هل يفهم الإعلام الغربي التعقيدات السياسية في جنوب اليمن؟
منذ 3 ساعات
يرى الكاتب والباحث أوسان بن سدة أن التغطية الإعلامية الغربية للتطورات في جنوب الجزيرة العربية تفتقد لفهم السياق السياسي والتاريخي العميق، مؤكدًا أن توصيف المجلس الانتقالي الجنوبي بـالانفصاليين المدعومين إقليميًا يختزل الواقع ويغفل الجذور الشعبية والسياسية والعسكرية للمجلس الممتدة عبر مسار طويل من الحراك والمقاومة الجنوبية
ويضيف بن سدة أن تحميل الجنوب مسؤولية انهيار الوحدة اليمنية منذ عام 1990 يتجاهل أحداثًا حاسمة مثل حرب 1994 وسيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014، مؤكدًا أن الربط بين القضية الجنوبية والقضايا الإقليمية دون وثائق رسمية يخدم الإثارة الإعلامية أكثر من التحليل الموضوعي، وأن فهم المشهد يتطلب قراءة متأنية تعتمد على الوقائع الميدانية والهوية الجنوبية المستقلة
كما يشدد الكاتب على أن تصوير المملكة العربية السعودية كطرف معادٍ للتطلعات الجنوبية لا يعكس الحقيقة، مبينًا أن الرياض تتبع مقاربة واقعية لإدارة التوازنات الأمنية والسياسية في المنطقة ضمن سياق إقليمي معقد، بعيدًا عن التفسيرات الأيديولوجية التقليدية للوحدة
ويؤكد أوسان بن سدة أن استخدام مصطلحات جغرافية وسياسية قديمة لتوصيف الجنوب يتجاهل التحولات العميقة التي شهدتها المنطقة منذ 2015، مشددًا على أن الجنوب أصبح اليوم فاعلًا سياسيًا مستقلًا يجب التعامل معه كقضية ذات مسار وهوية خاصة، وليس كملف هامشي ضمن الأزمة اليمنية
كما يحذر من أن استمرار اختزال الجنوب في توصيفات جاهزة سيؤدي إلى تزييف الواقع وتبسيط المشهد بشكل مخل، مما يضعف فرص التوصل إلى فهم شامل وعادل للأحداث ويؤثر على سياسات الأطراف الدولية والإقليمية تجاه اليمن
ويختم بن سدة بالتأكيد على أن قراءة دقيقة للمشهد السياسي في جنوب الجزيرة العربية يجب أن تستند إلى الوقائع الميدانية، التاريخ، الهوية الوطنية الجنوبية، والشراكة المجتمعية، بعيدًا عن السرديات الإعلامية المبسطة التي لا تعكس الواقع الحقيقي