السنوات التي تلت الانتفاضة، شنت الميليشيا حملة اعتقالات واسعة طالت نواباً ووزراء سابقين وأكاديميين وإعلاميين وعشرات الكوادر الحزبية، إلى جانب مصادرة مقرات الحزب ونهب ممتلكاته، وفرض قيادات موالية لها بالقوة في محاولة لإخضاعه وتحويله إلى واجهة شكلية

ما يحدث للمؤتمر الشعبي العام في مناطق سيطرة الحوثي ليس سوى صورة من صور العبث بمفهوم التعددية السياسية، حيث تحاول الميليشيا تصفية الحزب الأكبر في اليمن، ليس فقط بالبطش الأمني، بل أيضاً بالتشويه الإعلامي، والتضييق الإداري، وتجريف المؤسسات من الكفاءات المنتمية إليه

في المقابل، لم تمت فكرة حزب المؤتمر، فلا الحزب انكسر، ولا المشروع الجمهوري الذي مثله لعقود ذاب في خضم الطائفية المستوردة، بل لا تزال جذور مقاومته حية لدى المؤتمريين داخل اليمن وخارجه، ويدركون أن مشروع الحوثي لن يستمر ولن يستقر

إن ما يجري اليوم ليس استهدافاً لحزب سياسي فحسب، بل هو محاولة لإسكات كل صوت وطني مستقل، وكل كيان يمكن أن يعيد التوازن إلى المشهد اليمني المختطف، لذا فإن استحضار وصية صالح، ليست مجرد حنين للماضي، بل ضرورة سياسية ووطنية لصياغة مستقبل مختلف، فالحوثي يحارب المؤتمر لأنه يعرف أن هذا الحزب إذا استعاد حريته، فقد يستعيد اليمن معه