هل أنت ضمن ضحايا منصات تداول العملات الرقمية؟
منذ سنة
يستثمر بعض اليمنيين مبالغ بسيطة من خلال الاشتراك في تداول العملات الرقمية في العديد من المنصات التي يتم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي
القليل منهم يحقق مكاسب مادية، والعديد منهم يقعون ضحية الاحتيال
التقى معد التقرير ببعض الأشخاص الذين تعرضوا للاحتيال بطرق مختلفة
يقوم أشخاص بتأسيس مواقع على الإنترنت، ويتم الترويج لها كمنصات لتداول العملات الرقمية
في البداية، تقوم هذه المنصات بتسليم أرباح حقيقية للمساهمين، وهذا يشجع المزيد من الأشخاص على الاشتراك فيها من خلال إيداع مبالغ إلى حسابات تلك المنصات بالدولار
رهيب سيف، طالب جامعي بتعز، يقول ل “المشاهد”: “كان أحد الأصدقاء يشارك في تلك منصة ويروج لها، ويربح منها يوميا ما يزيد على عشرين دولارا من خلال القيام ببعض المهام
قررت أنا وأخي الاشتراك في تلك المنصة من أجل الحصول على مصدر دخل، وكنا دون عمل في تلك الفترة
ساهم أخي ب 200 ريال سعودي وأنا ب 300 مائة ريال سعودي
بحسب سياسة تلك المنصة، المساهمة بمبلغ كبير يحقق ربحا أفضل”
بعد أن قام سيف بإيداع المبلغ، اختفت المنصة في نفس اليوم، ولم يستطع سيف وأخيه استرداد المبالغ التي أودعوها للمنصة
يضيف: “اختفت المنصة تماما واختفى موقعها عبر الإنترنت
كان اسم المنصة صن ميديا، وكان يقول صديقي إنها تملك مكتبا في صنعاء، وأنها حقيقية حيث كان يقوم بسحب الفلوس أمامنا، وكنا نساعده في تصميم إعلانات لها بمقابل أو تنفيذ بعض المهام، لكن للأسف بعد أشهر من العمل اختفت
أدركنا أن المبالغ التي أودعناها لن ترد ولم نعرف إلى أين نذهب للشكوى؛ فسكتنا تماما”
محمود البكاري، دكتور علم الاجتماع، في مدينة تعز يقول ل “المشاهد” إن الشباب في اليمن يتعلقون بأي بارقة أمل من أجل أن يحصلوا على دخل مالي يلبي احتياجاتهم الأساسية في ظل انعدام فرص العمل، وتوقف مشاريع التنمية، ولذلك يستغل البعض من محترفي الاحتيال عبر وسائل التقنية الحديثة، ومنها شبكة الإنترنت، ويوهمون الشباب بإمكانية تحقيق أرباح نقدية وسريعة ودون أي مجهود، فينخدع الشباب بهذه الوسائل والعروض
ويضيف البكاري: “ينخدع الشباب بتلك العروض لسببين: الأول ناتج من تأكيدات بعض الأشخاص أنهم يحصلون فعلا على تلك المكاسب، والثاني هو أن الشباب قد يقعون فريسة لهذه الممارسات الاحتيالية بسبب الجهل أو الثقة المطلقة بأشخاص وأصدقاء يعملون ضمن هذه الشبكات”
أسامة التبعي، خريج تقنية معلومات في تعز، ويعمل في تداول العملات، يقول إن بعض المواقع على الإنترنت ليست منصات حقيقية لتداول العملات الرقمية، بل هي مواقع احتيالية ووهمية، وتستمر لفترة محددة ثم تختفي فجأة
يضيف: “هذه المنصات الوهمية لا تستمر أكثر من سنة، وهي بعيدة كل البعد عن العملات الرقمية، لأن التداول يحدث عبر العملات الرقمية، أو الفوركس الذي يقوم عبر شراء وبيع أسهم في الأسواق العالمية المفتوحة”
بحسب التبعي، المنصات الوهمية تعتمد على المؤسس أو القائد الذي يقوم بتسجيل أعضاء محددين، بحيث يقومون باستقطاب أعضاء آخرين
يتم توزيع أرباح للأعضاء القدامى من أموال الأعضاء الجدد، ويستمر الحال على هذه الطريقة لعدة أشهر، وبعد ذلك تختفي المنصة عندما يقرر مؤسسها
إن آلية تداول العملات الرقمية آلية اقتصادية قائمة على الربح والخسارة من خلال سوق مفتوح للعملات التي ترتفع وتهبط مثل العملات الحقيقية
يقوم المتداول بشراء عملات رقمية بمبلغ معين، ويتابع حركة السوق، وصعود وهبوط العملة الرقمية على المنصة
يتذكر التبعي تجربته، ويقول ل “المشاهد”: “بدأت تداول العملات الرقمية ب 27 دولارا عبر منصة مال الرقمية
قمت بإرسال المبلغ إلى وسيط ليودعها لي في المنصة
عندما بدأت كان هناك عملة جديدة اسمها بيبي (PEPE)، وكانت قيمتها رخيصة، حيث اشتريت منها بما يقارب عشرة دولارات، ووفرت بقية المال لشراء عملات رقمية أخرى، انطلقت قيمة العملة التي اشتريتها، ووصلت قيمتها إلى 800 دولار، ولكن لم أقم بصرفها، فهبط سعرها إلى 400 دولار”
يوضح التبعي طريقة إيداع الأموال إلى منصات التداول بهدف الربح من هذا المجال، ويقول: الإيداع إلى المنصات يكون عبر أشخاص معينين، يسمون الوسطاء، لديهم حسابات في الكريمي أو النجم، وهم أشخاص يقومون بتحويل النقود الحقيقية إلى الدولار الرقمي لممارسة التداول
المشترك الجديد يعطي الوسيط المبلغ وعنوانه في المنصة، فيقوم الوسيط بإيداع العملة الإلكترونية على عنوان المشترك، ويتم سحب المبالغ إلى المنصة الخاصة بالوسيط الذي يقوم بإعطاء الدولارات الورقية “
ينصح التبعي باختيار المنصات الحقيقية للتداول، مثل منصة كوكوين وبينجكس ومنصة مال الرقمية، ويختم حديثه بالقول:” على الشباب الراغبين في التداول ألا يذهبوا نحو المواقع الوهمية للتداول، وأن يدفعوا للوسيط المبلغ على عدة مراحل حتى لا يتعرضوا للنصب “
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير