همدان العليي : إلى جلال الورغي.. النقطة السوداء هي تجاهل العرب جرائم الحوثيين

منذ ساعة

همدان العليي في حوار تلفزيوني على قناة الحوار، وصف الإعلامي التونسي جلال الورغي @jalelouerghi خطاب رئيس المجلس الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي بـالنقطة السوداء في القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر، لأنه أدان جرائم وممارسات الحوثيين

عقب مشاهدتي لمداخلته، أجريت بحثا سريعا عن خلفية الورغي الثقافية والسياسية محاولة مني لفهم دوافعه لهذا التعليق غير اللائق، فوجدت بعض إسهاماته ككاتب وباحث متخصص في الشؤون المغاربية والحركات الإسلامية، وظهر لي أنه ممن يتابعون صفحتي في موقع (X)، فوجدتها فرصة لمخاطبته عبر هذا النص المقتضب باعتباري يمنيا والرئيس العليمي يمثلني في هذه القمة

كان الورغي يريد من الرئيس أن يحصر إدانته في جرائم إسرائيل، معتبرا أن التطرق إلى ما يفعله الحوثيون يشتت الغضب العربي والإسلامي عن جرائم الإبادة في غزة

وإن كان الورغي يحرص على توحيد الموقف العربي لصالح غزة وقطر، لكن هذا الطرح فيه تجزيء للعدالة واستخفافا بآلام الضحايا في أي مناطق ودول أخرى مثل اليمن

وكأنه يرى أن على اليمني الوقوف في الطابور كي يضفر بحقوقه الإنسانية

الحقيقة التي يجب أن يعرفها صديقنا جلال أن النقطة السوداء الحقيقية هي تجاهل أشقاءنا العرب لمعاناتنا وآلامنا نحن اليمنيون الناتجة عن جرائم أذيال إيران في اليمن منذ حوالي عقدين من الزمان

كلمة الرئيس العليمي تمثل اليمنيين، فقد أدان جرائم إسرائيل في غزة، وعدوانها على قطر، وكان لا بد أن يشير إلى مفرقعات الحوثيين التي لم يستفد منها أبناء غزة شيئا، لكنها كانت سببا في جلب الدمار إلى بلادنا

وإن لم يقل ذلك، لتعرض لانتقادات شعبه لأنه تجاهل معاناتهم الناتجة عن جرائم الحوثيين وعدم شعورهم بالمسؤولية تجاه اليمن

بلا شك أن مجازر الاحتلال في غزة مؤلمة وثقب في الضمير العالمي، وأن رفضها وإدانتها واجب أخلاقي، لكن إدانة جرائم في مكان ما، وتجاهل أماكن أخرى أمر غير أخلاقي

لا يجب أن تطلبوا من اليمني أن لا يتحدث عن أوجاعه

كان عليكم أن تتحدثوا عن أوجاعنا في اليمن أيضا، وإن كنتم لا تستطيعون فعل ذلك، فلا تحاولوا منعنا

لا يحق لأحد فعل ذلك

صحيح أنك قلت بأنك لا تؤيد الحوثيين في مداخلتك للتخفيف من حدة تعليقك، لكن قناعتك هذه ليست ناتجة عن وجع لكنها خلاصة مشاهدة من بعيد

أما نحن في اليمن فنسمى ضحايا

لدينا ملايين القتلى والجرحى والجياع والمهجرين

أنتم لا تشعرون بآلامهم، ولهذا لا تتحدثُ عنهم قنواتكم الفضائية إلا من زاوية المكايدات ضد بعض الدول الشقيقة

أنتم ربما تتعاطفون معنا أحيانا، لكن لا تشعرون بآلامنا

ولا تجرؤون على الصراخ في وجوه الحوثيين الذين يقومون بعملية إبادة ثقافية ويعملون على تشييع اليمنيين اليوم

من حقكم تأجيل الحديث عن الحوثيين، لأنكم لستم ضحاياهم، لكن ليس من حقكم أن تسكتونا نحن في اليمن

الحق، بالنسبة للضحية، غير قابل للتجزئة والتأجيل

كل من يقتل المدنيين ويختطفهم ويعذبهم ويمارس العنصرية ضدهم ويجوعهم ويهجرهم ويغير عقيدتهم يجب إدانته، اليوم اليوم وليس غدا

ولا يهم شعاراته تجاه الخارج

هذا هو المبدأ الثابت عند أي إنسان سوي صاحب ضمير حي

هل تعرف ما الأثر السلبي لمثل تعليقك هذا؟ ان جماعة الحوثي تستخدمه لتضليل البسطاء، ومن ثم تستغله لشرعنة ظلمها وبطشها وقتلها ونهبها وتهجيرها لليمنيين

أي أن كلامكم هذا يساعد على تصفير عداد جرائم الحوثيين إن جاز التعبير

كل كلمة مدح أو تطبيل تمنح للحوثيين على عروضهم ومفرقعاتهم النارية التي يتقنون ضبطها كي لا تسقط إسرائيليا واحدا، تتحول مباشرة إلى مغسلة لجرائمهم السابقة ضد اليمنيين، ثم إلى ضوء أخضر لجرائم اللاحقة

دافعوا عن غزة، لكن أرجوكم كفوا أذاكم عنا على الأقل إن كنتم لا تستطيعون مساعدتنا

نعرف بأنكم لا تقصدون أذيتنا، لكن الحقيقة أنكم تفعلون ذلك بمثل هذه التصريحات

هي رسالة عتاب صادقة ومخلصة

وأختمها بالقول:عندما يتم رفض جرائم الكيان المحتل في فلسطين والعصابة الإرهابية العنصرية في اليمن، كما جاء في كلمة الرئيس العليمي، فهذا ليس فيه تشتيت للبوصلة، بل العكس

لأن البوصلة الحقيقية والصادقة هي التي تشير إلى حقوق الإنسان أينما كان

في فلسطين أو اليمن أو قطر