همدان العليي : ‏عن رسالة الأمير خالد بن سلمان للشعب اليمني

منذ ساعة

همدان العليي يؤكد الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، في رسالته الأخيرة للشعب اليمني أن بلاده ما زالت تنطلق في مقاربتها للوضع في اليمن من مرجعية الشرعية الدستورية المعترف بها دوليا باعتبارها الإطار القانوني الوحيد الذي يضمن نجاح أي اجراء سواء كان سياسيا أو عسكريا

الرسالة تؤكد أن موقف السعودية يعترف بعدالة القضية الجنوبية السياسية، لكن هذا الاعتراف لا يعني تمكين أحد الأطراف من المحافظات الجنوبية والشرقية خارج التوافق وبالقوة، وأن أي معالجات يجب أن ترتبط بمسار سياسي توافقي داخل مؤسسات الدولة لا خارجها كما يريد المجلس الانتقالي

وهي بذلك -أي المملكة- تغلق الباب أمام أي محاولات فرض الواقع بقوة السلاح باعتبار ذلك تقويضا للدولة لا تصحيحا لمسارها، واستهدافا لجهود وتضحيات التحالف العربي بقيادة السعودية التي جاءت في الأصل من أجل استعادة الأرض والدولة، لا مدخلا لصراعات جديدة، وأن يصان الأمن لليمنيين كافة، وألا تستغل تلك التضحيات لتحقيق مكاسب ضيقة

أما الرسائل غير المباشرة، فهي موجهة لعدة أطراف من بينها الحوثيين ومن يلوحون بدعم تحركات المجلس الانتقالي الأحادية من خارج اليمن

حيث يؤكد الأمير خالد بن سلمان على استمرار المملكة في تعزيز الموقع القانوني للشرعية اليمنية كحامل وحيد للسيادة اليمنية أمام الداخل والخارج

هذا الموقف ينسف أطروحات عصابة الحوثي التي لطالما روجت لها خلال السنوات الماضية، والقائلة إن الشرعية قد انهارت، وأن السعودية ستتخلى عن حلفائها أو تستبدلهم بتفاهمات مباشرة مع الحوثيين شمالا والانتقاليين جنوبيا باعتبارهم يسيطرون على الأرض

إذ تؤكد هذه الرسالة أن أي مسارات سياسية أو عسكرية، شمالا أو جنوبا أو شرقا، لا يمكن أن تمر إلا عبر الشرعية اليمنية بمختلف مكوناتها

يأتي هذا الموقف الحازم بعدما تحدثت بعض الأصوات الداعمة للانتقالي خلال الأيام الماضية عن ضرورة إيجاد صيغة بديلة للشرعية

وخلاصة هذا الموقف السعودي أن الشقيقة العربية ما زالت ترى في الشرعية الممثل للدولة اليمنية، وبالتالي فإن أي كيان مواز -في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب- لا يحترم المركز القانوني للدولة سيبقى معزولا من اليمنيين والأشقاء العرب والعالم