هل تتوقف الاحتجاجات الشعبية في حضرموت؟

منذ ساعة

حضرموت – بشرى الحميديبعد أسابيع من التصعيد الاحتجاجي الشعبي للمطالبة بتوفير الخدمات في محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، الشهر الماضي، وما رافقه من تحركات سياسية لمختلف المكونات على رأسها حلف قبائل حضرموت

توقف هذا التصعيد بشكل كامل خلال شهر سبتمبر الجاري، رغم أن الأوضاع الخدمية ما زالت على حالها

فما الذي حدث حتى تتوقف هذه الاحتجاجات والتصعيد السياسي لحلف قبائل حضرموت؟وكانت مدن حضرموت قد شهدت في أغسطس الماضي موجات احتجاجات شعبية شملت مسيرات في الشوارع، قطع للطرقات واشعال النار في إطار السيارات

من خلال استطلاع آراء نخبة سياسية فاعلة في حضرموت، فإن توقف الاحتجاجات له علاقة بعدة معطيات اقتصادية وأمنية واجتماعية وسياسية معقدة

هناك من يعتبر أن توقف الاحتجاجات يظل مؤقتًا؛ ما لم يترافق هذا التوقف مع استجابة عملية وجادة من السلطات المركزية والمحلية

تتجاوز المعالجات الاقتصادية العاجلة لتشمل الإصلاحات السياسية والإدارية الضرورية؛ بما يعزز استقرار المحافظة ويستجيب لمطالب أبنائها

حول سبب توقف الاحتجاجات الشعبية في حضرموت، يتحدث الناطق الرسمي لحلف قبائل حضرموت، الكعش سعيد سالم السعيدي

ويقول: “إن توقف الاحتجاجات جاء نتيجة الدور الكبير الذي لعبه المجتمع الحضرمي ونخبه المختلفة في الحفاظ على استقرار المحافظة

ومنع انزلاقها نحو الفوضى، خاصةً أن هناك “قوى معادية لحضرموت” كانت تسعى لاستغلال هذه الاحتجاجات وإدخال حضرموت في حالة عدم استقرار”

وأضاف السعيدي في حديثه لـ”المشاهد”: “المجلس الرئاسي لم يكن له أي دور في تهدئة الأوضاع بحضرموت”

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية كان لها الدور البارز في إيقاف القوى التي ظهرت في حضرموت، والتي تهدد أمن المحافظة، وإخراجها منها

وتابع: “حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، والقوى الحية المخلصة لحضرموت لعبوا الدور الأبرز في تهدئة الموقف

مستفيدين من معرفتهم بعفوية الاحتجاجات وحقوقيتها، مع إدراكهم في الوقت نفسه لخطورة مخططات القوى المعادية لجرّ حضرموت إلى الفوضى”

السعيدي لفت إلى أن تراجع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الريال

وانخفاض أسعار المواد الغذائية والمشتقات والسلع والخدمات؛ ساعد بشكل واضح في امتصاص حالة الاحتقان الشعبي

والتخفيف من الضغوط المعيشية التي يعانيها المواطنون

وكان الريال اليمني في مناطق سيطرة الحكومة قد استعاد في أغسطس الماضي نحو 45 في المائة من قيمته بعد تدهور كبير في الشهر الذي قبله وصل فيه سعر الدولار الواحد إلى نحو 2,800 ريالا

ويواصل: “توقف الاحتجاجات في حضرموت لا يزال مؤقتًا

محذرًا من عودة المطالب إلى الواجهة أمر لا مفر منه إذا لم تلامس إجراءات الحكومة حياة الناس اليومية بشكل مباشر وملموس”

وأضاف: “رفض مجلس القيادة الرئاسي تنفيذ مطالب أبناء حضرموت -وهي أساسًا مطالب حقوقية مشروعة تستند إلى موارد وإمكانيات المحافظة نفسها- زاد من تعقيد المشهد”

الناطق الرسمي لحلف قبائل حضرموت، الكعش سعيد سالم السعيدي: توقف الاحتجاجات في حضرموت لا يزال مؤقتًا

محذرًا من عودة المطالب إلى الواجهة أمر لا مفر منه إذا لم تلامس إجراءات الحكومة حياة الناس اليومية بشكل مباشر

”وحمّل السعيدي السلطة المحلية جزءًا من المسؤولية؛ بسبب ما وصفه بـ”افتعال أزمات وممارسات تستهدف حلف قبائل حضرموت وأبناء المحافظة”

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن نجاح حضرموت في تجاوز هذه المرحلة مرهون بمدى التزام الحكومة والسلطات تنفيذ إصلاحات حقيقية تعزز من استقرار المحافظة

وتستجيب لمطالب أبنائها بعيدًا عن المماطلة والتسويف

في 9 سبتمبر الجاري، أعلن رئيس الوزراء في حكومة عدن، سالم بن بريك، عن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحافظة حضرموت على مدى الخمس سنوات القادمة

ودعا بن بريك المجتمع الحضرمي إلى نبذ الخلاف، والتمسك بالوحدة من أجل بناء “حضرموت آمنة ومستقرة ومزدهرة”

وبحسب صفحة رئاسة الوزراء في عدن على “الفيسبوك” فإن خطة تنمية حضرموت تهدف إلى فتح استثمارات في البنية التحتية، الطاقة، الموانئ، والصناعات التحويلية

من جانبه، قال الصحفي عبدالجبار الجريري إن توقف الاحتجاجات لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عدة عوامل متشابكة، أبرزها التدخلات الأمنية المباشرة

وأوضح أن السلطات المحلية والأجهزة الأمنية تعاملت مع موجة الاحتجاجات الأخيرة بقبضة مشددة

حيث تم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين

وأسفر ذلك عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى، واعتقال محتجين

واعتبر الجريري خلال حديثه لـ”المشاهد” أن التعامل الأمني، الذي وصفه بـ”العنيف”، أسهم في خفض حدة التصعيد

وأدى إلى تراجع الزخم الجماهيري في الشارع

وأضاف أن الوعود التي قدمتها السلطة المحلية بشأن الاستجابة لمطالب الجماهير أسهمت في تراجع حدة التصعيد الاحتجاجي الشعبي بحضرموت

وأشار الجريري إلى أن التحسن النسبي في الوضع الاقتصادي

وتحسن أسعار الصرف وانخفاض أسعار السلع؛ ساعد على امتصاص الغضب الشعبي في حضرموت من تردي الأوضاع المعيشية

وفي السياق، قال محمد عبدالرحمن باحشوان، عضو هيئة رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع، إن السبب الأساسي للاحتجاجات الشعبية كان انقطاع التيار الكهربائي، وإصلاح منظومة الكهرباء وتراجع الانقطاعات أسهما بشكل مباشر في خفوت الاحتجاجات، خصوصًا في ساحل حضرموت

” محمد عبدالرحمن باحشوان، عضو هيئة رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع، إن السبب الأساسي للاحتجاجات الشعبية كان انقطاع التيار الكهربائي، وإصلاح منظومة الكهرباء وتراجع الانقطاعات أسهما بشكل مباشر في خفوت الاحتجاجات، خصوصًا في ساحل حضرموت

”وأضاف أن الإعلان عن إصلاحات اقتصادية من قبل الحكومة، وفي مقدمتها تحسن صرف العملة المحلية؛ جعل المواطنين يشعرون بضرورة منح فرصة لهذه الإصلاحات

وأشار إلى أن خروج سكان حضرموت في الاحتجاجات لم يكن يومًا بهدف الفوضى أو إحراج السلطات أو الدولة

ولكن نتيجة معاناة حقيقية، وما أن يلمسوا تحسنًا ولو طفيفًا في تلك المعاناة حتى يتوقفوا عن الاحتجاج

يشار إلى أن عدة مناطق في محافظة حضرموت شهدت موجة احتجاجية شعبية غاضبة ومتواصلة الشهر الماضي

يأتي ذلك احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام الخدمات الأساسية

وترافقت الاحتجاجات مع تصعيد سياسي من مختلف المكونات للمطالبة بالحكم الذاتي لحضرموت

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير