هل انتهت أزمة الغاز في تعز حقاً.. أم أن الصراع الخفي لا يزال مستمرًا؟
منذ 4 ساعات
أعلنت السلطة المحلية في محافظة تعز، عن حل أزمة الغاز المنزلي التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، مؤكدة الإفراج عن شاحنات الغاز المحتجزة في محافظة لحج، إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن الأزمة كانت نتيجة صراع نفوذ بين وكلاء توزيع الغاز، ما يثير تساؤلات حول مدى استدامة الحل المعلن
وقال محافظ تعز، نبيل شمسان، إن السلطة المحلية تواصلت مع الشيخ حمدي شكري، القائد في قوات العمالقة، والذي بدوره أسهم في تذليل العقبات، ما أدى إلى الإفراج عن كافة مقطورات الغاز المحتجزة والسماح بدخولها إلى المدينة
وفي المقابل، أفادت مصادر خاصة أن أصل الأزمة يعود إلى خلاف حاد بين الوكيل السابق لشركة الغاز، سنان الصبيحي (مالك محطتي الفرشة وساسكو)، والوكيل الجديد عبدالكريم محمد مهيوب (صاحب محطة الأخوين في الضباب)، في إطار صراع على النفوذ والسيطرة على سوق الغاز في المدينة، والذي اندلع منذ افتتاح المحطة الجديدة في ديسمبر 2023
وأضافت المصادر أن الصراع تصاعد مع تعرض محطة ساسكو لهجوم ونهب في 1 يونيو 2025، واتهم الصبيحي منافسه عبدالكريم بالضلوع في الحادثة، وهو ما نفاه الأخير
وفي محاولة للتهدئة، تدخلت الشركة اليمنية للغاز في مأرب ووقعت اتفاقًا لتوزيع المهام بين الطرفين، بحيث يتولى الصبيحي التوزيع لكبار المستهلكين، ويتكفل عبدالكريم بتوزيع الغاز في مديريات القاهرة، المظفر، وصالة
لكن الخلاف لم ينتهِ عند هذا الحد، إذ تشير المعلومات إلى أن الصبيحي قام باحتجاز 50 مقطورة غاز مملوكة لعبدالكريم مهيوب في رأس العارة، ما دفع الأخير إلى تنظيم اعتصام مفتوح أمام مبنى المحافظة مع عشرات الموزعين وشاحنات محملة بأسطوانات فارغة، احتجاجًا على ما وصفوه بـالعبث والاحتكار
وأمام تفاقم الأزمة، وجهت شركة الغاز في مأرب رسائل رسمية إلى وزارتي الدفاع والداخلية، مطالبة بضبط المتسببين بعرقلة الإمدادات، مهددة في الوقت ذاته بتجميد التعامل مع الطرفين وتفويض وكيل ثالث لتولي مهمة التوزيع في تعز
وعلى الرغم من إعلان السلطة المحلية عن انتهاء الأزمة، يرى مراقبون أن جذورها ما تزال قائمة، وأن الحل المعلن قد يكون مؤقتًا ما لم يتم معالجة أسباب الصراع ومحاسبة المتلاعبين بسلعة تمس حياة المواطنين بشكل مباشر